نظمت جمعية المنتدى الثقافي للشباب ندوة سياسية وثقافية في الذكرى الثالثة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في مقرها بمدينة غزة، اليوم الاثنين ، بمشاركة زياد جرغون عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، سهيلة سرحان اخصائية إجتماعية من جمعية عايشة والمحامي في الوحدة القانونية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إبراهيم الصوراني، وبحضور لفيف واسع من الشباب والطلبة الجامعيين والباحثين والمهتمين.
بدوره أشار زياد جرغون الى أن تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2008-2009)، كما أعلنتها الحكومة الإسرائيلية السابقة (أولمرت-ليفني) تكمن في الإفراج عن الجندي الأسير آنذاك جلعاد شاليط، ووقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة ووقف أعمال التهريب وكبح جماع فصائل المقاومة وانهاء حكم حماس بغزة.لافتاً أن إسرائيل استغلت حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي و"الوضع العربي الضعيف والمتآمر والانحياز الأمريكي لها" ورغبة منها تصدير أزماتها الداخلية لشن حرب إسرائيلية على قطاع غزة استخدمت فيها كافة أشكال الأسلحة المحرمة دولياً وسقط خلالها 1400 شهيد وأصيب 5000 آخرين وسط تدمير في البنية التحتية وممتلكات المواطنين ومنازلهم.
ونوه جرغون في اطار حديثه عن الجانب السياسي، أن ادعاءات الاحتلال للحرب على قطاع غزة واهية، موضحاً انه بعد 22 يوماً من الحرب على قطاع غزة خرجت غزة منتصرة بقوة ارادتها وصمود أهلها بالرغم من سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى والتدمير الهائل في المنازل والممتلكات، إلا أن إسرائيل لم تستطع تطبيق أي من تداعيات الحرب على غزة. مؤكداً أن الحرب على غزة قبل 3 سنوات استهدفت الكل الفلسطيني ولم تستثني فصيلا دون آخر.
هذا وأوضح جرغون أن الجبهة الديمقراطية تدعو مراراً لتشكيل جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مشتركة تحدد أساليب وتكتيكات الرد على جرائم وعدوان الاحتلال.
ونوه جرغون إلى أن المصالحة الوطنية وحوارات القاهرة الأخيرة في الـ20، 22 ديسمبر 2011 خلقت أجواء ايجابية بين الفصائل الفلسطينية ولكن المواطن الفلسطيني ما زال يحيط بحالة من الاحباط لعدم رؤيته شيئاً على الأرض, ودعا جرغون الى تفعيل عمل اللجان الثلاث التي أتفق على تشكيلها في حوار القاهرة الأخير، محذراً من ادارة الانقسام وخطورة ذلك وخصوصاً ان شعبنا ما زال يرزح تحت الاحتلال وبحاجة الى الوحدة الوطنية.
وتطرق القيادي في الجبهة الديمقراطية الى أن ملف اللاجئين الفلسطينيين أصبح مغيباً وأوضاع المخيمات في حالة مأزومة ولا يجري الحديث عنها، اضافة الى استمرار الاحتلال في تهويد القدس ومواصلة الاستيطان بالضفة والحصار على غزة، مرجحاً أسباب استمرار تلك الحالة الخطيرة ناتج عن استمرار الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني.
من ناحيتها أكدت الاخصائية الاجتماعية سهيلة سرحان في اطار حديثها عن الجانب النفسي والاجتماعي، أن الحرب على غزة أحدثت حالة من الرعب في صفوف المواطنين وكان لها تأثير سلبي على الأسر والمجتمع المحلي الفلسطيني، حيث أن الغالبية العظمى من الأسر عجزت عن حماية أبناءها، وأعلى نسبة انتابها القلق.
ولفتت الاخصائية سرحان أن المجموع الكلي تبين حاجة الأسر والأطفال الى حماية، حيث أن 71.6 من الأطفال كان لديهم صعوبة وخوف من الذهاب الى النوم، 34.2% غير مستقرين في الحياة، 35% يرون أن أطفالهم أي كان يستطيع اخافتهم. ونوهت أن الاحصائيات بينت بعد الحرب أن 77% كانت حياتهم مليئة بالمخاطر، 65% يرغبون بالهجرة المحلية او الخارجية مع أسرهم. داعية ضرورة المساعدة النفسية لتلك الفئات وعمل لقاءات يومية وارشاد عائلي لهم للتخفيف عنهم.
ومن جهته تحدث إبراهيم الصوراني عن الجانب القانوني للحرب على غزة، أشار إلى أن تلك الحرب تعد الأشرس والأعنف ضد غزة في ايقاعها خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات، حيث أن 82% من الخسائر كانت مدنية.
وأشار إلى أن مؤسسات حقوق الانسان لعبت دوراً في فضح الاحتلال وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال وانتهاكه للقانون الانساني الدولي والقواعد الانسانية في أوقات الحروب والنزاعات، منوها إلى أن اتفاقية جنيف الرابعة التي تطالب بحماية المدنيين، انتهكتها إسرائيل باستخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين علما أن تلك القوة لا تستخدم إلا في الحروب العسكرية. ونوه أن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان قد لاحق إسرائيل قانونياً في القضاء الإسرائيلي وفي القضاء الدولي.
ولفت إلى تبني مجلس حقوق الانسان لتقرير غولدستون والذي حول للجمعية العامة للأمم المتحدة والذي طالب إسرائيل بالتحقيق بجرائم الحرب على غزة، إلا ان إسرائيل لم تستجب لمعطيات هذا التقرير ولم تلتزم بقرارات الأمم المتحدة ولا القانون الدولي وتتحرك كأنها خارج الشرعية الدولية ولا ينطبق عليها مبدأ المحاسبة والمقاضاة.
هذا وأدارت الندوة السياسية والثقافية الإعلامية سهر دهليز والتي أكدت أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جريمة عدوانية تتطلب محاسبة إسرائيل لاختراقها القانون الدولي الانساني وعلى جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني.
وجرت في ختام الندوة عدة نقاشات ومداخلات هامة أغنت وأسهمت في اثراء الندوة والاجابة على أسئلة العديد من الحضور.