ع المكشوف : الموظفون يريدون إلغاء مشروع القرار.../يونس الزريعي

بقلم: يونس الزريعي

في برنامجه : ع المكشوف الذي قدمه الأخ/ ماهر شلبي في الأول من أمس على شاشة تلفزيون فلسطين ، والذي استضاف فيه رئيس الحكومة ووزير المالية ووزارات أخرى،،،  بالسلطة الوطنية الفلسطينية،، الأخ / د. سلام فياض،،، لم يكن البرنامج كاشفاً ولا مكاشفاً لخطة التقشف التي ينافح ويدافع عنها صاحبها ، بل إن الأمر لم يكن سوى تسويق وترويج ، لخطة لم يمارسها صاحبنا علي مدار سني توليه الحكومة منذ أربع سنواتٍ ونيف "هي عمر الانقسام" البغيض....


جوهر الأزمة والمصيبة التي يُدَبَّرُ لها بليل هي : "مشروع قانون التقاعد المبكِّر" الذي هو قيد "الدراسة" كما يدَّعي صاحبنا،،، والمودع حالياً لدى "ديوان الفتوى والتشريع" لغرض تقنينه وصياغته ، بعد أن أقرته الحكومة ، وجاري إعداده لإصداره كقانون بمرسوم من رئيس السلطة ، لغياب المجلس التشريعي صاحب الاختصاص، كما ندعي نحن الموظفين... وهنا لن يكون الأمر "إمتيازاً" كما تمناه أخونا "ماهر شلبي" في آخر البرنامج، إنها مجزرة ،،، بل "كارثة ومصيبة" على موظفي السلطة الوطنية في غزة،،، الذين لن تتاح لهم الاستثناءات التي أباحها مشروع القانون سيء الصيت،،،الذي فتح الباب موارباً لفريق الوزراء الذين "عُيِّنوا مسبقاً" من قوم "أمرك سيدي" ،،، ليعيدوا المحاسيب والمرضِيَّ عنهم ، من موظفيهم ، والتخلص من "المناكفين والمشاكسين والمزعجين" من الموظفين الذين لا يمتثلون لذات القاعدة التي يؤمن بها وزرائهم، الذين يتحكمون في مصائرهم ومستقبل أولادهم ، ولا يرحمونهم ، بل يزيدونهم هماً فوق همومهم...


كيف يكون انتقاص الراتب "إمتيازاً" يا مثبِّت الدين والعقول ؟؟؟ خصم العلاوات هو: انتقاص من الراتب بنسبة 10%،،، والبنوك في غزة تتاجر فينا رغماً عنَّا "إجبارياً" ب 3% ،،، يعني القصة بتصَفِّي معنا (37% مش 50%)،،، ولمَّا تخصم : الكهرباء والمياه والتلفون والجوال والنت ، ومصاريف الجامعة للأولاد والمواصلات ،،، وبلاش دخَّان وتنقص هالسيارة،، وبلاش مصاريف علاج، وبلاش شيكل الصبح لأولاد المدارس،،، ورغم كل البلاشات والتقشفات الكثيرة ،،،، أخشى كل ماأخشاه ، أن يخرج الموظفين "بلبوووووص" في الشارع "لو طبَّقت علينا قوانينك" يا د.فياض،،، خصوصاً، وأن البطالة في غزة عدَّت ال 50%، وهي أعلى نسبة في أسوأ بقاع العالم ...


نعرف جيداً خطة البنك الدولي التي تسير على هديها يا دكتور، والتي تهدف للوصول للعام 2013 معتمداً على موارد السلطة الذاتية ، المبنية على السياسات الضريبية المحلية، وكأننا دولة صناعية أو بترولية،،،، عذراً وعفواً، يا رئيس الحكومة،،،، شعبك تحت الاحتلال،،، إن لم تستطع الوفاء بالتزاماتك تجاه شعبك،،، عليك أن تغااااادر فوراً دون أي تخريب... نقولها بوضوح لا إلتزامات لنا أمام أي أحد ، وأمام أي قانون أوإتفاق ، طالما نحن "تحت الاحتلال"،،، إنجازاتك الأمنية تساوي "صفر" إن لم تنجز الصمود والكرامة لشعبك....


ع المكشوف، بدون أي تواصل على الهاتف مع رئيس الحكومة لأيٍ كان !!! أي برنامج  فاشل هذا ؟؟؟ أهو تلميع للمسؤول وإثبات براعته في البث المتصل على الهواء مباشرة في محاضرة رقمية دجتلية من الصعب أن يستوعبها أي "رسيفر"؟؟؟ أم لمكاشفته يا سيد "ماهر شلبي" حول جوهر الأزمة،،، بعيداً عن التبغ والتهرُّب الضريبي وشتلات الزيتون، ومكافئات موظفيه السنوية المكررة،،، وتبريره لها بأنها كانت تُصرف في السابق ، ولا يجرُؤ أخونا على وقفها،،، ولكنه يجرؤ على ذبح الموظفين أو التهديد بذبحهم، قبيل مغادرته الحكومة مع نظيره في غزة "أبو العبد" بصفتيهما مظهراً من مظاهر الانقسام ؟؟؟ لقد "ذبحنا المسؤول وهلكنا" بدعوته الدائمة للتوازن بين : الإيرادات والنفقات... لا أعلم ، لمَ لمْ يطبِّق هذه المعايير منذ توليه وزارة المالية لردحٍ من الزمن؟؟؟ أم أن التعليمات تأتي كالقضاء والقدر،،، ولا راداً لقضاء البنك الدولي وقدره إلاَّ "فيَّاض"؟؟؟


