ليس بالسلاح بل بكلمات تصدح لتملئ فضاء فلسطين والعالم حولها, ومسلسلات ومسرحيات وأفلام تمثيلية, هي سلاح الفنان الفلسطيني في مناصرة قضيته, فالمجال الفني في فلسطين وما حولها لم ينفك عن إخراج الإبداع تلو الإبداع في تمثيل الواقع الفلسطيني وإيصال رسالته للعالم, لحشد النصرة والتأييد للقضية الفلسطينية.
ويرى المواطن الفلسطيني أن الفن بجميع أنواعه وأساليبه المختلفة قد استطاع أن يوصل رسالة فلسطين للعالم, فالإعلامية إسلام بهار ترى بأن "الفن الفلسطيني أوصل رسالة سامية إلى العالم اجمع عبر المشاركات الكبيرة للأفلام الفلسطينية ضمن المهرجانات والمسابقات العربية والدولية".
مليئة بالمواهب
وأكدت في حديثها لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, أن فلسطين مليئة بالمواهب الشابة التي تحاول تجسيد واقع القضية الفلسطينية وخدمتها, رغم قلة الإمكانات التي تغلبت عليها إرادة الإبداع وتجاوز الألم.
وأوضحت أن خير مثال على نجاح الأعمال الفنية الفلسطينية وصول أفلام تجسد الواقع إلى الدول الأجنبية والعربية الذين لا يعرفون كثيرا عن القضية مقارنة بالأفلام الوثائقية الإسرائيلية.
أما المواطن احمد طلبة رأى في حديثه لـ"قدس نت" أن كل شخص يعبر عن رأيه بطريقته والفن هو أسمى الوسائل التي من الممكن أن يعبر بها الإنسان عما يدور بداخله, والقضية الفلسطينية حظيت بأشكال كثيرة من الفنون الشعبية والدبكات والعروض المسرحية التي ترسم واقعها وتناصرها.
فنون جديدة
وذكر طلبة أنه "مؤخراً ظهر ما يعرف بـ "الراب" الذي وجد عدد من الشباب الفلسطيني منه وسيلة يعبرون فيها عن قضيتهم, موضحاً أن مضمون الرسالة الفنية هي المهمة بغض النظر عن الوسيلة".
من جانبه قال المخرج والممثل ومدير المسرح في رابطة الفنانين الفلسطينيين بغزة راجي النعيزي لـ"قدس نت", "إن الفن الفلسطيني وخاصة المسرحي يعتبر جيد جداً من ناحية قدرة إيصال رسالته إلى العالم, رغم النجاح الكبير الذي حققه محلياً في فليم "عماد عقل" والفيلم المرتقب الذي يجسد حياة الشهيد "عوض سلمي"".
وأضاف "النشيد الفلسطيني استطاع بقوة إيصال رسالة فلسطين للعالم من خلال الفرق الفلسطينية التي تنشد لفلسطين في الأردن ولبنان وغيرها من الدول".
رغم النجاح التكلفة عالية
وأشار إلى أن "الفن المسرحي رغم نجاحه محلياً فإنه يعاني من التكلفة العالية وقلة الإمكانيات المادية التي تعتبر العائق الذي يواجه المسرح الفلسطيني للانطلاق خارج فلسطين".
وبين بأنه تم إنتاج أعمال فنية ضخمة في غزة عرضت لمرة واحدة لكثرة تكاليفها المادية, ومن هذه الأعمال أوبريت "عادوا إلى ميناء يافا" و"فتح القسطنطينية" التي جاءت إهداء لشهداء أسطول الحرية حيث حضرها عدد من الأتراك الذين جاءوا عبر معبر رفح, إضافة لأوبريت "الحرب على غزة" و"قبلة النور", مشيراً إلى أن هذه الأعمال تطلبت جهد بشري ومادي كبير مع اعتماد العربية الفصحى في جميع حواراتها.
وأضاف "فلسطين مليئة بالإبداعات الفنية التي تفتقر للإمكانيات ولكنها تقدم كل ما بوسعها لتوصل رسالة فلسطين إلى العالم".
رسالته للأفضل
وبدوره بين الممثل المسرحي ومدير مؤسسة بسمة للثقافة والفنون ناهض حنونة لـ"قدس نت" أن الفن دائماً يهدف من خلال رسالته إلى إحداث تغير للأفضل والدفع نحو الجانب الايجابي.
وأضاف "الأعمال الفنية الفلسطينية سواء من فرق محلية أو دولية وصلت للعالم وحاولت إيصال الرسالة الفلسطينية الوطنية ",مشيراً إلى دعم السلطة الفلسطينية الدائم للأعمال الفنية".
وتسائل عن مدى مقدرة الأعمال المسرحية في إحداث التأثير والدعم المطلوب لفلسطين في كافة المجالات, موضحاً أن هذه الأعمال تحرك الشعوب ولكن هل تحرك الحكام.
دعم عالمي
وكان عدد من الفنانين العرب قد اجمعوا في تصريحات صحفية على هامش مشاركتهم في الاحتفالية الفنية التي أقيمت الليلة الماضية بعنوان "من الدوحة إلى القدس"، على التذكير الدائم بالقضية من خلال الفنون المختلفة لإعطائها بعدا جديدا لأن التعاطي مع الفنون يختلف عن الأمور السياسية.
وطالب عدد من المطربين العرب باستخدام الفنون المختلفة في التعريف بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية, مشيرين إلى أن الفن لا ينبغي أن يكون للترويح عن النفس فقط، بل أيضا لتبني القضايا المصيرية والحياتية.
ونادوا بالعواصم العربية أن تحذو حذو الدوحة بتخصيص ليال خاصة بالقدس للتعريف والتذكير الدائم بالقضية، مؤكدين أنه على كل فنان عربي أن يقدم من أجلها ما يستطيع، وعلى الإعلام التذكير الدائم بفلسطين في كافة المناحي.