تحليل: المستفيد من التغيرات الإقليمية فلسطين أم إسرائيل..؟

 


اتفق محللان سياسيان على أن ما تشهده المنطقة العربية من تغيرات إقليمية وبروز نجم الحركات الإسلامية ووصولها للحكم, إضافة لجولة هنية لعدد من الدول العربية والمناصرة التي تحظى بها فلسطين من قبل الشعوب العربية, ستصب في صالح القضية الفلسطينية وتعيد لها الاهتمام العربي بعد المحولات التي كانت تسعى لتهميشها من قبل بعض الأنظمة السابقة البائدة.


 


الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أبدى تأكيده عند حديث مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي، بأن الحراك والموازين الجديدة التي تشهدها المنطقة في ربيعها العربي, ستعمل على كبح جماح الاحتلال وتعامله مع القضية الفلسطينية وقطاع غزة, لان ما ينعكس علية ينعكس عليها كون الاحتلال يضع القطاع هدفاً واضحاً لحصاره السياسي والاقتصادي.


 


وبين بأن "فوز الإسلاميين وتصدرهم للحكومات في البلدان العربية خاصة في مصر وتونس وليبيا, سيكون لها انعكاس ايجابي على القضية الفلسطينية ورفع الحصار عن القطاع", موضحاً بأن "الجميع سمع شعارات وهتافات الجماهير العربية في تونس بالمناصرة لفلسطين".


 


وأشار إلى أن السنوات القادمة ستشهد تغيرات كثيرة تصب في صالح دعم القضية الفلسطينية خاصة بعدما كانت بعض الحكومات العربية المسيطرة تهدف إلى تصفيتها, أما الحكومات التي ستتولى زمام الأمور الآن ستسعى لإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية ونصرتها.


 


الاحتلال يراقب ويغير..


 


وعن تأثير هذه التغيرات الإقليمية على تعامل الاحتلال وسياسته تجاهه الفلسطينيين والعالم العربي أوضح الصواف "بأن الاحتلال يفهم ويراقب طبية التغيرات الحادثة من حوله ويعمل على تعديل سياسته, والدليل استجابته لإبرام صفقة تبادل الأسرى ليس فقط لإرجاع الجندي المختطف "شاليط" بل للحفاظ على علاقته مع الجانب المصري".


 


وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفكر الآن أكثر في قراراته تجاه الفلسطينيين والمنطقة برمتها وخاصة فيما يتعلق باتخاذه قرار بشن حرب ثانية على القطاع في ظل تهديداته المتواصلة له.


 


وعن نصرة الشعوب العربية للقضية الفلسطينية وتعاظمها بعد ثورات الربيع العربي أكد الصواف على أن "الشعب الفلسطيني يعول على الشعوب العربية منذ الماضي والآن بعدما أعطوا المساحة الكافية نعول عليهم أكثر من السابق لأن الأنظمة الحالية أصبحت تضع مطالب شعوبها في الحسبان".


 


سينالها خير الثورات ..


 


من جانبه اتفق المحلل السياسي هاني حبيب مع الصواف في أن "القضية الفلسطينية سينالها خير ثورات الربيع العربي وستنعكس عليه إيجابا بشكل أو بأخر في ظل تنامي وظهور أنظمة جديدة ستجعل الاحتلال أكثر قلقاً وخوفاً على مستقبله من السابق".


 


وأوضح في حديث لـ"قدس نت" بأن التغير والتعديل الحادث في أنظمة الحكم العربي ستؤدي إلى تكون ضغط على إسرائيل بالتعاطي مع الوضع الراهن وضرورة تغيرها من سياساتها المتبعة مع العالم العربي والفلسطينيين.


 


وأشار إلى أن إسرائيل باتت مهددة أكثر من السابق في ظل تنامي القوى المتطرفة في حكومة نتنياهو ضد القوى العقلانية بها التي تريد التأقلم مع التغيرات الحادثة من حولها بعكس المتطرفة, منوهاً إلى أن الاحتلال يسعى لتقديم موعد انتخاباته حتى يكون حكومة أكثر مرونة وتجاوباً مع الربيع العربي.


 


وبين حبيب بأن الاحتلال يعول على حصول اضطرابات في الدول التي تغيرت أنظمتها نتيجة الثورات, كالصراعات السياسية بين التكتلات الحزبية التي ستوفر الوقت لإسرائيل لتدارك نفسها وتعديل سياساتها.


 


ناجحة بكل المقاييس ...


 


وعن جولة رئيس الوزراء بغزة إسماعيل هنية لعدد من الدول العربية ومدى حشدها للدعم والتأيد للقضية الفلسطينية, أكد المحللان على أن الجولة ناجحة بكل المقاييس كونها تعكس الاستثمار الجيد للمناخات السياسية الجديدة المناصرة للفلسطينيين وأنها تعتبر بداية لكسر الحصار السياسي عن قطاع غزة وعن قيادات حماس.