مع بداية عام جديد وفي ظل تواصل ثورات الربيع العربي نجد أن اسرائيل تقف حائرة أمام تلك التغيرات التي تشهدها المنطقة , فبين الحيرة والقلق تعيش إسرائيل , ذلك خوفا على مستقبلها ووجودها بالمنطقة ,,, ما يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل اسرائيل في عام 2012.
وفي السياق محللون سياسيون فلسطينيون أكدوا على أن إسرائيل تعيش في حيرة وقلق نتيجة استمرار الربيع العربي, منوهين خلال حديثهم لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء"ياسمين ساق الله, على أن الحكومة الإسرائيلية في هذه الآونة تراقب ما سينتجه الربيع العربي من ثمار كي تتخذ القرارات المناسبة لمواجهه التحديات القادمة, مشيرين إلى أن اسرائيل ستدرس جيدا الحالة العربية الجديدة خلال المرحلة المقبلة وفي ظل تواصل الثورات .
فبدوره , الخبير في الشئون الشرق أوسطية رياض الأسطل يقول :" في ظل الربيع العربي اسرائيل تراقب ما سينتجه ذلك الربيع فهي تنتظر بخصوص القرار الذي ستتخذه لمواجهة تحديات الثورات العربية ", مؤكدا في الوقت ذاته على أن اسرائيل ليست قلقة على المدى البعيد كون التحولات التي تحدث بالشارع تحتاج لسنوات عديدة تؤتي ثمار التغير .
ويتابع الأسطل :" اسرائيل على قناعة تامة بأن الويلات المتحدة لن تترك المنطقة العربية تسير وفقا لتيارات معاكسة لسياستها في الشرق الأوسط وبناء على ذلك اسرائيل ستتصرف بتعنت أكثر ما لم يحدث تغير كبير في الموقف الفلسطيني الذي يشهد تطورات ملحوظة على صعيد ملف المصالحة وغيرها من الملفات الساخنة على الساحة الفلسطينية .
وأضاف الخبير في الشئون الشرق أوسطية :" المطلوب فلسطينيا تعزيز الوحدة والشراكة السياسية بالإضافة إلى ضرورة التوقف عن المفاوضات العبثية وضرورة الأخذ بمبادرات جديدة في إدارة الصراع ومقاومة الاحتلال بطرق إبداعية وليست تقليدية ", مؤكدا على أن اسرائيل ستظل قلقة من حالة الربيع العربي خوفا على مصالحها ومستقبل وجودها بالمنطقة.
وكانت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية قد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمرحلة ما تطورات الربيع العربي المتواصل من خلال اتخاذ خطوات تشمل تكثيف الجهود لتقييم الوضع وإدخال التعديلات اللازمة في السيناريوهات التي يجب الإعداد لها في الجبهة الداخلية.
في حين المحلل السياسي سميح شبيب من رام الله يرى أن اسرائيل في العام الجديد تعيش حائرة وفي أزمة سياسية نتيجة للمتغيرات الكبيرة جدا التي تعد أكبر من الطاقة الإسرائيلية لاستيعابها , قائلا:"اليوم توجد متغيرات كبيرة وربيع عربي ونتائجه والتحدي الإيراني والوضع السوري القائم بالإضافة على الوضع الفلسطيني المطروح على الصعيد الدولي كل ذلك متغيرات تجبر الخارطة الإسرائيلية داخل اسرائيل ذاتها إلى القلق حيث برزت تساؤلات كثيرة داخل المجتمع الإسرائيلي حول مستقبل اسرائيل وهناك من يطالب بوضع حدود لإسرائيل حفاظا على وجودها بالمنطقة ".
ويقول شبيب:"المتغيرات العربية التي شهدها العام الماضي تشكل تحديات خطيرة تطال وتمس العمق الإسرائيلي , كونها جعلت اسرائيل على مفترق طرق حاسم بل واضطرتها لخلق ضرورة جديدة لمراجعة إسرائيلية شاملة بكافة المستويات وذلك وفقا لتطورات المنطقة", منوها إلى أن اسرائيل تدرك جيدا أن الخطر سيلحق بها في أي وقت اذا لم تستعد جيدا لمواجهة ما هو قادم من الوطن العربي.
كما وقال ضابط رفيع في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في وقت لاحق:" إننا نستعد لعدة سيناريوهات محتملة بما في ذلك سقوط النظام وصعود جماعات إسلامية متطرفة تدعو للجهاد ضد إسرائيل" متابعا:"الجيش يستعد أيضًا لهجوم محتمل خلال المرحلة المقبلة ".