عبر العديد من المواطنين في قطاع غزة عن مخاوفهم من تدهور الأوضاع الأمنية، الأمر الذي من شأنه أن يمس بسلامتهم الشخصية وسلامة ممتلكاتهم في ظل تكرار حوادث التفجيرات وحالات السرقة التي تحدث بين الحين والأخر.
وطالب المواطنين الأجهزة الأمنية في القطاع بتحمل مسؤولياتها وتوفير الأمن والأمان، معتبرين تكرار حوادث السرقة أو التفجيرات هو مؤشر خطير على عدم استقرار الحالة الأمنية في القطاع والشعور بأن الأمور تتجه إلى حافة الفلتان الأمني وعدم السيطرة.
ويقول هؤلاء المواطنين، في أحاديث منفصلة لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، إن الحوادث التي تجري في قطاع غزة كثيراً منها لا يعرف من يقوم بها وقد تسجل ضد مجهول وهو أمراً محيراً لدرجة كبيرة وفي بعض الحالات تنجح الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض على مرتكبي هذه الأفعال.
ويقول المواطن ،(م – ع)،" الشعور بالخوف بشكل عام لدى المواطنين يزداد مع تزايد هذه الحوادث، وهو أمر خطير للغاية عندما يكون الحديث يتعلق بأمن المواطن".
ويضيف مواطن آخر،"أنا أخشى الخروج من البيت بعد الحادية عشر مساءاً بسبب الشعور في الخوف (..)، الواحد صار يخاف على حالوا من يلي بسمعه" فيما يضيف مواطن ثالث "الأوضاع الاقتصادية والسياسية وعدم تلقي موظفي الأجهزة الأمنية بغزة رواتبهم بشكل منتظم يؤثر إلى حد كبير في الحالة الأمنية".
وفي آخر حادث يخل بالحالة الأمنية في قطاع غزة، عثر يوم أمس الأحد على قنبلة معدة للانفجار أمام شقة القيادي بحركة فتح عصام أبو جمعه مسئول الرقابة الحركية وحماية العضوية وذلك في أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وكانت العبوة معدة للانفجار إلا إن الأجهزة الأمنية قامت بتفكيكها، لكن القيادي أبو جمعه اعتبر في تصريح له أن ذلك يأتي كرسالة تهديد واضحة خاصة بعد سلسلة الاعتداءات على قيادات الحركة.
ويقول مواطن رابع تعليقاً على حوادث التفجيرات، "يبدوا إننا ندخل في فوضى فالأوضاع لا تبشر بخير وهناك استياء عام لدى المواطنين من كل شيء وانعدام أمل، الناس تعاني من الفقر والحاجة ويبدوا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة هي التي تسبب هذه الحوادث بالدرجة الأولي".
وأدانت حركة فتح في قطاع غزة، وضع متفجرات أمام منزل مراقب إقليم الوسطى عصام أبو جمعة.
وقالت الحركة، في بيان صادر عن دائرة الإعلام والثقافة بالهيئة القيادية العليا، إنها "تنظر إلى هذه الاعتداءات والجرائم ضد كوادرها وقياداتها ببالغ الخطورة".
وأضافت: "إن مثل هذه الحوادث مستمرة ومتواصلة فمن التفجيرات التي طالت منازل وممتلكات قيادات وكوادر الحركة في الذكرى العاشرة لاستشهاد الأخ القائد الرمز ياسر عرفات وغيرها من اعتداءات، وصولا إلى حرق سيارة الأخ أحمد علوان، ومحاولة اغتيال الأخ مأمون سويدان وإصابة اثنين من مرافقيه، وحرق سيارة الأخ عبد المنعم الطهراوي، ووضع متفجرات أمام منزل الأخ المحامي خليل الجريسي، وآخرها اليوم وضع متفجرات أمام منزل الأخ عصام أبو جمعة".
وطالبت حركة فتح في غزة، في بيانها، حركة حماس كونها من تتحكم وتسيطر على الأمن في قطاع غزة، بأن تكون جادة بالكشف عن المعتدين وعن الجهات التي تقف وراء هذه الممارسات التي أصبحت تنذر بحالة فوضى وفلتان أمني.
وقبل نحو ثلاثة أيام، تعرض مواطن يعمل في الصرافة إلى عملية سرقة، في إحدى شوارع مدينة غزة.
وأفادت مصادر خاصة لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، أن الصراف يدعى مجدي محمد السيد عطية تعرض لسرقة من قبل ملثمين وقاموا بسرقة مبلغ يقدر بـ 97 ألف دولار بعد ان قاموا بضربه ولاذوا في الفرار".
وفي حادث آخر مازلت قضية اختفاء المسنة سميحة عوض الله من سكان جباليا شمال قطاع غزة، تثير حيرة ومخاوف الرأي العام، بعد استمرار اختفائها لليوم الخامس على التوالي، بعد أن خرجت من منزلها، دون أن تعود له.
وذكرت أنباء محلية، ان الحاجة عوض الله خرجت من المنزل في الثامن عشر من الشهر الجاري، ولم تعد له حتى الآن، دون أن يكون هناك أي سبب لفقدانها خاصةً أنها لا تعاني مشاكل صحية، وهي بكامل قواها العقلية كما ذكر ابنها الدكتور أحمد عوض الله.
بدوره المتحدث باسم جهاز الشرطة بغزة أيمن البطنيجي، لم يخفي أن"هناك تجرؤ في الفترة الأخيرة من قبل بعض اللصوص في الإخلال بالأمن العام، نافياً بالوقت نفسه أن يكون هناك انفلات امني كما يشعر البعض".
وعبر البطنيجي في تصريح خاص لـ "وكالة قدس نت للأنباء"، عن انزعاج كبير لجهاز الشرطة من هذه الأفعال التي تخل بالأمن العام والأحداث التي لم نتعود عليها"، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية مضبوطة إلى درجة كبيرة رغم هذه الأفعال.
ويبن: يبدوا أن الوضع السياسي الغير مستقر حتى اللحظة يلعب دوراً كبيراً في (خربطة) الأمور ولكن نؤكد انه لا يوجد أي مخاوف لأي إمكانية لانفلات وفلتان امني، والأمر محدود هناك بعض التفجيرات معظمها يتم التعامل معها.
وأوضح: المواطنين لم يتعودوا على مثل هذه الأحداث وهي تؤثر في المزاج العام، لافتاً إلى إن جهاز الشرطة مازال يجري التحقيقات حول قضية سرقة الصراف "السيد عطية" وان هناك شكوك تدور حول بعض الأشخاص في الدائرة المقربة من الشخص الذي تعرض للسرقة، مضيفا "هذه سرقة منظمة وتحتاج إلى وقت للكشف عن الجناة".