قصيدة غزل في فلسطين الفتاة (عشق الجغرافية)
من قصائد غزل في حورية من الشرق
عيونك شمعةٌ بالدّم أحقنها،
بنار الشوق والتحنان اوقدها،
فترمقني، وتحدث خفقةٌ بالقلب توقظني،
من التوهان والتشتيت تُنجيني،
أرى فيها سماء الصيف صافيةً،
وزرقتها كمرآة تخايلني وتغويني.
وخضرتها كلون الزرع في نيسان،
كالفردوس أعشقه فيُدْ نِفني ويَرميني،
وسُمرتها كغيم الغيث يُمطرني على قحطٍ،
وحبّاتٌ من العبرات ساقطةًعلى الخدين،
تحرقني بلا نارٍ ، وبعد الحرق تشفيني،
ورمشك إبرة الإسعاف، تخرقني،
بماء المُزن تحقنني، تُعالجني ، تداويني.
وجفنك شاطيءٌ غنّاء،ُ يسحرني،
وفي يافا يداعبني وفي حيفا يحايلني،
وفي عكا يغازلني،
يناديني الى بحر ٍ به الأصداف والمرجان،
وبالأعماق يُغرقني ويُخفيني.
وقاربُ عشقك المغوار يسحبني،
ويحملني الى العلياء في عجلٍ،
لينقذني، وقبل الموت يحييني.
.......................................................
وكفكِ لمسة التحنانِ، في لطفٍ تصافحني،
كتيارٍ يهز الجسم، يرفعني ويدنيني.
بنانك قطنة الإسعاف ناعمةً،
تسير على جراح النفس تُبرؤها،
من الويلات والتجريح يشفيني.
وظفرك مشرط الجراح يقطعني بلا ألمٍ،
يشق اللحم في أملٍ يُداويني.
.......................................................
وفوك بحيرة بالشهد تغرقني،
فأنهل من رحيق الفمّ ظمآناً،
ومن شغف على ماءٍ فيرويني.
رضابك بلسم الإشفاء أرشفها،
فتسكرني بآهاتٍ وتوقعني فترميني.
لسانك ينطق الأشعار، يُشجيني فيُطربني،
وللأحزان يُنسيني.
....................................................................
وشَعرُك غائمٌ كخصوبة الزيتون بالأوطان،
يورفني ويعطيني، فيوفيني.
وهامك رافعٌ، ومضرّجٌ بالدم،
وفي يمناك سيف الحق،
وفي يسراك ياسمينِِ.
.....................................................................
وصدرك جمرةٌ حرّاءَ،
تلفحني بنار الشوق والتحنان للأوطان،
تلهبني وتصليني.
فصدرك منبع الإحساس والأشواق،
يحضنني بشوق ثم يُدْفيني.
................................................................
وعطرك وردة فيحاءَ،
تعبقني بريح المسك، تنعشني وتغريني.
وطيفك لوحةٌ الفنان تأسرني،
وفي نومي تناغيني، وفي صحوي تناجيني،
...............................................................
ولونك أبيضٌ كقلوب أهل الحي والجيران،
يؤنسني بأفراحي ، وفي همّي يواسيني.
ولونك أسمرٌ كالقهوة السمراء،
في الديوان، والعربانُ بالفنجان تسقيني.
ولونك أحمرٌ كلآليء الرمان في الأصقاع،
ينعشني، ومن سقمٍ يعافيني.
ولونك أخضرٌ كربوع رام الله،
وحلحول،ٍ يداعبني ويبهجني ويلهيني.
.............................................................
وقدّك أميسٌ كمضائق الوديان والأغوار،
يسحرني، يجاذبني، وبالأحضان يطويني.
.............................................................
ووجهك قبلةٌ كالقدس تلهمني،
الى الإيمان تأخذني فتهديني.
وأنفك قبة الأقصى تناديني نداء الغوث،
والأصداءُ تؤلمني وتبكيني.
ورأسك شامخُ كتلال جرزيم وعيبالٍ
تعانقني بذكراها، فتشجيني وتسليني.
...........................................................
وفيك عراقة الأزمان، فالآثار والأطلال تبهرني،
الى ماضٍ تناديني.
وفيك حداثة الأجيال تدهشني، الى قُدُمٍ تُمشيني.
هضابك تشبه الأوطان، رياحك تنعش الآمال،
وماؤك يبرؤ الظمآن،وعشقك يشبه النيران ،
يصهرني بنار الشوق في قرٍ،
وفي حرٍ يعيد النبض ثانيةً ويُحييني.
.........................................................
فعُشرك غزةٌ ثكلى، وثمنك ضفةٌ يُسرى،
وفيها القبلة الآولى،
وفيها القلب مأسوراً، وحبل الغدر يخنقه،
يشد عليه يشنقه، يُصادره،
ليوقف نبضه الخفاق بالإيمان،
وصوت الغوث مخنوقاً من القدس يناديني.
.......................................................
فصرتٍِ الخمس بعد البتر والتقطيع،
فهذا الخمس أعشقهُ، أمد يدي لأنقذه،
أشد الحبل أنشله، من الطوفان أسحبه
فتسحبني رياح الغرب عاتيةً،
عن الإنقاذ تمنعني وتثنيني.
.....................................................
وباقي الجسم في الوجدان أحفظه،
يؤرقني ويؤلمني، أغالبهُ فيغلبني،
أذاكره بكل صلاة،
مع الآذان أذكره،
ورغم البعد والهجران يذكرني يناديني،
ونار الوجد بالأعماق تحرقني وتكويني.
معاذ الله أن أنسى،
أو الأزمان والهجران تنسيني.
03/01/2012م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
