تشكلت في السنوات الأخيرة في جامعة تل أبيب مجموعة طلاب من (العرب واليهود اليساريين) أطلقت على نفسها اسم "الفلاش موب" رأت أن من واجبها اخذ المسؤولية لرفع قضايا الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل, ومناصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
ووصل هؤلاء الطلاب إلى تل أبيب كما يقولون لطلب العلم ولكن بعد أن احتكوا بأجواء المدينة ووجدوا ما لا يرضونه، شرعوا في تنفيذ نشاطات احتجاجية ابتداءا من إقامة خيمة من اجل مساكن الطلبة العرب, مرورا بإقامة خيمة الـ48 بشراكة مع نشطاء يهود يساريين، ولاحقا رفعوا قضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال إغلاق المفارق الرئيسية ورقص الدبكة الشعبية وهي تراب فلسطيني أصيل.
ونشرت هذه المجموعة في أيلول الأخير من خلال موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" فيديوهات لـ"فلاش موب" وهو تحدي للحيز العام من خلال الفن الراقص, يتضمن إغلاق مفارق مركزية في تل أبيب, حيث يدخل الطلاب إلى وسط المفرق ليرقصوا الألحان الشبابية والدبكة.
ويرتبط هذا النشاط مع حركات يسارية نظيرة في أرجاء العالم العربي من بيروت, تونس والقاهرة, وتبدو بداية منافسة ودية تعقب الربيع العربي, حيث صار واضحا ارتباط اليسار في الشرق الأوسط من خلال "الفيسبوك."
في السنة الماضية بعد أن تقدمت هذه الجبهة الطلابية بطلب لتخصيص غرفة لإقامة دورة لتعليم رقص الدبكة شملت المجموعة عشرات الطالبات والطلاب.
وبعد سنة من نشأتها, توجهت الجبهة الطلابية لنقابة الطلاب العامة طالبة استمرار تخصيص الغرف, إلا انه وعلى ضوء اشتراك فرقة الدبكة بالاحتجاج لأجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية, رفضت النقابة برئاسة "الجيل الجديد"من (حزب العمل) الإسرائيلي تخصيص الغرف للفرقة ،ولاحقا قامت بتوسيع الرفض ليشمل كافة الحركات الاجتماعية, زاعمة أن كافة الحركات الاجتماعية مبنية على يد الجبهة الطلابية وأنها مجموعات سياسية, منها: الجامعة الاجتماعية, اشتراكية الطعام وحملة سوراسكي".
في حديث مع احد نشطاء "الفلاش موب" جاد جمال قعدان طالب في علم النفس قال "قيامنا بالفلاش موب, هي عملية تحدي للحيز العام وتحويله إلى مركز نستطيع من خلاله تمرير رسائل سياسية تخص قضايا ابناء شعبنا, وفيه نوجه رسالتين، الأولى هي رفع قضايانا أمام الرأي العام لكسب التأييد ضد المؤسسة التي تقمع ابناء شعبنا, والثانية هي رسالة داخلية نوجهها لقوى رجعية تهمش الفن الشعبي لا بل وتعمل على إقصاءه عن طريق عادات وتقاليد مزعومة."
وقال"نحن بدورنا نوضح أن الفن وسيلة لتمرير رسالة اجتماعية متنورة وتقدمية ضد القمع المؤسساتي وضد القمع المجتمعي", وأضاف إن" بعد إقامة الفعالية توجه إلينا الكثير من النشطاء وقريبا ستعلو المزيد من فعاليات الفلاش موب".
فيديو دبكة لنشطاء "الفلاش موب" في شوارع تل أبيب: