عبدالسلام فايز يدعو الجاليات المسلمة إلى عدم الاكتراث و الإصغاء إلى فيلدرز و زبانيته

قال الإعلامي الفلسطيني عبدالسلام فايز ، و الذي يقيم في هولندا :" إنّ خيرت فيلدرز رئيس حزب الحرية في هولندا ، وهو حزب يميني متطرف معروف بمعاداته للإسلام و اللاجئين ، أعلن عن مسابقة قدرها 5 آلاف يورو ، في الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد عليه الصلاة و السلام ، و سوف تُمنَح الجائزة لمن يأتي بالرسم الأفضل في هذا التنافس ، كما أنّ خيرت فيلدرز سوف يترأس شخصياً لجنة التحكيم في هذه المسابقة ، إلى جانب زميل أمريكي له في الرأي ، كان قد فاز عام 2015م في مسابقة مشابهة أقيمت في ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية .. "
و عبّر عبد السلام فايز في حديث عبر "وكالة قدس نت للأنباء" ، عن سخريته من الفوبيا الخارقة التي يعاني منه فيلدرز و أتباعه في هولندا ، و التي أوصلتهم إلى درجة درّ الأموال لاستجلاب المناصرين لهم ، و لِبثّ روح الكراهية ضد المسلمين ، و مع كل ذلك فإنّ الخطة التي يرسمها فيلدرز لم يُكتَب لها النجاح الكامل حتى اللحظة ، رغم وجود بعض الإنجازات الضحلة ، و ذلك بعدما تخوّف الشخص الذي تبرّع بقيمة الجائزة من الإدلاء باسمه الصريح ، مكتفياً بمصطلح " مانح سخيّ " ، بعدما عرف تماماً أنّه أجبن بكثير من أن يستفزّ مشاعر المسلمين ، كما أنه حتى اللحظة لم يجرؤ فيلدرز نفسه على تحديد زمان و مكان المسابقة ، مكتفياً القول إنّ هذه المسابقة ستجري ضمن هذا العام في مكان خاضع للرقابة الأمنية .."
و أضاف فايز :" إنّ مثل هذه التصرفات الصبيانية لا يمكن أن تستفزّنا نحن المسلمين المقيمين في هولندا ، و ذلك لأن فيلدرز و أقزامه المناصرين له أصغر بكثير من ذلك ، و لو أنهم كانوا بمستوى هذا التصرف لما بدت علامات القلق واضحة للعيان و ماتزال المسابقة في مرحلة التخطيط بعد .. ، و لكنّ الأمر المزعج أكثر هو أنّ فيلدرز حصل على موافقة من البرلمان الهولندي الذي تترأسه خديجة عريب ، ذات الأصول المغربية المسلمة ، و التي لم تعترض أبداً على مشروع قرار المسابقة الذي تقدّم به فيلدرز ، رغم امتلاكها صلاحيات واسعة تمكّنها من إلغائه أو تعطيله أو تعكير أجوائه بأقل التقديرات ، لكنّها ما فعلت ذلك ، بل إنها سارعت إلى الموافقة على ذلك و لم يصدر لها أي تعليق رسمي حتى اللحظة ، فالمسلمون في هولندا و هم يعيشون فترة رمضان و العيد ، يتساءلون عن الأسباب و الدوافع التي تقف وراء هذا الموقف المهين و المترهّل لرئيسة البرلمان الهولندي خديجة عريب ، و يطالبونها باستخدام الصلاحيات التي منحها القانون لها ، للحدّ من تصرّفات المراهقين و صغار الكسبة ، أمثال فيلدرز و بقية القطيع .. "
و تابع فايز قوله في حديثه عن موقف خديجة عريب :" الموقف ذاته تكرر قبل أيام و في بداية شهر رمضان المبارك بالتحديد ، عندما قام رئيس بلدية مدينة روتردام ، أحمد أبوطالب ، و هو أيضاً كالمثل ، من أصول مغربية مسلمة ، بمنح ترخيص عريض لحركة ( مواطنون أوروبيون ضد أسلمة الغرب ) المعروفة باسم حركة بيغيدا المعادية للإسلام ، يسمح لهم بتنظيم حفلة شواء لحم الخنزير على مقربة من جامع روتردام و في وضح النهار في رمضان ، و ذلك في استفزاز وقح لمشاعر المسلمين الصائمين في هولندا ، و لكنّ أبناء الجاليات المسلمة ، بالإضافة إلى حشد كبير من المواطنين الهولنديين الذي عبّروا عن استيائهم من هذه الخطوة الوقحة ، قاموا جميعا بالتجمع أمام المسجد ، و رفعوا باقات الزهور ، و تحدّوا فيلدرز و أذنابه في مشهدٍ مهيب أجبر فيلدرز و صبيانه على التراجع عن حفلة الشواء و إلغائها على الفور بعدما طالبت الشرطة بذلك ، تجنباً لحدوث صِدام مباشر بين الطرفين بعدما ساد التوتر أجواء المدينة .."
و حمّل فايز رئيس بلدية روتردام أحمد أبوطالب المسؤولية الكاملة عمّا حدث ، معتبراً أنّ مثل هذه المواقف البخسة سوف يسجّلها التاريخ الذي لن يرحم أحمد أبوطالب ، و كذلك لن يرحم خديجة عريب ، و ذلك لأنّ حركة بغيدا كانت قد تقدمت بطلبات مماثلة إلى رؤساء بلديات أخرى ، كبلدية لاهاي و أوترخت و آرنهم ،  و لكنها قوبلت جميعها بالرفض السريع من قبل رؤساء بلديات ليسوا مسلمين أو عرباً ، و لا يجمعنا بهم شيء أبداً سوى أنهم شركاء لنا في الإنسانية ، فهل أصبح الهولندي أكثر جرأة و صراحة من المسلم فيما يتعلق بالإساءات التي تمسّ شعائر الإسلام و مشاعر المسلمين ؟! "
كما دعا فايز في ختام حديثه أبناء الجاليات المسلمة إلى عدم الاكتراث و الإصغاء إلى فيلدرز و زبانيته ، لأنهم لن يستطيعوا مهما فعلوا ، أن يمسوا كرامة النبي محمد عليه الصلاة و السلام و التي حفظها المولى عز و جل من فوق سبع سنوات ، فالإسلام باقٍ ما أراد الله ، و الله أراد أن يبقى الإسلام و أن يذهب فيلدرز و مجنّدوه إلى مزبلة التاريخ .. "

المصدر: أمستردام - وكالة قدس نت للأنباء -