قام وزير الخارجية الهندي "سامانهالي كريشنا",اليوم الاثنين،بزيارة الزاوية الهندية في البلدة القديمة في القدس المحتلة،وذلك في ختام لقاء جمعه بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس تناول سبل التعاون المشترك بين الطرفين.
وكان في استقبال الوزير الهندي عند مدخل باب الزهراء داخل أسوار البلدة القديمة رئيس ومتولي الزاوية الهندية الشيخ محمد منير ناظر الأنصاري وعائلته، واصطحبه بجولة في بيت الضيافة وجامع الصلاة، والمكتبة الخاصة بالزاوية.
وإطلع وزير الخارجية الهندي على أوضاع الزاوية الهندية وأحوال متوليها, حيث إستمع لهمومهم ومشاكلهم وما يتعرضون له من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
الزاوية الهندية في سطور..
وتعد الزاوية الهندية التي رمزا تفد إليه الطائفة الهندية عند زيارتها القدس قبل الذهاب للحج أو بعده- منذ 700 عام حيث أنشأها الولي " بابا فريد شكركنج"، الذي أقام في غرف مجاورة لجامع قريب مدة 40 يوما، حتى عرف المقام الذي أقام فيه بالزاوية الفريدية نسبة إلى اسمه، إلى أن رحل وبدأ الحجاج بالتوافد متبركين بمقامه واخذين شراء عقارات مجاورة لغرفة الولي، وتمددت مساحة الزاوية وأصبحت في يومنا هذا 7 دونمات داخل حدود الحي الإسلامي في البلدة القديمة، جهة باب الزاهراء.
وتولت عائلة الأنصاري الهندية الزاوية حين قدم والد الشيخ ناظر للقدس عام 1924، بعد أن كان منتسبا بحركة الخلافة الإسلامية في الهند، بناء على طلب المجلس الإسلامي الأعلى في القدس عا 1922 الذي أرسل وفدا فلسطينيا إلى الهند من أجل جمع تبرعات للمسجد الأقصى مقترحا وجود زاوية هندية يشرف عليها شخص من الهند، وقد تم اختيار الشيخ ناظر الأنصاري لهذه المهمة..
وخلال فترة الحكم العثماني كانت الزاوية تخضع لإشراف الأتراك، وحين جاء الانتداب البريطاني سعى والده (الشيخ ناظر)إلى جمع التبرعات خلال لقائه نواب ووزراء الهند من اجل إنشاء أجنحة إضافية للزاوية الهندية.
في سنة 1939 بدأت الحرب العالمية الثانية، ودخل الفيلق الرابع من الجيش الهندي الحرب تحت رعاية بريطانيا، مما أدى إلى تحول الزاوية إلى معسكر ترفيهي للجيش الهندي حتى انتهاء الحرب، وفي هذه الأثناء أعطي للشيخ ناظر رتبة عسكرية نظرا لإشرافه على المعسكر.هذا عدا عن إنشائه عمارتين في الزاوية.
وعلى اثر نتائج حرب 48 خضعت الضفة الغربية والقدس للإدارة الأردنية، وفي عام 1951 توفي الشيخ ناظر وبحكم التولية للابن الأكبر حل الشيخ محمد منير مكانه في ظل ظروف صعبة وقاهرة واصل فيها إشرافه على الزاوية إلى وقتنا الحالي.
بعد استقرار المنطقة فترة ما بعد الحرب، وخضوع القدس للإدارة الأردنية، بدأ الزوار التوافد إلى الزاوية، وكانت تعج بالوافدين الهنود، ولكن في السابع من حزيران عام 1967، أحتل الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة، وسقطت 25 قذيفة وتدمّر قسم كبير من الزاوية الهندية (قام السفير الهندي بترميمها عام 1991)، واستشهد ثلاثة أفراد من عائلة الشيخ محمد الأنصاري هم " أمه وشقيقته وابن شقيقته "تحت أنقاض الردم، هذا عدا عن إصابة 15 شخصا آخرين ما بين إصابة خفيفة ومتوسطة بمن فيهم ابنته.
الزاوية الهندية تمثل موقف الحكومة الهندية وتؤمن بالسلام العالمي ومذهب "المهاتما غاندي" اللاعنف القائم على العدالة، ومن المعروف أن الحكومة الهندية تقف على قدم وساق مع القضية الفلسطينية وشعبها.
وكانت الزاوية تعج بالزوار قبل عام 1967 ولكن بعد ظروف الحرب واللااستقرار تقلص العدد كثيرا هذا عدا عن تأجير الزاوية أبنية لوكالة الغوث للاجئين، مما جعلها لا تتسع حاليا لأكثر من 15 شخصا.
تعاونت الزاوية الهندية مع المدرسة الحكومية "رياض الأقصى" من أجل إثبات التواجد الفلسطيني في عمق القدس، وذلك منذ عام 1972 إلى 2004حيث اتخذت المدرسة مقرا لها في الزاوية أبان تلك الفترة.
أهمية الزاوية تكمن بأنها كانت مقرا يتوافد عليه السفراء والوزراء الهنود ويلتقون القيادات الفلسطينية، وقد كانت من الأماكن المحببة للشهيد فيصل الحسيني الذي كان يحب الاجتماع فيها.
عدد أفراد عائلة الأنصاري الهندية حاليا عشرون شخصا، يشعرون بانتماء كبير للقدس ولا يرون أنهم أقلية أو حقوقهم منقوصة، بل هم مندمجون ومنصهرون مع الشعب الفلسطيني والشيخ محمد يزور الهند كل سنتين وزوجته فلسطينية من عائلة البيطار.