أبومازن ينفي تقديم نتنياهو أي مشروع ويتساءل أين ستقام الدولة

 


نفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الاثنين، أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم أول أمس أي مشروع ذا أهمية فيما يتعلق بتحريك العملية السياسية.


 


وأكد خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، في العاصمة لندن أن الاستيطان الذي تمارسه إسرائيل غير شرعي، مشدداً على أنه لا يمكن العودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان بالكامل، مبيناً أن استمرار النشاطات الاستيطانية تجعلنا نتساءل: أين ستقام هذه الدولة؟.


 


شدد الرئيس أبومازن على ضرورة وقف الاستيطان من أجل تحديد الحدود واتخاذ إجراءات بشأن الأمن، منوهاً إلى الدعم البريطاني للسلطة الوطنية في مجالات مختلفة، متمنياً من نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ زيارة فلسطين.


 


من جانبه قال نائب رئيس الوزراء البريطاني، في تصعيد آخر للضغوط الدبلوماسية البريطانية إن "ما تقوم به إسرائيل يسبب (ضررا بالغا) لعملية السلام في الشرق الأوسط من خلال الاستمرار في بناء المستوطنات غير الشرعية"، مضيفا أن البناء وصل إلى حد "فعل التخريب المتعمد"الذي يهدد حل الدولتين.


وتابع :" بمجرد أن تضع وقائع مادية على الأرض يصبح من المستحيل أن تقدم أي شيء اتفق عليه الجميع منذ سنوات بأنه هو الهدف النهائي (... ) إنه عمل من أعمال التقويض المتعمد للقاعدة الأساسية التي قامت عليها المفاوضات لسنوات وسنوات وسنوات".


 


هذا وأضح الرئيس الفلسطيني أنه يؤيد كل ما ذكره نيك كليغ، فيما يتعلق بضرورة وجود حل قائم على دولتين والقدس عاصمة لدولتين، واللقاءات الاستكشافية التي تجرى الآن في الأردن، منوهاً إلى أنه ناقش مع كليغ مجموعة من الموضوعات وأبرزها اللقاءات الجارية الآن، قائلاً :" نأمل بأن يقدم الطرف الإسرائيلي ما يضمن استمرار هذه اللقاءات".


 


وتابع :" ناقشت أيضا المصالحة وإمكانية استكمالها لأنها من وجهة نظرنا هامة وأساسية للشعب الفلسطيني"، مبيناً أنه أشار بوضوح إلى أهمية المبادرة العربية للسلام التي سنحتفل بعد أيام بمرور عشر سنوات عليها"


 


وقال :" أرجو أن يفهم مضمونها وهي أغلى مبادرة حصلت منذ 1948 والسبب أنها تقدم حلا جذريا للصراع في الشرق الأوسط، وهي تقول بالحرف (إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة فإن 57 دولة عربية وإسلامية ستعترف بإسرائيل)".


 


 


مبعوث الرباعية..


فيما يتعلق بدور مبعوث الرباعية الدولية توني بلير، قال:" بلير عين مبعوثا باسم الرباعية وهو يبذل جهودا بيننا وبين الإسرائيليين من أجل تطوير عدد من المطالب وتحسين الأجواء بين الجانبين، وركز معظم جهوده على التطورات الاقتصادية والمشاريع الاقتصادية، ومع الأسف فإن المسألة لا تتعلق به بل بالطرف الإسرائيلي الذي لم يتجاوب معه".


وأوضح الرئيس عباس أن 130 دولة حول العالم تعترف بدولة فلسطين، متوقعاً أن يصبح عدد هذه الدول في المستقبل  أكثر من 150 دولة، قائلاً :" هذا يعني أن الدولة الفلسطينية تكاد تكون حقيقة واقعة على الأرض، لو سألنا الإسرائيليين، أكيد أنه يجب أن تكون هناك دولة، المشكلة أنه بسبب النشاطات الاستيطانية السؤال الذي نسأله أين ستقام هذه الدولة؟، لذلك نسألهم أن يتوقفوا عن الاستيطان لنحدد الحدود ونأخذ إجراءات بشأن الأمن وبعد ذلك بالتأكيد سيكون هناك سلام في كل الشرق الأوسط".


 


وأضاف :" بالنسبة لبناء الدولة نقوم باستمرار بخطوات لبناء الدولة المستقلة، حينما يحين الوقت لإعلانها، وأتمنى أن يقدم نتنياهو أي مشروع نوافق عليه أو لا نوافق على الأقل يقدم موضوعا للنقاش لكن مع الأسف أقولها بصراحة حتى أول أمس لم يقدم أي مشروع ذا أهمية، مؤكدا على أن الاستيطان غير شرعي وأدان الأعمال الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، ونعتقد أنه لا إمكانية للعودة إلى المفاوضات دون وقف الاستيطان".


 


وتابع : "ما قاله كليغ هو بالضبط ما نريد أن نسمعه من الحكومة البريطانية، وأذكر أنه قبل سنة ونصف بشأن موضوع الاستيطان، قدمت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا موقفا واضحا سمي بالبيان الثلاثي ونحن نعتز بهذا الموقف".


 


وحول ملف المصالحة قال الرئيس عباس :" بالنسبة لحماس، عندما نقول نحن نريد المصالحة، هذا لا يعني أن حماس ستكون نسخة طبق الأصل من السلطة الوطنية، قد تبقى معارضة كما كانت، وتتبنى مواقفها، هناك معارضة في كل بلاد الدنيا ومختلفة مع بعضها، ولكن عندما نشكل حكومة فلسطينية يشترط بها وبأعضائها أن يقبلوا بالشروط الدولية، لكن لا نستطيع أن نتجاهل أن حماس موجودة وجزء من الشعب الفلسطيني ويجب أن نتعامل معها، كما أنه لا يمكننا تجاهل أن إسرائيل شريكتنا في السلام ويجب التعامل معها".