كثيرة هي تخيلات قادة بنى صهيون,وكثيرة هي معتقداتهم , منهم من يعتقد بأنه ملك ملوك أفريقيا الذي أصبح حكاية على كل لسان ,ومنهم من يعتقد بأن نصف العربية السعودية تعود لآبائه وأجداده ,ومنهم من يعتقد بأن مصر الكنانة أصلها ارض إسرائيلية لان أجداده تاهوا سنيين في سيناء ,ومنهم من يحلم حتى اللحظة في الوصول إلى النيل والفرات في مملكة يهودية كبيرة ,ومنهم من يتخيل أن بإمكانه القضاء على الفلسطينيين برصاصة مسدسه الصغير ,ومنهم من يعتقد ويتخيل أكثر من ذلك ليس لشيء وإنما لاعتقادهم أنهم امة لا تقهر جيش عصي على الهزيمة وهذا شيء جميل لان من يعتقد انه يملك مفاتيح كل شيء لا يملك أي مفتاح لأي شيء ومن يعتقد انه أسطورة يكتشف بعد حين أن أسطورته فارغة لا أساس لها .
بنيامين غانتس رئيس أركان جيش الكيان الصهيوني اصفر اللون ماكر كالثعلب الجبان عين مؤخرا الرئيس العشرين لأركان جيش الاحتلال الصهيوني بعد أن شغل منصب نائب رئيس الأركان خلال العامين الماضيين , بنيامين له تخيلات وأحلام اكبر من عمرة الذي يتعدى الخمسين بقليل ,أولها أنه يستطيع احتلال كافة الدول العربية بجيشه الصغير وسلاحه الذي يقول عنه انه متطور واخطر تصريحاته وأحدثها هي إمكانية إعادة سيناريو العام 1967 باحتلال قطاع غزة والضفة وسيناء كاملة وقد تكون في اقل من ستة أيام , ويبدوا أن بيني غانتس كان صغيرا جدا أبان نكسة العام 1967 ولم يبلغ سنن الرشد بعد وسمع أن بلادة هزمت جيوش أربع دول عربية في أن واحد ومازالت هذه الهزيمة في رأسه كأسطورة يمكنه أن يكررها الآن وهو على راس الجيش , أنها تخيلات طائشة مفلسة لا تتعدى صورة في رأس صبي لم يدرس المتغيرات التي حدثت في العالم العربي ولم يعرف أن جيشه هزم بعد العام 1967 عدة مرات لان الهزيمة الأولى عادة لن تتكرر ولن تحدث مرة أخرى وقسوتها تحول كل العرب إلى قنابل بشرية تتفجر في وحدات الجيش الذي يقولون عنه انه لن يقهر , وقهر وتشتت وهزم في العام 1973 عندما استعادت الدول العربية وعلى رأسها مصر هيبتها وحينها استعدت غولدا مئير رئيسة وزراء إسرائيل لاستخدام السلاح الأخير أو دفع أي ثمن مقابل وقف إطلاق فوري للنار و وقف الحرب آن ذاك وقبل أن تنجدها الولايات المتحدة عبر جسر جوي فوق سيناء بأكملها.
لا يستطيع هذا الجنرال أن يحدد حجم الذاكرة المفقودة في رأسه قبل أن يحدد تخيلاته التي بناها على حالة مرضية صورت له أن مصر الحالية دولة ضعيفة فقدت السيطرة الكاملة على سيناء ومحافظاتها وجيش مصر العظيمة منشغل في الأمن الداخلي للبلد ولا يمكنه العمل على جبهات متعددة وبالتالي الدفاع عن مصر,ويعتقد أن غزة أصبحت قندهار يمكن لجيشه أن يدخلها كما فعل الجيش الأمريكي ,ويعتقد أن الانقسام سيسهل اجتياحها من جديد ,ولا يعرف أن غزة ستحمل البارود لتحارب تلك اللحظة فالدم الفلسطيني واحد والأرض الفلسطينية واحدة . كانت في صحيفة جروزليم بوست الإسرائيلية قد كشفت الأيام القليلة الماضية أن رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعطت تعليماتها إلى قيادة المنطقة الجنوبية لتتخذ الاستعدادات لاحتمال القيام بعملية واسعة النطاق في قطاع غزة في غضون عدة أشهر, وأن رئاسة الأركان وعلى رأسها ما يسمي الجنرال غانتس أن الاعداد للعملة الواسعة يتضمن انجاز الخطط العملياتية وتعميمها على الوحدات المنوي اشتراكها في العملية العسكرية, وهنا تكون غزة قد انتهى أمرها حسب اعتقاده , ولعل هذا يكشف إفلاس تخيلات الجنرال الصهيوني وتصريحه الكبير بأنه قادر هو جيشه على احتلال سيناء من جديد وتخيلاته هذه تصور له الكبائر بأنها صغائر وتضخم معتقداته العسكرية لتصبح أسطورة والعرب جميعا لا شيء , والتخيلات عند الجنرالات مرض قد يكون على شاكلة مرض العظمة والكبر , وهذا المرض ليس له علاج إلا مواجهة الحقيقة ولكي يعرف هذا الجنرال الحقيقة لابد له أن يجرب أو يقرأ تقارير حرب اجتياح لبنان عام 1981 ويفهمها وخاصة عندما دمرت بيروت ولم تدمر منظمة التحرير الفلسطينية وفشل جيش إسرائيل أن يسحب شبرا للإمام من تحت حذاء مقاتل فلسطيني ,ويقرأ تقارير حرب أكتوبر المجيدة ويفهمها عندما دمر الجيش المصري اكبر عائق ترابي في التاريخ وهرب جيش إسرائيل داخل سيناء مشتتا , ويقرأ عن هزيمة جيشه أمام مقاتلي حزب الله عام 2006 ,ويقرأ الكثير ,وعليه أن يتوقع ويتخيل بعدها كيف سيهرب جنوده من المعركة إن تهور هو وقادة إسرائيل في أي سيناريو جديد .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت