عقدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لقاء أمس الاثنين في مقرها في قطاع غزة استهدف عدد من الصحافيين والناشطين الحقوقيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، وهدف اللقاء إلى استعراض تقرير الهيئة عن شهر ديسمبر الماضي الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.
افتتح اللقاء محامية الهيئة صبحيه جمعة والتي استعرضت المحاور العامة للتقرير الذي شملت ابرز انتهاكات حقوق الإنسان، مبينة أن هذا اللقاء يركز بشكل خاص على محور انتهاك حرية التنقل والسفر.
وبدورة استعرض المحامي جميل سرحان مدير برنامج الهيئة في قطاع غزة محاور التقرير موضحاً وقوع 10 حالات وفاة في أراضي السلطة الفلسطينية منها 7 حالات في قطاع غزة و3 حالات في الضفة الغربية حالتان وقعتا في قطاع غزة نتيجة الشجارات والخلافات والقتل الخطأ منها حالة واحدة نتيجة سوء استخدام السلاح وثلاث حالات نتيجة الإهمال، منها حالة واحدة في الضفة الغربية وحالتان في قطاع غزة، وثلاث حالات في ظروف غامضة حالتان منها في الضفة الغربية وحالة واحدة في القطاع، وحالة وفاة واحدة وقعت في قطاع غزة على خلفية ما يسمى شرف العائلة.
وأوضح سرحان إلى أن الهيئة تنظر بخطورة بالغة إلى استمرار قيام الأجهزة الأمنية بانتهاك حق الموقوفين والمحتجزين بسلامتهم البدنية وتعتبر أن كل أشكال سوء المعاملة والتعذيب التي تمارسها الأجهزة الأمنية في الأراضي الفلسطينية، أعمالاً محظورة يجب تجريمها ومعاقبة مرتكبيها باعتبارها أعمالاً مُجرمة مبينا أن الهيئة تلقت في الضفة الغربية (99) شكوى ضد الأجهزة الأمنية، من بينها (8) شكاوى من مواطنين يدعون تعرضهم للتعذيب أما في قطاع غزة فقد تلقت الهيئة (34) شكوى ضد الأجهزة الأمنية من بينها(10) شكوى ادعى المواطنون فيها تعرضهم للتعذيب أو سوء المعاملة ، وطالب بتمكين الهيئة من زيارة مركز الاحتجاز التابع لجهاز الأمن الداخلي ومن زيارة مركز الإصلاح والتأهيل (سجن غزة المركزي) وبتمكين الهيئة في محافظة طوباس في الضفة الغربية ومن زيارة مركز توقيف وتحقيق الأمن الوقائي.
وجدد سرحان رفض الهيئة لاستمرار عرض المدنيين أمام القضاء العسكري واستمرار حالات الاعتقال التعسفي والاعتقال دون إتباع الإجراءات القانونية في عملية التوقيف مبينا تلقي الهيئة في الضفة الغربية (197) شكوى من بينها (99) شكوى ضد الأجهزة الأمنية تركزت (31) منها حول عدم صحة إجراءات التوقيف، كون توقيف المشتكين كان إما لأسباب سياسية أو توقيفاً تعسفياً وفي قطاع غزة تلقت الهيئة (76) شكوى من بينها (34) شكوى ضد الأجهزة الأمنية العاملة في القطاع منها(22) شكوى يدعي المواطنون من خلالها عدم صحة إجراءات التوقيف، والاعتقال على خلفية سياسية.
وبين سرحان توثيق الهيئة لحالات الاعتداء على الحريات، وحرية التجمع السلمي والاعتداء على حرية الصحفيين والاعتداء على الجمعيات في الأراضي الفلسطينية، منها قيام أفراد من جهاز الأمن الداخلي والشرطة باقتحام قاعة مطعم السماء غرب مدينة غزة أثناء احتفال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بتخريج فتيات ضمن مشروع بناء وتمكين، وفيما يتعلق بالتأخير والمماطلة في تنفيذ قرارات المحاكم الفلسطينية في الضفة الغربية أوضح توثيق الهيئة لعدم القيام بتنفيذ 5 قرارات صادرة عن المحاكم المختصة في الضفة الغربية والمتعلقة بالإفراج عن عدد من المواطنين، موضحا ان عدم تنفيذ قرارات المحاكم هو جريمة ومساس بهيبة واستقلال القضاء.
وفيما يتعلق بانتهاك الحق في التنقل أكد سرحان أن معاناة المواطنين في قطاع غزة لا تزال مستمرة بسبب نفاذ الدفاتر الخاصة بجوازات السفر في محافظات غزة منذ اكتوبر 2008، وعدم قيام وزارة الداخلية في الضفة الغربية بإرسال دفاتر الجوازات لمواطني قطاع غزة ما يتسبب في حرمانهم من حقهم في السفر والتنقل وما ينجم عنه من معاناة للمرضى والطلبة موضحا تلقي الهيئة (8) شكاوى خلال ديسمبر الماضي من قطاع غزة تتعلق بحرمانهم من قبل وزارة الداخلية في رام الله من حقهم في إصدار جوازات سفر خاصة بهم أو تجديد المنتهي منها.
وفي مداخلته تحدث الصحافي شهدي الكاشف حول تناول الهيئة لتقرير انتهاكات حقوق الإنسان واصفاً إياه بالجريء، وأكد على دور الإعلام في نشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال الدور التكاملي بين المؤسسة الإعلامية والمؤسسات الحقوقية، مشيراً إلى أن الإعلاميين هم نشطاء ومساندين لحركة حقوق الإنسان في المجتمع
وشهد اللقاء عدد من المداخلات المتعلقة بمتن التقرير ودور الهيئة في معالجة شكاوى المواطنين من خلال إعمالها لمبدأي تعزيز وحماية حقوق الإنسان.