أكد جمال زحالقة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، على أن موجة القوانين العنصرية التي تشهدها الكنيست في الآونة الأخيرة، تعكس "هوس وجنون التطرف" الذي وصلت إلية إسرائيل.
وفي محاضرة ألقاها بمهرجان نظمه التجمع الطلابي الديمقراطي في جامعة حيفا تحت عنوان "كفى للعنصرية" لفت زحالقة إلى أن التنافس الساخن بين أعضاء الأحزاب اليمينية على لقب بطولة القوانين العنصرية التي يجري مؤخرا في الكنيست، وشرح بإسهاب ماهية وأهداف وتداعيات هذه القوانين وإسقاطاتها على المواطنين العرب وبالأخص تلك المتعلقة بالجغرافيا والديموغرافيا مثل: قانون لجان القبول، قانون استعادة الأراضي، قانون لم الشمل وغيرها.
وأضاف يقول "العنصرية في إسرائيل ليست نسخة طبق الأصل من ابرتهايد جنوب إفريقيا، لكنها بالتأكيد من نفس العائلة".موضحا بأنه وفي الآونة الأخيرة يحاول اليمين السيطرة على المحكمة العليا حتى يسن القوانين بلا رادع وبلا خشية إلغاءها في المحكمة، كما ويأمل اليمين الإسرائيلي أن لا تلغي المحكمة العليا بتركيبتها الجديدة شطب التجمع ومنعه من خوض الانتخابات، الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار التمثيل العربي وزيادة قوة اليمين في الكنيست."
وقال " نحن في مرحلة تنزع بها إسرائيل الأقنعة المزيفة، مما يسهل علينا عملية فضخ النظام الإسرائيلي على المستوى الدولي، وعلى العالم أن يتدخل لحماية حقوقنا، فالعنصرية ليست شأنا داخليا للدول".
وتحدث النائب زحالقة عن العدوان على غزة مشيرا أن كلمة الحرب هي مجاز، لان ما حصل في غزة هو مجزرة، وأن ما مكّن إسرائيل بالقيام بهذه المجزرة هو الانقسام الفلسطيني الذي استغلته إسرائيل لتسويق نظريتها القائلة أنها تفاوض الفلسطيني الجيد والمعتدل من جهة، وتحارب الفلسطيني المتطرف والإرهابي من جهة أخرى.
وقال زحالقة" الدرس الأهم الذي استنتجناه من الحرب هو ضرورة الإسراع والتعجيل في تحقيق المصالحة. لقد ازدادت فرصها لان حكومة نتنياهو سدت أفق التسوية ومنعت الوقود عن مركبة عملية السلام، فحتى الأوهام التي كانت تسيبي ليفني وايهود اولمرت يقدموها للسلطة الفلسطينية من اجل تضليل الفلسطيني لم يقدمها نتنياهو".
وشدد على أهمية المصالحة الفلسطينية، كونها رافعة للنضال ضد الاحتلال، مؤكدا أن لا معنى لها أن لم تكن كذلك، واستعرض زحالقة العوامل التي ستساهم في تحقيق المصالحة.
وشارك في المهرجان الذي افتتح بدقيقة صمت حدادا على أراوح شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة والتي تصادف هذه الأيام ذكراها الثالثة العديد من الطلاب العرب من فلسطيني الداخل، وتم عرض فيلم قصير حول الحصار الإسرائيلي على غزة، ومن ثم تحدث سكرتير التجمع الطلابي أنس الياس .
وقال:" قد جاء عنوان مهرجاننا الطلابي اليوم تحت عنوان "كفى للعنصرية"، هذه العنصرية المتفشية والتي تلاحقنا في كل مناحي حياتنا، هدم بيوت.. مصادرة أراضي... إخلاء عائلات عربية... قانون تلو الآخر في الكنيست يتعامل معنا كأعداء وليس كمواطنين...تضييق على العمل السياسي... التنكر لهويتنا وتاريخنا وعدم احترام خصوصيتنا الثقافية، إذ أننا نرى بأن نفس سلطة الاحتلال التي تقتل وتحاصر شعبنا في غزة هي نفسها تقوم بممارسة سياسات التمييز العنصري بحقنا ضمن نظام السيطرة التي تقيمه على كامل البلاد".
وتخلل المهرجان أيضا عرض فيلم قصير عن القرية غير المعترف بها في النقب "أم الحيران – رحل رغما عنهم" وفيلم "مواطن مستهدف" من إنتاج مركز عدالة.