كرم رئيس رابطة كتاب فيتنام وجمعية شعراء قرية المعبد الشاعر نغوين كوانغ ثيو، الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر مراد السوداني، ضمن مسابقة قرية المعبد "الشعر والجذور "في نسخته الثالثة، في متحف هانوي بحضور لافت من السفراء والدبلوماسيين والشعراء والكتاب والإعلاميين.
إذ يتم تكريم عدد من شعراء العالم الذين يحلّون ضيوفا على قرية المعبد ضمن احتفالية لتكريم الشعراء الفيتناميين ضمن مسابقة سنوية شعرية، يشرف عليها اتحاد كتاب فيتنام وجمعية شعراء قرية المعبد.
وقد وجهت الدعوة لرئيس حركة الشعر العالمية، مدير مهرجان ميديين الشاعر فيرناندو ريندون، الذي تعذر قدومه بسبب انشغاله بالأزمة التي افتعلتها بلدية ميديين بإيقاف الدعم عن مهرجان ميديين كأهم مهرجان دولي للشعر.
وقال السوداني: "إن تكريمكم أراه تكريما للحركة الثقافية الشهيدة والجريحة والأسيرة في غزة وعموم فلسطين، ولكتاب غزة الذين يعيشون أصعب الظروف وأعقدها دون دعم أو إسناد في ظل صمت عالمي مريب، ويكتبون يوميات الإبادة بثبات وصمود".
وأضاف "سعيد بوجودي بينكم في هذه اللحظات التي يعيش فيها شعبي حربا غير مسبوقة في التاريخ تطال وجوده على أرضه، هنا في فيتنام، حيث تعود بي الذاكرة لعلاقة تاريخية ممتدة من فلسطين وعناق بين الثورة الفلسطينية والثورة الفيتنامية، ومساندة فيتنام لقضيتنا العادلة وحقوقنا الوطنية المشروعة".
وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدى إلى استشهاد وإصابة نحو ثلاثمائة ألف مواطن، واغتالت ما يزيد على 50 كاتبا ومبدعا وفنانا، معظمهم أعضاء في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، وهدم الاحتلال الجامعات والمعاهد والمدارس والمستشفيات والمتاحف والمعالم الأثرية، ونهب المخطوطات، ودمر 18 مؤسسة ومركزا ثقافيا هي كل ما هو موجود في غزة. ودمر المعالم الأثرية و14 مكتبة عامة، وقصف سبع دور للنشر والطباعة، كما اغتال 800 من الكوادر التعليمية والمفكرين والأكاديميين ومسؤولي الجامعات، و258 صحفيا حتى لا تصل الحقيقة للعالم.
بدوره، عبر سفير دولة فلسطين لدى فيتنام سعدي الطميزي عن عميق تقديره لاتحاد كتاب فيتنام واللجنة المنظمة على تكريمهم، تأكيدا على موقف فيتنام قيادة الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن فلسطين لم تكن يوما وحيدة في أحلك الظروف وأن فيتنام كانت دوما إلى جانبها.
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإنهاء الاحتلال ووقف سياسة العقاب الجماعي ووقف الأنشطة الاستيطانية غير القانونية ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، مشددا على أن الحرية ستأتي والعدالة ستنتصر وأن فلسطين ستظل عصية على الانكسار.
من جهته، أشار الشاعر ثيو إلى أن هذا التكريم للشاعر السوداني جاء تقديرا لتجربته الإبداعية وجهوده الحثيثة في تمتين وتوثيق العلاقات الثقافية بين فلسطين وفيتنام، مؤكدا أننا نطمح لمزيد من التعاون بين اتحاد كتاب فيتنام والاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين.
وأضاف: سعداء بوجود الشاعر السوداني بيننا وهو حضور مثمر يراكم التعاون والجهد المشترك لتكريس الفعل الشعري والإبداعي والترجمات بما يعرف بشعراء ومبدعي فلسطين.
وتابع: "نحن نأتي من ثقافات مختلفة، وطبائع مختلفة، وتاريخ مختلفة، ومصائر مختلفة، وأنماط سياسية مختلفة، لكننا جئنا إلى هنا بنفس الطريق، وهو طريق المسابقة، الطريق من الجمال. وأعلم أن السفراء والمؤلفين عندما يدخلون فيتنام كلهم يجلبون معهم وثيقة مهمة جدا وهي وثيقة السلام".
وأهدى الشاعر ثيو، الشاعر السوداني قصيدة بعنوان" أغنية حزينة إلى مراد" ضمن مجموعته الشعرية: "تحت ظلال الزيتون".


