يتأمل الفلسطينيون بأن يكون عام 2012 الذي يستقبله العالم في هذه اللحظة عاماً للوحدة الوطنية، تسوده المحبة بين طرفي الانقسام والكل الفلسطيني، وطي تلك الصفحة التي باتت بالنسبة لهم كابوساً، سمح للاحتلال الإسرائيلي بأن يكون المستفيد الوحيد منه، ويتمنوا في نفس الوقت أن يكتمل الحلم الفلسطيني بتحرير كل شبر من الأرض الفلسطينية لإقامة دولتهم المستقلة كباقي شعوب العالم.

ويعتبر الفلسطينيون أن العام الجديد هو عام الوحدة الوطنية، التي لطالما حنت قلوبهم إلى تحقيقها، ليتمكنوا كجسم وصفاً واحد من مواجهة التحديات الإسرائيلية اليومية بحقهم، متأملين أن ينعكس الربيع العربي الذي شهدته المنطقة بشكل إيجابي على القضية الفلسطينية، بما يتوافق مع تطلعاتهم بتحرير الأرض من احتلال لا يعرف معنى الإنسانية.

ويقول الشاب محمد الدواهيدي لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر :" أتمنى أن تتشابك الأيدي الفلسطينية وأن تتم المصالحة بشكل فعلي ونبدأ بإنعاش القضية الفلسطينية وإرجاعها إلى طريقها التي يجب أن تكون عليه بعدما تراجعت بسبب الانفصال والاقتتال الداخلي".

الربيع العربي...

ويبين أنه سيستقبل عام 2012 كغيره من الفلسطينيين الذي يتأملون قطف ثمار الربيع العربي في تحريك القضية الفلسطينية, لأنه يرى أن هناك اهتمام من الدول العربية المنتصرة ثوراتها في القضية الفلسطينية، داعياً إلى أن يترجم هذا الاهتمام على أرض الواقع.

ويوضح الدواهيدي أنه يتمني أيضاً أن تتغير الحياة الاقتصادية في غزة وتصبح كغيرها من دول العالم في الانفتاح الثقافي والتجاري والاقتصادي دون أدنى ضغوط أو تحكم خارجي، مؤكداً على أنه يحلم كأي شاب فلسطيني في تحسين المستوى العملي كصحفي والالتحاق بدورات ومؤسسات صحافية لزيادة الخبرة العلمية والعملية.

تحت خط الفقر...

وبدورها تعبر الباحثة الاجتماعية أسماء نعمان عن تفاؤلها الشديد بالعام الجديد، مقارنة بما وصفته بأن 2011 كان عاماً ليس بالجيد، مشيرة إلى أن بشائر العام الجديد بدأت تظهر من خلال اتفاق الفلسطينيين على توحيد الصف والبوصلة اتجاه انتزاع حرية الفلسطينيين بالمحافل الدولية والعربية.  

وتبين نعمان بأنها كباحثة اجتماعية مختصة بالتعامل مع الأطفال والأسر الفلسطينية التي تعيش تحت خط الفقر، تتأمل أن يكون العام الجديد عاماً تتحقق فيه أحلام هذه الفئة من الشعب بالحياة كريمة، وخاصة أن يتمتع الأطفال بحقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

وتؤكد نعمان على أنه من الضروري العمل في العام الجديد على تطوير قدرات الأطفال المساهمة في تنميتها في كافة المجالات على اعتبارهم الشريحة التي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل القريب، مشيرةً إلى هناك العديد منهم يتميزون بذكاء قوي وقدرات تفكيرية جيدة.  

يملأه الخير....

ومن جهته يتأمل الشاب أحمد منصور بأن يكون العام الجديد عاماً يملأه الخير لكل الفلسطينيين وأن تغيب وتندثر كل المخاوف مما يصدره الاحتلال من احتمال شن حرب على غزة والعبث بمقدراتها, إلى جانب ضرورة التوحد للعمل على إيجاد قوة ردع للمحتل تجعله يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة مماثلة لحرب 2008.

ويشير منصور إلى أن الفلسطينيين توجوا مؤخراً فرحتنا الأولى بتحرير الأسر الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والثانية بتوقيع إتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، سائلاً "الله عز وجل " أن يتوج هذا الاتفاق بالنجاح حتى يكون الفلسطينيين قوة واحدة في مواجهة الاحتلال.

ويلفت منصور إلى أن العام الماضي كان مليئاً بالمفاجئات على الساحة الدولية وربيع الثورات العربية, التي يأمل أن تنعكس بالإيجاب على مسار إعادة القضية الفلسطينية على سلم أولويات الدول المساندة للفلسطينيين وخاصة بعد إطاحة الأنظمة التي اعتبرها شكلت عبئاً على القضية.

بدون كهرباء ...

ومن جهتها تؤكد جومانة قويدر طالبة تحاليل طبية أنه مع كل ولادة عام جديد يولد لديها أمل جيد، معتبرةً بأن الفلسطينيين في غزة يعيشون على الأمل ضاربة مثلاً بالقول:" يعنى بندرس بدون كهرباء على أمل ننجح، واليوم خلصت أخر امتحان وأنا في نهاية فصل جديد في الجامعة وفي بداية مرحلة جديدة من حياتي".

وتقول :" كفلسطينية لدي أمل كبير بعامي الجديد وخاصة أن المصالحة سوف تتحقق وهو ما سيساعد بأن نعود إلى أرضنا التي هجرنا منها الاحتلال الإسرائيلي، والصبر مفتاح الفرج فقد صبرت الشعوب العربية على حكامها حتى شهدنا الثورات العربية، وسنشهد تحرير فلسطين يإذن الله".   

وتوضح قويدر أنها تسعتد هي وصديقتها لتقديم برنامج تلفزيوني طبي في مطلع العام الجديد على إحدى القنوات الفلسطينية المحلية، إلى جانب تكوينها هي وصديقاتها مجموعة شبابية تطوعية اسمها (خطواتي) للمساهمة بالعمل التطوعي في غزة.

وتبقى تأملات الفلسطينيين أحلاما يأملون تحقيقها مع دخول العام الجديد..!!