حصيلة محدثة: هجوم بونداي في سيدني يسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة 40 آخرين

صورة من مقطع فيديو يظهر فرار المئات من حادث إطلاق النار في أستراليا يوم الأحد (أ.ف.ب).jpeg

أسفر إطلاق نار نفذه مسلحان يوم الأحد 14ديسمبر/كانون الأول عند شاطئ بونداي في سيدني تزامنا مع احتفالات بعيد يهودي إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 40 آخرين على الأقل، بحسب حصيلة محدثة أعلنتها السلطات الأسترالية التي وصفت الهجوم بأنه عمل “إرهابي” و”معاد للسامية”.

وأكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز عبر منصة إكس في وقت مبكر من صباح الاثنين بالتوقيت المحلي أن “16 شخصا لقوا حتفهم وما زال 40 شخصا يتلقون العلاج في المستشفى بعد حادث إطلاق النار الذي وقع أمس في بونداي”.

لم يحدد البيان ما إذا كانت الحصيلة تشمل أحد مطلقَي النار الذي قضى في الهجوم.

وأفادت القناة 14 العبرية ، مساء الأحد ، بأن المنفذ الثاني لهجوم شاطئ بونداي الشهير هو خالد النابلسي ، لبناني من أصل فلسطيني، يحمل الجنسية الأسترالية.

وكانت قد كشفت السلطات الأسترالية عن هوية أحد المشتبه بتورطهم في هجوم شاطئ بونداي.

ويظهر في مقطع مصوّر بثته وسائل إعلام محلية شاب يجلس فوق سطح أحد المباني وهو يحمل سلاحا، قبل أن تشير السلطات إلى أن الصورة تعود لمشتبه بتنفيذ هجوم سيدني، في إطار التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الحادث.

ووفق ما أعلنته الشرطة، فإن المشتبه به يدعى نافيد أكرم، ويبلغ من العمر 24 عاما، ويقيم في جنوب غرب مدينة سيدني، دون أن تكشف حتى الآن عن تفاصيل إضافية تتعلق بخلفيته أو دوافعه المحتملة.

وكانت الشرطة قد أعلنت في حصيلة سابقة مقتل 12 شخصا وإصابة 29 آخرين.

وقال رئيس حكومة الولاية كريس مينز خلال مؤتمر صحافي “خُطّط هذا الهجوم لاستهداف الجماعة اليهودية في سيدني في اليوم الأول من عيد حانوكا” الذي كان يُحتفل به عند الشاطئ تزامنا مع الهجوم.

من جهته، أكد مفوض شرطة الولاية مال لانيون في مؤتمر صحافي أيضا أنه “وبناء على ملابسات الحادث الذي وقع هذا المساء عند الساعة 21:36، أعلنت أن ما جرى يُعدّ عملا إرهابيا”.

وأضاف “عثرنا على عبوة بدائية الصنع في سيارة مرتبطة بالمهاجم الذي قتل”.

وبحسب الشرطة، وقع الهجوم قرابة الساعة 18:45 الأحد (07:45 ت غ) على شاطئ بونداي الأشهر في أستراليا، والذي يشهد عادة ازدحاما كبيرا في عطلات نهاية الأسبوع من المتنزهين والسباحين وراكبي الأمواج والسياح.

– “هجوم موجه” –

وقال الشاهد تيموثي برانت-كولز، هو سائح بريطاني، لفرانس برس “حصل إطلاق نار من مسلحين يرتديان ملابس سوداء ويحملان بنادق نصف آلية”، مضيفا أنه شاهد عددا من الأشخاص المصابين بأعيرة نارية.

بدوره، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي إن “الشر انفجر على شاطئ بونداي بما يفوق كل تصور”.

وأضاف ألبانيزي “إنه هجوم موجّه ضد اليهود الأستراليين في اليوم الأول من عيد حانوكا، الذي يفترض أن يكون يوما للفرح والاحتفال بالإيمان. عمل خبيث ومعاد للسامية وإرهابي ضرب قلب أمتنا”.

وتابع أن “الهجوم على اليهود الأستراليين هو هجوم على جميع الأستراليين”.

كما أشاد ألبانيزي بـ”الأبطال” الذين تدخلوا أثناء الهجوم لمحاولة شلّ حركة المهاجمين.

وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي أحد المارة وهو يهرع نحو أحد مطلقي النار ويتمكّن من انتزاع سلاحه.

