قوات الاحتلال تقتحم جامعة بيرزيت وتشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية

اقتحام بيرزيت

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حرم جامعة بيرزيت شمال رام الله، بالتزامن مع حملة مداهمات واعتقالات واسعة نفذتها في عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات وإطلاق نار واعتداءات على ممتلكات المواطنين، إلى جانب عمليات هدم وتوسّع استيطاني متصاعد.

وذكرت مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت جامعة بيرزيت عند الساعة الرابعة فجراً، من ثلاثة مداخل رئيسية، وقامت باحتجاز خمسة من عناصر أمن الجامعة والاستيلاء على هواتفهم. وأضافت أن قوات الاحتلال أغلقت البوابات الرئيسية الثلاث للجامعة، وانتشر الجنود في عدد من المباني والكليات، ما شلّ الحركة داخل الحرم الجامعي وأثار حالة من القلق بين الطلبة والعاملين.

وأعلنت إدارة جامعة بيرزيت تأجيل الدوام الأكاديمي والإداري حتى الساعة التاسعة صباحاً، حرصاً على سلامة الطلبة والموظفين في ظل استمرار انتشار قوات الاحتلال داخل محيط الجامعة ومبانيها.

وبالتوازي مع اقتحام الجامعة، شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية فجر وصباح الثلاثاء حملة اقتحامات ومداهمات واسعة، حيث داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وعبثت بمحتوياتها، وأخضعت سكانها لتحقيقات ميدانية، واحتجزت عدداً منهم لساعات.

وخلال هذه الاقتحامات، اندلعت مواجهات في عدة مناطق بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، استخدم فيها الجيش الرصاص الحي وقنابل الصوت لتفريق المحتجين. ففي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عرابة، وفي محافظة رام الله اقتحمت الجامعة وعدداً من القرى، من بينها طمون جنوب طوباس، وبيت فوريك شرق نابلس، والمغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله، ما أدى إلى اندلاع مواجهات تخللها إطلاق رصاص وقنابل صوتية.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمود أبو عمر من بلدة الخضر في بيت لحم، والطفل تامر بحر من بلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما واصلت مداهماتها في مدن وبلدات أخرى، بينها الظاهرية وبيت فجار وتقوع، مع إطلاق قنابل إنارة في بعض المناطق خلال ساعات الفجر.

وعلى صعيد سياسات الهدم والتضييق العمراني، أفادت منظمة "البيدر" الحقوقية بأن قوات الاحتلال هدمت موقعاً سكنياً لعائلة داوود البعران في منطقة "الديوك التحتا" غرب أريحا، ما أدى إلى تشريد أفراد العائلة وتركهم دون مأوى. كما نفذ مستوطنون اعتداءات جديدة في قرية المنيا قرب كيسان شرق بيت لحم، حيث أقدموا على حراثة أراضٍ فلسطينية ضمن ما وصفته المنظمة بأنه تصعيد استيطاني متواصل يهدف إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد شامل تشهده الضفة الغربية والقدس المحتلتان منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تشير إحصائيات فلسطينية إلى استشهاد أكثر من 1092 فلسطينياً وإصابة نحو 11 ألف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألف شخص منذ بدء الحرب، في ظل تحذيرات متواصلة من تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية.

ويؤكد مراقبون أن اقتحام جامعة بيرزيت، باعتبارها إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، يعكس تصعيداً خطيراً ضد القطاع التعليمي، ويأتي في إطار سياسة أوسع تستهدف الجامعات والمدارس والبنية الاجتماعية الفلسطينية في الضفة الغربية، بالتوازي مع تشديد القبضة الأمنية وتوسيع الاستيطان.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله