قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القادة الإسرائيليين يتحدثون عن قبولهم بحل الدولتين، ولكنهم يفعلون كل ما من شأنه إفشال هذا الحل.
وأوضح الرئيس عباس في خطاب ألقاه وزير الخارجية رياض المالكي نيابة عنه في حفل العشاء الذي أقامه رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما على شرف رؤساء الدول والملوك، ورؤساء الوفود المشاركة في الاحتفالات المئوية لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، أن الإسرائيليين يعتبرون الأرض الفلسطينية المحتلة متنازعاً عليها في تناقض مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية التي تعتبرها أراضٍ محتلة، أو ما هو أخطر من ذلك، فهم يعملون على تهويد القدس الشرقية المحتلة وضمها إلى إسرائيل.
وأضاف المالكي في خطاب " أن تجربة شعب جنوب إفريقيا المريرة تحت نظام الفصل العنصري البائد، والمعاناة من الظلم والتمييز والاضطهاد، تجعل هذا البلد وقيادته، الأكثر تفهماً لما يعانيه شعبنا تحت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية والعنصرية ".
وتابع أن " العالم بأسره يجمع على أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يستند إلى مبدأ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، وهو ما يعني إقامة دولة فلسطينية مستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل ".
وقال إن " العالم أقر حدود دولتنا، والأمن بعد قيام الدولة يمكن أن تضمنه قوات دولية، ونحن على استعداد للوصول إلى هذا الهدف عبر المفاوضات، ولكن استمرار الاستيطان في أراضينا، الذي يرفضه ويدينه العالم كونه العقبة أمام السلام، يجعل عملية المفاوضات بلا جدوى، وهو الأمر الذي دعانا إلى الإصرار على إيقاف الاستيطان وتجميده كالتزام وليس كشرط من أجل العودة إلى المفاوضات ".
وأكد أن " فلسطين بشعبها ومؤسساتها وإجماع العالم على التضامن معها، تستحق نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ".
وأضاف " إن علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالحركة الوطنية في جنوب إفريقيا، تعود إلى ما يقارب الخمسة عقود، بنينا وأقمنا خلالها أفضل أشكال التعاون والتنسيق على قاعدة الشراكة النضالية، والأهداف التحررية الإنسانية، ورفض العنصرية بكل أشكالها، وحق الشعوب المقدس في تقرير مصيرها ".
وتابع " كان قرارانا بتقديم طلب نيل العضوية في الأمم المتحدة في أيلول الماضي، والذي نشكر حكومة جنوب إفريقيا على مواقفها، حقاً مشروعاً لنا استناداً إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 بشأن تقسيم فلسطين، أتاح ولادة دولة إسرائيل، في حين لم تقم الدولة الفلسطينية ونحن نطالب بقيامها اليوم على جزء من أرض فلسطين التاريخية أقل بكثير مما نص عليه قرار التقسيم، أي على 22 بالمائة فقط ".
وقال " في الوقت الذي نواصل مساعينا على المستوى الدولي، فإننا نعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم على قطاع غزة، معتمدين عليكم وعلى خبرتكم وعلى دوركم، مؤمنين كل الإيمان بدور بلادكم، وبدور أشقائنا في دول الاتحاد الإفريقي، فنحن من دفع الثمن غالياً لسنوات طويلة من الاستعمار والقهر والظلم والتهميش ".