نفّذت الطواقم الطبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة اعتصامًا للمطالبة بدخول الأدوية والمعدات الطبية إلى قطاع غزة.ويعاني النظام الصحي في القطاع من ضغط شديد وغير مسبوق بعد عامين من الحرب والحصار.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، يوم الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول 2025، من تدهور خطير في الأرصدة الدوائية بمستشفيات القطاع جراء نسب عجز بلغت 52 بالمئة في الأدوية و71 بالمئة في المستهلكات الطبية.
جاء ذلك في بيان صدر عن الوزارة، عقب مؤتمر صحفي عقدته بمستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، لتسليط الضوء على التداعيات الخطيرة لنقص الأدوية والمستهلكات الطبية والمخبرية.
وقالت الوزارة، في البيان، إن المنظومة الصحية تشهد "حالة من الاستنزاف الخطير وغير المسبوق، بعد عامين من الحرب والحصار المطبق، والذي أدى إلى انخفاض حاد في قدرتها على تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة، استمرت لعامين، وخلّفت نحو 71 ألف شهيد و171 ألف جريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء.
أرقام وتحذيرات
وفي تفصليها لقوائم العجز، أوضحت الوزارة أن عدد الأصناف الدوائية الأساسية التي بلغ رصيدها صفر في مخازنها بلغ 321 صنفا دوائيا، وكذلك وصلت عدد الأصناف الصفرية من المستهلكات الطبية إلى 710 أصناف.
وأضافت أن نسبة العجز من خدمة الطوارئ والعناية المركزة بلغت 38 بالمئة، ما قد يحرم 200 ألف مريض من خدمة الطوارئ و100 ألف مريض من العمليات، و700 من العناية المركزة .
وبيّنت أن العجز في قائمة خدمة الكلى أدى إلى "حرمان 650 مريض غسيل كلى، بحاجة إلى 7823 جلسة شهريا".
الوزارة أفادت أيضا بأن عددا من مرضى الأورام توفوا، في ظل وصول نسبة العجز في قائمة أدوية الأورام العلاجية إلى 70 بالمئة، مما حرم ألف مريض من الخدمة.
وزادت بأن 62 بالمئة من أدوية الرعاية الأولية غير متوفرة، وما يتوفر "لا يلبي الاحتياج الحقيقي للمرضى البالغ عددهم 288 ألفا و208".
وحذرت من تعرض المرضى "لانتكاسات صحية خطيرة، والإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية، وهي حالات لا يتوفر لها أي تدخلات علاجية أو تشخيصية ما يعني تعرض هؤلاء المرضى للموت المحقق".
الوزارة أفادت كذلك بتوقف كامل لخدمات القسطرة القلبية والقلب المفتوح؛ في ظل غياب كامل للأدوية والمستهلكات الطبية بنسبة 100 بالمئة.
وأردفت أن ما يمكن توفره من خدمات القسطرة القلبية في القطاع، يتم تخصيصه لـ"حالات إنقاذ الحياة".
وأكدت على أن 99 بالمئة من عمليات العظام المجدولة توقفت نتيجة "عدم توفر مثبتات العظام، والاحتياجات الضرورية لإجراء العمليات المعقدة والصعبة".
وحذرت من توقف العمليات التخصصية لمرضى العيون نتيجة عدم توفر أدوية الخدمة والمستهلكات الطبية، لافتة إلى إجرائها بـ"الحد الأدنى".
وتابعت بهذا الإطار: "الأدوية الأساسية التي تتيح إجراء الفحص الطبي الأولي لمرضى العيون، كقطرات التوسيع (للشبكية) غير متوفرة".
إلى جانب ذلك، أوضحت الوزارة أن 59 بالمئة من الفحوصات المخبرية الأساسية غير متوفرة من بينها "أصناف يترتب عليها تدخلات علاجية منقذة للحياة، مثل فحوصات صورة وأملاح الدم، وتحديد وحدات الدم، والمزارع البكتيرية، والفحوصات الطبية لمرضى الفشل الكلوي".
منع إسرائيلي
يأتي ذلك في ظل استمرار إسرائيل تقليص دخول الشاحنات الطبية إلى القطاع لما دون 30 بالمئة من الاحتياج الشهري، وفق الوزارة.
وأشارت الوزارة إلى أن الأصناف الطبية الواردة للقطاع لا تلبي "الاحتياج الفعلي من حيث النوع".
وطالبت الجهات المعنية بممارسة دورها الكامل في إحداث التدخلات الطارئة بما يضمن وصول الإمدادات الطبية والضغط على إسرائيل لإدخال قوائم الأدوية والمستهلكات الطبية بشكل منتظم، لإنقاذ حياة المئات من المرضى والجرحى.
وحذرت من أن أي مماطلة في تعزيز القوائم الدوائية بغزة من شأنها أن تضع مجمل الخدمات الصحية في مواقع متقدمة تقرب المنظومة من الانهيار التام".
وخلال عامي الإبادة، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المنظومة الصحية في القطاع بقصف المستشفيات والمرافق الطبية ومخازن الأدوية، والطواقم العاملة في هذا المجال واعتقال عدد منها، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
ورغم انتهاء الحرب، إلا أن إسرائيل تواصل تنصلها من الإيفاء بالتزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعدم إدخال الكميات المتفق عليها من شاحنات الأدوية.
مدينة غزة، 21 ديسمبر/كانون الأول 2025. تصوير: عمر أشتوي








