الوضع المعيشي وتأثيره على واقع الأسرة الفلسطينية..؟

 


يعيش أغلب الفلسطينيين تحت ما يسمى بـ" خط الفقر" في ظل عدم وجود سياسات وإستراتيجات تنموية فلسطينية للنهوض بالواقع المعيشي والإقتصادي للشعب الفلسطيني خاصة في ظل الإعتماد الأساسي والرئيسي على المعونات الخارجية من الدول المانحة.


 


ووفقا لمؤشر الغلاء الذي يصفه فلسطينيون بـ" الفاحش" والخطير والتأثير على العلاقات الأسرية التي غلب عليها طابع " العنف" والعصبية لا سيما في ظل أن أغلب الرجال عاطلون عن العمل، ومدى إنعكاس الواقع الإقتصادي للأسرة على واقعها المعيشي والنفسي والإجتماعي وحتى التعليمي، لا سيما في وقت يعيش ما يقدر بـ "60%" من الفلسطينيين تحت خط الفقر المدقع الذي وصلت مراحله إلى حد الوصف" بأن هناك تباعد كبير بين الطبقة العليا " الأغنياء" والفقراء" في حين إختفت الطبقة الوسطى نظراً للوضع المعيشي.


 


الأخصائية الإجتماعية صفاء غزاونة تقول في هذا المجال إن هناك نسبة كبيرة من الأسر الفلسطينية تعاني من ضغوطات نفسية وإجتماعية ناجمة عن تردي وضعها المادي " المعيشي" والسبب الإقتصادي هو مؤشر خطير على تدني مستويات العلاقات الأسرية خاصة بين الرجل والمرأة، مضيفة " نحن نقول بان هناك معايير واضحة في التعامل بين الأسر التي تعيش في ظل وضع إقتصادي جيد وبين أخرى تعيش تحت خط الفقر".


 


وتضيف غزاونة في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء " حتى هناك العديد من الأسر تعمل على تصدير ما يسمى بـ" الأزمة" النفسية والإجتماعية التي تعانيها بين أفراد العائلة الواحدة نتيجة واقعية للوضع الإقتصادي السيئ الذي تمر به الأسرة، وهذا يؤدي إلى حالة من التباعد بين أفراد الأسرة، ومن شأنه أن يخلق جواً من الإحباط وحتى العصبية في كثير من الحالات".


 


وفي ردود للمواطنين قال المواطن الذي عرف عن أسمه بـ (ع.خ) من الخليل "إنه لا يعمل ولديه أربعة أولاد إضافة إلى زوجته، ويعاني من ظروف نفسية وإجتماعية صعبة بسبب سوء الوضع المادي، مضيفاً" كثيرا ما أصاب بحالة من العصبية و" النرفزة" نتيجة للوضع المادي الصعب الذي أعاني منه بسبب عدم وجود عمل خاصة وأن عملي داخل الأراضي المحتلة، وإسرائيل لا تسمح لنا بالدخول إلا بالتصاريح وهذا أدى إلى تراجع وضعي المادي للأسوء".


 


ويضيف " في كثير من الأحيان أُصبح أكثر عنفاً ضد أولادي وزوجتي وأحملهم المسؤولية، ومرات عديدة أذهب إلى خارج المنزل للهروب من طلبات الأولاد المتكررة وعدم قدرتي على تلبية هذه الطلبات".


 


المواطنة ( م. ج) قالت إن زوجها يعنفها بسبب الوضع المادي الذي تعاني منه الأسرة وعدم قدرته هو الآخر على مجاراة متطلبات الأسرة اليومية، مضيفة" بانها في بعض الأحيان تترك المنزل وتذهب إلى منزل عائلتها وذلك لكثرة إضطهاد زوجها لها بسبب ظروفه المادية السيئة، وتصبر في أحيان أخرى على ذلك " ولكن ما باليد حيلة" كما تقول.


 


وتوضح المواطنة " هناك أزمة نفسية إجتماعية تعاني منها الأسرة، جراء الوضع المادي السيئ، وكذلك تصرفات الزوج داخل العائلة، والإعتداء في كثير من الأحيان على الأولاد ما تسبب بما أسمته " عقدة" نفسية لديهم".


 


فيما تعقب الأخصائية غزاونة على ذلك بمطالبة المؤسسات المعنية بالدفاع عن الأسرة بمحاولة العمل ضمن برامج وإستراتيجيات واضحة من أجل تمكين الأسر الفلسطينية التي تعاني من ظروف نفسية وإجتماعية صعبة، ومحاولة الوصول إلى حلول لها، وإخضاع أفراد الأسرة لإعادة تأهيل وعلاج نفسي، إضافة إلى الإرشادات النفسية، داعية  المؤسسات الرسمية ووزاة الشؤون الإجتماعية للعمل على تضمين هذه العائلات ومحاولة مساعدتها قدر الإمكان، وتوفير مساعدات مادية من أجل الخروج من الحالة النفسية التي تعيشها هذه العائلات.