بالأمس كان الحديث عن رفع سن التقاعد،،، وقبلها زادت التعيينات والترقيات وتعديل الهيكليات لزيادة المسميات،،، وطبعاً كان نصيب غزة = صفر،،، واحتسبت المكافئات والعلاوات والمتأخرات لكبار "المناضلين والمجاهدين" الذين لهم حظوة لدى المسؤولين وفي الصندوق القومي من تاريخ ماقبل الثورة ولربما "النكبة" وتاسيس المنظمة،، ومُنحت الاعفاءات الضريبية ومصاريف السفر لزوجات المسؤولين وأبنائهم ودُفعت الرسوم لجامعات أبنائهم الأجنبية،  كي يجيدوا اللغة الانجليزية ، ويكونوا قادة المستقبل على الطريقة الأمريكية،،، لا بل ودُفعت الديِّات لذوي قتلى عائلات ، وحُرِم منها ذوي شهداء، لغايات لا نعرفها ولانريد معرفتها،،، واليوم نقول : بأن فاتورة الرواتب ومافي حكمها قد بلغت قرابة المليارين إلاَّ ربعاً من الدولارات،،، وتشكو من ثقل دين البنوك التجارية الذي تجاوز المليار وربع من ذات العملة،، وأقسم،،، قسَماً مغلَّظاً،،، بأنه لولاك، ولولاك أنت وحدك،،، "ما تجرأ بنكٌ واحداً" على : منح السلطة قرضاً "بدولارٍ واحدٍ"،،،  فسبحان الله عمَّا يصفون،،، و"سلام"،،على المرسلين،،، والحمد لله رب العالمين... يا أخي كان يمكن تأخير كل تلك المكافئات إلى يوم ميسرة، ولا داعي للتورط مع البنوك في ديون تكفي فوائدها لإعالة آلاف من الأسر المستورة...


عودٌ على ذي بدء،،، كان بالامكان تطبيق قانون الضريبة قبل سنوات، وبالإمكان وقف التعيينات والترقيات للكل أسوة بموظفي غزة،،، وكان بالامكان فعل الكثير قبل هذا الوقت تدريجاً،،، أما ان يكون الأمر خبطة واحدة،،، لا والله تخنتها يادكتور،،، والأمر يستوجب منَّا أن "ننفخها" بكل ما أوتينا من قوة، قبل تفجيرها...


خطة التقشف تقوم على فرضيات،،، "أولها" : نقص المساعدات الدولية في ضوء الأزمة العالمية ،وانعكاسات الربيع العربي على دول ممولة للسلطة وأولها دول الخليج،،، و"الثانية" إحتمالية أن تمتنع حكومة العدو عن تحويل استحقاقات السلطة الضريبية،،، أعتقد أنَّ هذا السيناريو لو تمَّ،،، فإن السلطة ستنحل فوراً،،، وعندها خلينا نروِّح مع بعض يا د. سلام،،، أما لو تم أحداهما وهو : (وقف المساعدات الدولية) وهو مستبعد جداً ،،، لأن من ساهم في بناء السلطة لن يعمل على زوالها،،، وهم لن يسمحو بانهيارها،،، وإذا وضعتم في حسابكم "المصالحة" وما سيعود عنها من أموال المعابر التي لا تجبيها حماس كما بيَّنتم في حديثكم،،، وقدرتموها أنتم ب 600 مليون دولار في أسوأ الأحوال،،، وفي أحسنها مليار وربع،،، وإذا أخذتم في الاعتبار بأن الحقوق "كالضرائب المستحقة للسلطة على إسرائيل" لا تموت بالتقادم ، مثل التزامات المساعدات الدولية التي يُنظر فيها كل عام،،،، بالإضافة إلى السيطرة على معبر رفح وتطويره للواردات والصادرات،،، فأظنك لو كنت وزيراً حينها للمالية : لطلبت زيادة عدد الموظفين الحكوميين وتحسين رواتبهم، بدل تسريحهم الآن ، وأنت على أبواب تسريحكم لصالح حكومة الوحدة الوطنية العتيدة...


نأمل ونتمنى،،، أن لا يتصاعد الأمر بيننا ورئيس الحكومة خصوصاً نحن "موظفي السلطة الوطنية في غزة"،،، ونطالب الرئيس بطمأنتنا بأنه لا مساس بحقوقنا الوظيفية،،، والطلب إلى رئيس الحكومة : الانتهاء عن كل ما يثير البلبلة وعدم الاستقرار الوظيفي والنفسي للموظفين الحكوميين،،،


ودمتم ،،، ودام الوطن....


تنويه "على طريقة أستاذي/ حسن عصفور : أرسل ديوان الموظفين العام برسالة للوزرات والمؤسسات الحكومية يطابهم فيه : بحصر الموظفين الذين هم ليسو على رأس أعمالهم لغرض خصم العلاوات من رواتبهم،،، ليعلم د. فياض وكذلك رئيس ديوان الموظفين بأن : موظفي السلطة الفلسطينية في غزة جميعاً "على رأ س أعمالهم" وفق القانون ، والقرار السياسي...


ملاحظة : لكم مني كل التحية والاحترام  يا موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية،،، وأولكم "موظف الشعب الكبير" القائد "أبو مازن"،،، ورئيس حكومته الشرعية د. سلام فياض،،، وليتسع صدر الأخير لنا ،،، فهذا ثمن من يضع نفسه ويضعه الناس في وظيفة عامة كبرى بحجم "رئاسة الحكومة"...


أخوكم : يونس الزريعي... "أمين سر" النقابة العامة للموظفين الحكوميين "المحافظات الجنوبية"...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت