اضطهاد الرجال لحقوق المرأة / فاطمة أبوعمرة

" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " صدق الله العظيم .


بهذه الآيات الكريمة سأبدأ حديثي عن ظاهرة حقيقية توجد في الكثير من المنازل وهي كراهية الأزواج أو احدي الزوجين للأخر مما يجعل الحياة الزوجية كل يوم في نفور وتباعد بين الزوجين ، سأتحدث على وجه التحديد عن كراهية احدي الزوجين للأخر فمثلاٌ إذا كان الزوج يكره زوجته وهذا الكره غالباٌ يظهر بعد الزواج والعشرة التي تكشف كل شخص فيهم على حقيقته من غير تجميل يرى الزوج أشياء لم يراها في زوجته من قبل لم يكن يعرفها وهو لا يستطيع أن يغيرها بداخل زوجته مما يؤدي إلي كراهيتها ويفضل الانسحاب والطلاق لعدم قدرته على العيش معها ، أما أذا كان هناك أطفال فحينا ذاك يبقيها على أبناءها ويتزوج عليها امرأة أخرى لعله يجد ما فقده في زوجته الأولي .


 


أما إذا كانت الزوجة هي التي تكره زوجها فهذه من وجهة نظري كارثة لأنها لا تستطيع أن تتزوج عليه كما يفعل الرجل إذا كره زوجته طلقها أو تزوج عليها فماذا ستفعل المرأة في هذه الحالة إلا أنها ستسلم أمرها للذي خلقها وترمي همها عليه وتكتم مشاعرها بداخلها من أجل أن يحيا أبناءها في جو الأسرة .


أنا كامرأة أريد أن أبين الأسباب التي تجعل المرأة تكره زوجها أو بمعني أخر ما هي الأسباب التي تودي إلي الخلاف بينهم ؟


قد تكون معاملة الزوج قاسية وظالمة فالرجل يتمتع بالقوة والجبروت فيصب قوته وقسوة قلبه على زوجته كاسراٌ كل المعاير الأخلاقية والدينية التي توجب عليه معاملة المرأة معاملة كريمة لأن المرأة مخلوقه حساسة ضعيفة تحتاج إلي العطف والمعاملة الحسنة كما قال تعالي " وجعلنا بينهم مودة ورحمة " أين الرحمة التي وصى بها الله  .


 


 عندما تكون عبارات الزوج كلها إساءة وإذلال لكرامة الزوجة وألفاظ مشينة تتنافي مع ديننا وشريعتنا الإسلامية ، أما الزوج تجده مع أصدقاءه وأحباءه الرجل الصالح الصديق المخلص الذي لا مثيل له ، كلها مظاهر كاذبة حتى يقولون عنه أن فلان طيب القلب وفلان نعم الرجل الصالح "ويا بخت مرآته فيه " والله فعلان يا بخت مرآته فيه .


 


جميع أنواع الشتائم تسمعها منه كأنها سهام تنغرس في قلبها فهذا لا يهم عنده لأنه  يعتبرها جارية لا مشاعر لها ولا إحساس وهو السيد أين صلاتك؟ كيف تقرأ كلام الله بلسان كله رذائل وقبائح ؟ كيف تبصق علي وجه زوجتك ؟ وهي من تسهر على راحتك وراحت أبنائك ، أي نوع من الرجال أنت وبعد كل هذا يقول لها كفاية أنك تأكلين وتشربين ماذا تريدين أكثر من ذلك؟ من أين سيأتي الحب بمعاملة مثل هذه فهي لم تجد عنده الصدر الحنون الذي يحتويها ويخفف عنها عندما تكون بحاجة إليه ، فديننا الإسلامي وصى بالمرأة وحسن معاملتها ، فأنت أيها الرجل استعملت قوتك وحاجتها لرجل يحميها ويكون سندها في أهانتها و إذلالها فماذا تنتظر منها في المقابل ؟


 


وبعض الرجال من يكون بخيلاٌ لا ينفق على زوجته ولا يلبي متطلباتها فلماذا ستحبه ؟ فمن هنا يبدأ الكره ، زوجة لا تعمل تريد شيء ما سواء كان مأكل أو ملبس لا تلبي رغباتها وكأنها لا شيء ولا وجود له ، من أنتي لتطلبي في هذه الحالة ماذا تفعل تلك المسكينة التي اتخذت من الرجل سنداٌ لها في انكسارها وسنداٌ لها في ضعفها وحاجتها فيخيب أملها وتجد إلا الوهم والسراب .


 


وزوج أخر خيانة زوجية ونزوات وغرق في الملذات والمحرمات والمعاصي ، ماذا تفعل في مثل هذا المقزز شهوات وكأنه حيوان ليس ببشر إنسان عبد لنزواته وشهواته ؟ ماذا تفعل به ؟ فهو قبل أن يخونها فأنه أغضب ربه فهو رجل لا قيمة له .


 


ورجل أخر ضرب و أهانه كل شيء ممنوع  وكأنها في سجن إذا تكلمت كلمة اسكتي إذا ضحكت اسكتي يحاسب عليها أنفاسها إذا أرادت أن تتكلم معه اسكتي أنا مش فاضي أنا مشغول في ماذا ؟ مشغول من الجلوس أمام التلفاز أو من الجلوس أمام الكمبيوتر أو مع الأصدقاء ، وعند زوجته اسكتي ماذا تريد أيها الزوج ؟ لا تريد  الكلام أذا كنت لا تريد تتكلم مع زوجتك من الأفضل لك أن تتزوج خرساء .


 


فما بالكم لو كان الزوج ملم لكل هذه الأشياء إهانة وإذلال وبخل وضرب ولا يتحدث مع زوجته كأنهم أغراب تحت سقف واحد، ماذا تفعل الزوجة ؟ غصباٌ عنها ستجد نفسها تكره زوجها ولا تريد أن تنظر إليه مجرد خروجه من المنزل تشعر بأنها تحررت ولو لدقائق معدودة من عبوديته واغتصابه لحقوقها التي تهضم وتستنزف .


فمن حقها أن تعيش عيشة كريمة في جو من الحب والمودة والرحمة لقول الله تعالي " وجعلنا بينهم مودة ورحمة "


 


 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت