أطلقت غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، مناشدة عاجلة إلى جميع المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، دعتها فيها إلى التوقف الفوري عن تخزين خيام الإيواء والشوادر ومختلف مستلزمات الإيواء، والبدء بتوزيعها مباشرة ودون أي تأخير على العائلات الأكثر تضررًا من المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع منذ ساعات الفجر.
وقالت الغرفة في بيانها إن الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال ساعات الليل أدت إلى غرق عشرات خيام النازحين في مختلف مناطق الإيواء، وتسببت في غمر مساحات واسعة من تجمعات الخيام، وتدفّق المياه إلى داخل أماكن الإيواء المؤقتة، ما أدى إلى تلف ممتلكات النازحين الشخصية وتفاقم معاناتهم في ظل غياب الحماية الكافية من البرد والعواصف.
وأضافت أن فرق المتابعة رصدت نداءات استغاثة متكررة من عائلات وجدت خيامها غارقة بالكامل، محذّرة من أن استمرار هذا الواقع مع انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل التدفئة والحماية قد يؤدي إلى وقوع وفيات بين الأطفال وكبار السن خلال الساعات والأيام المقبلة.
"إنقاذ حياة" لا مجرد استجابة إنسانية
وأكدت غرفة العمليات أن توفير وسائل الحماية العاجلة من الأمطار والبرد في هذه الظروف الجوية القاسية بات مسألة إنقاذ حياة وليست مجرد استجابة إنسانية اعتيادية، مشددة على أن أي تأخير في توزيع خيام ومستلزمات الإيواء يعرّض آلاف العائلات لمخاطر مباشرة.
ودعت الغرفة جميع الشركاء المحليين والدوليين إلى تسريع آليات توزيع خيام الإيواء والمساعدات الطارئة خلال الساعات القادمة، والتنسيق المباشر معها لضمان وصول المساعدات إلى التجمعات الأكثر تضرراً، وتلافي أي خسائر بشرية محتملة يمكن منعها عبر استجابة سريعة ومنظمة.
دعوة لرفع القيود والسماح بدخول البيوت المتنقلة
وفي السياق نفسه، طالبت غرفة العمليات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط على سلطات الاحتلال للسماح بتدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بكميات كافية ومن دون قيود، بما في ذلك مستلزمات الإيواء والخيام والبيوت المتنقلة (الكرفانات).
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال ما تزال تمنع دخول الوحدات السكنية مسبقة الصنع، رغم أنها تمثل – بحسب الغرفة – الحل الأمثل والوحيد القادر على حماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء وموجات الأمطار الغزيرة، مقارنة بالخيام الهشة التي تتعرض للغرق أو الانهيار مع كل منخفض جوي.
أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مطلوبة
وذكرت الغرفة أن التقديرات الميدانية تشير إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدات إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمساكن والبنية التحتية خلال العامين الماضيين.
وأوضحت أن آلاف العائلات النازحة ما تزال تعيش في خيام بدائية أو أماكن إيواء غير صالحة لمواجهة قسوة الشتاء، ما يجعل أي منخفض جوي عميق تهديدًا مباشرًا لأمنها وسلامتها.
مسؤولية جماعية وساعة استجابة حاسمة
واختتمت غرفة العمليات مناشدتها بالتأكيد على أن حماية أرواح النازحين مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً سريعاً من جميع الفاعلين، وأن أي تأخير في توفير مستلزمات الإيواء الأساسية وتوزيعها على مستحقيها قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة يمكن تفاديها إذا ما تضافرت الجهود وتعاظمت سرعة الاستجابة خلال الساعات القريبة.
