"وزنه نقص أكتر من النصف لا يتناول الطعام إلا من خلال المحلول الطبي التقرحات بدأت تنتشر في مختلف أنحاء جسمه النحيف الأكسجين لا يرفع عن أنفه يعاني من كسور في الحوض والرقبة و مشاكل في الكلى والكبد ", هذه السطور تجسد حال المريض علي يحي سليمان القاضي 20 عاما من سكان محافظة رفح والذي أمضى فترة علاج تقارب الشهرين في مستشفى الميزان بالخليل من خلال تحويله من قبل وزارة الصحة وعلى نفقة أسرته الخاصة.
الشاب القاضي كان قد تعرض لحادث طرق عندما صدمته سيارة تجاوزها وهو يقود دراجة نارية على شارع صلاح الدين " رفح الشرقية " مما أدي إلى أصابته بالعديد من الكسور الأنفة الذكر حيث نقل إلى المستشفى الأوروبي بخانيونس ونظرا لتدهور حالته الصحية عملت أسرته كل ما بوسعها عبر دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة من أجل إعطائها تحويله إلى أحد المستشفيات داخل الخط الأخضر ولكنها أخبرت من قبل المسئولين بالدائرة عن رفض المستشفيات الإسرائيلية استقباله لأنه مصاب بفعل حادت مروري فما كان لديهم من مفر إلا الموافقة على تحويله إلى مستشفى الميزان بالخليل على نفقتهم الخاصة العائلة المسكينة والمكلومة كانت في البداية مطمئنة لوجود ابنها المصاب في المستشفى لأنه كما تعتقد مستشفى خاص وسيكون فيه رعاية واهتمام ومتابعة شديدة وأنها ستدفع فاتورة العلاج مها طالت مدة مكوث ابنها المصاب ولكنها تفاجأت بعد مرور شهرين أن حالة ابنها تتدهور وأن التقرحات الشديدة بدأت تنخر جسده ناهيك عن مشاكل أخرى في الكبد والكلى.
والد المصاب القاضي والذي يرافقه في مستشفى الوفاء قال وعلامات الحزن والألم في عينيه وهو ينظر إلى حال ووضع فلذة كبده وهو يتألم :" نظرا لعدم المتابعة والإهمال من قبل الأطباء وطاقم التمريض لحالة ابني الصحية أوصلته لهذا الوضع الصعب حيث استلمنا ابننا وهو يصارع الموت", متابعا:" لو كانت هناك رعاية على الأقل لما كانت هذه التقرحات" .
ويشير التقرير الطبي الصادر من المستشفى في تاريخ 62-12من العام الماضي إلى أن المريض أدخل إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى الميزان التخصصي بتاريخ 27-10 من نفس العام حيت كان يعاني من كسور وإصابات متعددة نتيجة حادت مروري.
وجاء في التقرير أن المريض بقي في قسم العناية المكثفة وكان لمدة أسبوعين على جهاز التنفس الاصطناعي حيت عولج بالسوائل والأملاح الوريدية والمضادات الحيوية الوريدية والبلازما الطازجة المجمدة والعلاج الطبيعي حيت تم إزالة الجهاز التنفسي عنه وبدأ باستعادة الوعي تدريجيا, مؤكدا أن وضع المريض يحتاج إلى عناية من قبل مركز متخصص في إعادة التأهيل والعناية التمريضية ولهذا ننصح بتحويله إلى أحد مراكز التأهيل المتخصصة في هذه الحالة.
وتعقيبا على ما جاء في التقرير لم ينف والد المصاب حالة ابنه الصحية وأنه تعرض للكسور ولكن في نفس الوقت تساءل من أين أتت التقرحات الكبيرة ولماذا لم تعالج الكسور وأيضا لماذا دفعنا كل هذه المبالغ الباهظة, موضحا أن الأطباء الذين أشرفوا على حالة ابني أكدوا أن الكسر في الحوض ألتئم بطريق الخطأ ويحتاج إلى عملية جراحية تبين بعد التصوير عندنا بغزة أن الكسر لم يلتئم .
كما وأوضح والد المريض القاضي أنه بالرغم من وضع ابننا المصاب وتدهور حالته الصحية إلا أن المستشفى أصرت على دفع المبلغ مشيرا إلى أن الليلة الواحدة تكلف حوالي 2300 شيكل متسائلا مستشفيات اسرائيل الكبرى لا تطلب هذا المبلغ في اليوم الواحد , مؤكدا أنه تبين فيما بعد أن إدارة المستشفى وبالرغم من تدهور الحالة الصحية لأبني كانت تعمل على تمديد فترة مكوثه لأيام أخرى لأنها تضمن أن الفاتورة ستدفع في النهاية
ويضيف الوالد وعلامات الحزن تبدو على وجهه:" بعد تواصلنا مع دائرة العلاج بالخارج والأخ الدكتور بسام البدري الذي لم يبخل علينا في المساعدة من خلال اتصالاته مع مكتب السيد الرئيس وثم تخفيض المبلغ ليصبح 100 ألف شيكل وبالفعل دفعنا المبلغ كاملا دون أي استفادة".
والد المصاب القاضي لن يسكت عن ما حصل لأبنه في مستشفى الميزان وسيتقدم بشكوى لوزارة الصحة عن الإهمال الذي تعرض له ابنه في المستشفى والوضع الذي وصل إليه وسيعمل في المستقبل على تنظيم وقفة لأسرته على بوابة العلاج بالخارج سيرفع فيها صور ابنه المصاب مزينة بشعار هذا ما فعلته مستشفى الميزان بالخليل .
وعن وضع المريض في مستشفى الوفاء قال :"لم أكن أتوقع أن تكون مستوى خدمة المريض بهذا الشكل من جميع النواحي مقدما شكره لكل العاملين في المستشفى".
من /عبد الهادي مسلم