وقال رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز “في خضم كل هذا الرعب، وفي خضم كل هذا الحزن، لا يزال هناك أستراليون رائعون وشجعان على استعداد للمخاطرة بحياتهم لمساعدة شخص غريب تماما”.

عرّفت قناة “7 نيوز” المحلية هوية الرجل الذي تدخل بأنه أحمد الأحمد البالغ 43 عاما، وهو بائع فواكه، وأفادت بأنه أصيب برصاصتين.

وندد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بما اعتبره “هجوما مروعا على اليهود”، داعيا السلطات الأسترالية إلى تكثيف الجهود المتعلقة بمكافحة معاداة السامية.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاعتبر أن سياسة أستراليا التي سبقت هجوم سيدني “غذت معاداة السامية”، مشيرا إلى رسالة بعث بها إلى ألبانيزي في آب/أغسطس بعد إعلان كانبيرا قرارها الاعتراف بدولة فلسطين.

وأضاف نتنياهو الذي تحدث أثناء وجوده في فعالية في جنوب إسرائيل أن “معاداة السامية هي سرطان ينتشر عندما يلتزم القادة الصمت ولا يتحركون”.

وحضّ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر نظيرته الأسترالية بيني وونغ على “اتّخاذ إجراءات حازمة” ضد معاداة السامية.

ودان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم، معتبرا بأنه ينطوي بوضوح على “معاداة للسامية”.

بدوره، قال رئيس الجمعية اليهودية الأسترالية روبرت غريغوري لوكالة فرانس برس إن إطلاق النار “مأسوي” لكنه “كان متوقعا”.

وأضاف أنه “تم تحذير حكومة ألبانيزي مرات كثيرة، لكنها فشلت في اتخاذ إجراءات كافية لحماية الجالية اليهودية”.

– “دماء في كل مكان” –

وعلى تلّة عشبية مطلة على الشاطئ، شاهد صحافي من فرانس برس العديد من الأغراض التي تخلّى عنها أشخاص فرّوا هلعا من إطلاق النار، بينها عربة طفل.

وعرضت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) صورا لأشخاص ممدّدين على العشب قرب الشاطئ، إضافة إلى بندقية وُضعت قرب جذع شجرة. وقال أحد سكان المنطقة، ويدعى هاري ويلسون، لهيئة الإذاعة إنه “كان هناك دماء في كل مكان”.

مع حلول الليل، أخلي الحي الذي لطالما كان صاخبا ومفعما بالاحتفالات، مع تطويق الشرطة الشوارع، وقد حلّت صفارات مركباتها ووميضها محل أضواء النوادي الليلية وصخبها.

وندد مجلس الأئمة الوطني الأسترالي، وهو أكبر هيئة إسلامية في البلاد، بإطلاق النار “المروّع”، معتبرا أنها “لحظة لجميع الأستراليين، بمن فيهم الجالية المسلمة الأسترالية، للوقوف معا بروح الوحدة والتعاطف والتضامن”.

بدورها ندّدت الخارجية الإيرانية بـ”الهجوم العنيف”.

وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس أن فرنسا “تشارك الشعب الأسترالي ألمه، وستواصل بلا هوادة مكافحة الكراهية المرتبطة بمعاداة السامية التي تجرحنا جميعا، أينما حلّت”.

وأحد ضحايا الهجوم هو مواطن فرنسي، وفق وزارة الخارجية الفرنسية.

كما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر إكس عن “تضامن” بلاده مع أستراليا.

دان الهجوم أيضا الملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وأحد الضحايا هو الحاخام إيلي شلانغر، المولود في لندن، ويبلغ 41 عاما، وفق موقع “جويش نيوز” البريطاني.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه شعر بـ”الذهول”، معتبرا أنه “هجوم على قيمنا المشتركة”.

من جهتها، كتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على إكس: “تقف أوروبا إلى جانب أستراليا والجاليات اليهودية في كل مكان. نحن متحدون ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية”.

وأعربت دولة فلسطين عن إدانتها الشديدة للهجوم الذي وقع في مدينة سيدني الأسترالية، وأدى إلى وفاة وإصابة عدد من الأشخاص.

وأكدت دولة فلسطين، في بيان، مساء الأحد، موقفها الرافض لجميع أشكال التطرف والإرهاب، بما فيه "قتل المدنيين وما تقوم به اسرائيل من قتل للمدنيين من أبناء شعبنا في غزة والضفة."

وأعربت عن تعازيها الحارة لذوي الضحايا ولحكومة وشعب أستراليا الصديق، مع تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات