جولة الأخيار في زمن الأحرار/محمد فايز الإفرنجي

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

هو القائد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب بشرعية فاقت تصورات من حاولوا اغتياله والقضاء عليه, سواء قبل الانتخابات بأعوام أو بعد تشكيله أول حكومة إسلامية في فلسطين, انتهت زيارته الرسمية لعدد من الدول العربية خصوصًا تلك التي شملها الربيع العربي وأصبحت رياح الحرية تهب بنسائمها على شعوبها وحكامها الجدد التي قررت الشعوب اختيارها.


 


دبلوماسية فذة حطمت حصار مقيت مظلم خرجت للنور لتكسر كل طوق عن سياسة كانت ولازالت تعتبر أن عمقها العربي والإسلامي هو ركيزة أساسية في مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي.


 


زيارات دبلوماسية وسياسية" مصر, السودان , تركيا, تونس" جميعها تشكل عمقًا استراتيجيًا لا غنى عنه لقضيتنا الفلسطينية, نجح فيها السيد إسماعيل هنية بجدارة وسجل نقاط نصر جديدة سياسية بعدما سجلت جحافل القسام نصرًا عسكريًا مؤزر على قوات الاحتلال في حرب "الفرقان" التي لم يمر على ذكراها الثلاثة بضعة أيام قبل الزيارة.


 


زيارة هنية لدول عربية وإسلامية لها الكثير من الدلالات والمؤشرات, أن اختراقًا كبيرًا قد أحدثته الحكومة الفلسطينية بغزة بعدما باتت محاصرة منذ ولادتها في كل تحرك وفعل سواء داخل فلسطين أو خارجها.


 


هو ذلك الرجل الذي خرج من غزة في زيارة لعدد من الدول العربية والإسلامية بعيد تشكيل الحكومة الفلسطينية نتيجة لفوز حركة المقاومة الإسلامية حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني, هو ذلك القائد نفسه الذي عاد من جولته آنذاك وأغلق المعبر حينها وجلس على حافة الرصيف إلى أن اجبر على إيداع ملايين الدولارات التي ساهمت بها الدول التي زارها دعمًا للشعب الفلسطيني في محنته وتم تركها في البنوك المصرية .



قامت الدنيا ولم تقعد من الأعداء وأذنابهم في محاولة حثيثة لإفشال زيارته آنذاك فأغلق المعبر وتحركت قيادات ودول سعيًا لحل هذه الأزمة التي حدثت بينما هب الشعب الفلسطيني بقطاع العزة والنصر قطاع غزة  متوجها إلى معبر رفح في محاولة مستميتة لفتحه بالقوة أمام عودة رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" .


تعرض حينها لمحاولة اغتيال بشعة فقتل احد مرافقيه وأصيب ابنه وعدد أخر, اليوم يخرج في جولته الجديدة بعد حوالي خمس سنوات من زيارته الأولى ولكن بنمط مختلف تمامًا ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بل على العديد من الاختلافات في تلك الدول التي زارها وقلبت الحياة السياسية بها رأس على عقب.


 


هو زمن الانتصارات العربية لشعوبها على حفنة من حكامها المتهاوية عروشهم خلال ثورات الربيع العربي التي لا زالت مشتعلة في بعض الدول العربية, إن السياسة اليوم ليست تلك التي كانت سابقا فمن كان بالأمس يحاصر تحركات القيادة الفلسطينية بات اليوم يشرع لها الأبواب ويفرش لها البساط الأحمر في تجسيد لاحترام وتقدير وربما يحمل بين طياته تكفيرا عما سبق من حكام تلك البلاد سابقا.


 


تبدلت الأحوال وأصبح من يساند في حصارنا بالأمس هو من يقدم يد العون والدعم لان شعوب تلك الدول العربية قالت كلمتها وأوضحت بدمائها أن القضية الفلسطينية هي في مقدمة أولوياتها ولن تتخلى عنها كما اجبروا في السابق من خلال بطش وتنكيل وتغييب لقناعتهم وإيمانهم في القضية.


 


سياسة فلسطينية ستضيء العديد من القضايا فتوضحها وترفع عنها كل غموض بعدما استطاع القائد هنية أن يشرح لزعماء دول محورية الكثير من احتياجات الدعم للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة.


 


نقطة جديدة تسطرها القيادة الفلسطينية بنصر سياسي يضع الاحتلال الإسرائيلي ومناصريه الاستراتيجيين وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية أمام حقيقة حاولوا دائما طمسها وهي البعد العربي والإسلامي وتأثيراته في القضية الفلسطينية برمتها.


 


أمس ليس هو نفسه اليوم فتحت أبواب الدبلوماسية أمام الصوت الفلسطيني وستكون هذه السياسة هي تكريس لكسر قيد محتل غاشم وضرب في الصميم لكل من سار بتيار الاحتلال في حصار الدبلوماسية الفلسطينية المنتخبة من الشعب الفلسطيني حينما كانت كلمته هي الفيصل.


 


ندعو اليوم كافة الدول العربية والإسلامية المضي قدما في فتح آفاق جديدة أمام قادة الشعب الفلسطيني الذين اختارهم بمحض إرادته ليكونوا ممثلين حقيقيين عنه في كافة المحافل ,كما وندعوهم لزيارة قطاع غزة بزيارات رسمية وعلى أعلى المستويات لست نائبا عن احد في هذه الدعوة ولكنها دعوة من شعب يعي تماما حاجته لدعم إقليمي عربي إسلامي لان القضية الفلسطينية يجب أن تبقى أم القضايا التي تخصنا جميعا.


 


ولتستمر زيارات الأخيار ليكونا أحرارا في تبنيهم لقضايا الأمة وسيكون خلفهم شعوبا تساندهم وتدعمهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت