حذرت فيه من اتساع نطاق هذه الكارثة مع "استمرار منع الإعمار ورفض إسرائيل دخول البيوت المتنقلة للقطاع"
الدفاع المدني: نناشد الأهالي سكان المباني "غير الصالحة للسكن" الالتزام بتعليمات فرق السلامة وإخلائها
أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، مساء الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول 2025، استشهاد 18 فلسطينيا بانهيار 46 مبنى متضررا من حرب الإبادة الإسرائيلية، وذلك منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت الوزارة في بيان: "في ضوء استمرار كارثة انهيار المنازل المتضررة على رؤوس ساكنيها، والتي كان آخرها مساء السبت، في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين، ليرتفع عدد الضحايا إلى 18 شهيدا جراء انهيار 46 مبنى في محافظات القطاع منذ سريان وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي".
وحذرت الوزارة من اتساع نطاق الكارثة مع استمرار منع الإعمار وعدم إدخال المنازل المؤقتة، حيث تزداد الخطورة بسبب دخول فصل الشتاء الذي يزيد من احتمالية انهيار المباني الآيلة للسقوط والمتضررة من حرب الإبادة الإسرائيلية.
وناشدت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والعمل على إدخال مواد الإعمار والمنازل المؤقتة لإيواء النازحين المشردين بشكل آمن، معتبرة بأن كل مماطلة أو تأخير يفاقم من خطورة الواقع الإنساني ويعرض حياة مئات الآلاف لخطر الموت المباشر، حيث أُجبر المواطنون على اللجوء للسكن في مبان آيلة للسقوط هرباً من قسوة العيش في الخيام التي لم تعد حلاً ولا توفر لهم الحماية.
وأهابت الوزارة بالمواطنين إلى توخي الحذر والتأكد من سلامة المباني التي يقيمون فيها حرصاً على حياتهم، واتباع التوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة بهذا الشأن.
وقضى خمسة أشخاص من عائلة واحدة جراء انهيار منزلهم في مدينة غزة، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية اليوم الأحد.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن منزلاً متضرراً نتيجة الحرب الإسرائيلية انهار على ساكنيه من عائلة لبد في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن طواقم الإسعاف والإنقاذ انتشلت خمس ضحايا من تحت أنقاض المنزل، بينهم ثلاث سيدات وطفلة.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن طواقم الجهاز تمكنت صباح اليوم من إنقاذ خمسة أشخاص، بينهم طفل وسيدتان، بعد انتشالهم من المنزل ذاته.
وأوضح بصل أن عمليات الإنقاذ التي جرت ليل السبت/الأحد استمرت نحو سبع ساعات، مشيراً إلى أن الظروف الصعبة ونقص المعدات حالا دون الوصول إلى بقية العالقين تحت الأنقاض.
وناشدت المديرية العامة للدفاع المدني الأهالي الذين عادوا للسكن داخل المباني والمنازل التي استهدفها الاحتلال سابقا، وصُنفت بأنها خطرة "غير صالحة للسكن" بوجوب إخلائها؛ والإنتقال للسكن في أماكن آمنة، حفظا لحياتهم.
وقالت المديرية في بيان :"نعرب عن أسفنا الشديد تجاه بعض سكان هذه المنازل، التي تعرضت مؤخرا لإنهيارات ونتج عنها وفيات ومفقودين، عدم التزامها بتحذيرات وجهتها لهم اللجنة المختصة لدينا التي تضم مهندسين وخبراء، وطالبتهم بضرورة اخلاء منازلهم لخطورة السكن فيها."
وأضافت "نؤكد مجددا للأهالي في كافة مناطق قطاع غزة الذين يسكنون المنازل الآيلة للسقوط بوجوب إخلائها إلى مساكن آمنة، لاسيما ونحن في بداية فصل الشتاء."
وشهد قطاع غزة مؤخرا حوادث انهيار لعدة منازل وبنايات سكنية متضررة سابقا من القصف الإسرائيلي، بفعل تأثير الأمطار والرياح الشديدة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، وفق مصادر حكومية.
ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في المباني المتصدعة والآيلة للسقوط نظرا لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار.
وأنهى الاتفاق، حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، واستمرت لعامين، وخلفت نحو 71 ألف شهيد فلسطيني، وما يزيد عن 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بحوالي 70 مليار دولار.
