تروي عائلة الرضيعة الفلسطينية رهف أبو جزر الساعات الأخيرة من حياتها قبل وفاتها، بعد أن عانت من البرد القارس والأمطار الغزيرة في خيمة لجأوا إليها في خان يونس، جنوب قطاع غزة.
قالت عائلة الرضيعة، التي توفيت في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، إن البرد الشديد وغرق الخيمة بمياه الأمطار كانا السبب في وفاتها، محمّلة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الظروف التي أودت بحياتها.
والدة رهف التي لم تتجاوز طفلتها 9 أشهر، أوضحت بأنها كانت بصحة جيدة قبل وفاتها، قائلة:"ابنتي لم تكن تعاني من أي أعراض مرضية، وقمت بإرضاعها قبل نومها، والبرد كان شديدا في الخيمة التي نسكن فيها".
أضافت أيضا أن العائلة عاشت تلك الليلة وسط مياه الأمطار التي تسربت إلى داخل الخيمة، ما جعل الطفلة عرضة لتدفق البرد حتى ساعات الصباح.
أما عم الطفلة، فقال:"رهف أبو جزر عمرها ثمانية شهور، تسكن في مواصي خان يونس. الآن الشتاء بكل قوته يضرب هذه المناطق. رهف مثل أي طفل في العالم، لكن نحن في غزة لا تتوفر مقومات الحياة لهؤلاء الأطفال. من كثرة البرد الشديد والماء والمطر، فقدت حياتها بسبب الاحتلال الإسرائيلي، كل مصائب الدنيا من وراء هذا الاحتلال".
أكد عم رهف أن الطفلة لم تكن مريضة، موضحا: "رهف لم يكن بها أي مرض ولم يكن بها أي شيء. وأي طفل في هذا الوضع الذي نعيشه طبعًا أنتم لا تعيشون هذه الأوضاع الصعبة التي نعيشها، ولا يمكن أن تتخيلوا أنفسكم في هذا المكان. لأنكم لو رأيتم ما نحن فيه، لعزّ عليكم الوجود على هذه الحياة”، مشيرا إلى أن وفاتها مثل صدمة كبرى للأسرة."
وتحدث عن معاناته مع طفلته التي تبلغ 6 أشهر، قائلا: "من شدة المياه التي تتدفق عليها أصبحت ترتجف من هذا البرد، وكنت أخشى عليها الليلة الفائتة، ولكن الله عز وجل اختار رهف"، مؤكدا أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة لما وصفه بـ"الاحتلال الصهيوني” الذي أوصل أهل غزة إلى هذه الظروف المأساوية".
كما تحدث إيهاب أبو جزر، مدرب منتخب فلسطين لكرة القدم، عن الصعوبات النفسية التي واجهها قبل المباراة ضد المنتخب السعودي في بطولة كأس العرب. وأشار إلى أنه تلقى خبر وفاة ابنة عمه في غزة نتيجة موجة البرد القارس، وذلك في يوم المباراة.
أوضح أبو جزر، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب خروج المنتخب من الدور ربع النهائي بعد الخسارة أمام السعودية بنتيجة 2-1 بعد شوطين إضافيين، أن الصور التي وصلته من مخيمات قطاع غزة أعطته إحساسًا بالفخر، بعد أن تمكن اللاعبون من رسم البسمة على وجوه الفلسطينيين رغم قسوة الأوضاع.
وأضاف أن المشاهد التي رآها قبل المباراة كانت مؤثرة جدًا، مما جعل الاستعداد للمباراة يتم في أجواء نفسية صعبة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن نبأ الوفاة زاد من صعوبة الموقف، لكنه حاول الحفاظ على تركيز الفريق وبذل قصارى جهده لإسعاد الجماهير.
ويستمر تأثير المنخفض الجوي على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، مما تسبب في مأساة حقيقية تزيد من معاناة الناجين من الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة في حصيلة أولية عن ارتفاع عدد الضحايا إلى (14) شهيداً بينهم أطفال ونساء، بفعل تأثيرات المنخفض الجوي العميق الذي يضرب قطاع غزة منذ الأربعاء، وجراء انهيارات كلية وجزئية لمنازل ومباني على رؤوس ساكنيها.
صور في١٢ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢٥ بعدسة: طارق محمد










