منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس المحامية الإسرائيلية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز.
وحضر مراسم منح الوسام، التي أقيمت بمقر إقامة الرئيس أبومازن في العاصمة الألمانية برلين التي وصلها، مساء الثلاثاء، كل من: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشارا الرئيس أكرم هنية، ومجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى ألمانيا صلاح عبد الشافي.
وجاء في نص المرسوم الرئاسي الذي سلمه أبومازن إلى المحامية لانغر:" بناء على الصلاحيات المخولة لنا،وتحقيقا للمصلحة العامة،رسمنا بما هو آت:منح الأستاذة المحامية فيليسيا لانغر وسام الاستحقاق والتميز، تقديرا لدورها في الدفاع عن أسرى الحرية الفلسطينيين وكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ونضالها من أجل تحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وينفذ هذا المرسوم حسب النص، اعتبارا من تاريخه ويبلغ من يلزم وينشر في الجريدة الرسمية".. صدر في رام الله بتاريخ 10/12/2011
وعبرت المحامية لانغر، في كلمتها، عن سعادتها الكبيرة لمنحها الوسام، وقالت:" أنا سعيدة جدا لتسلمي هذه الجائزة الرائعة والملهمة التي لامست قلبي وأتقبلها مع شكري وتقديري العميقين".
وأضافت :"حاولت قدر المستطاع مساعدة ضحايا الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان، داخل السجون وخارجها، لإظهار حقيقة الاضطهاد الإسرائيلي ولتعزيز السلام والعدل بين الشعبين، الفلسطيني والإسرائيلي".
وأشارت المحامية لانغر إلى أنها عنونت أحد أوائل كتبها في بداية السبعينات بـ"هؤلاء إخوتي"، وهو عن تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقالت إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت منذ 44 عاما تخترق القوانين والمعاهدات الدولية، والعالم لا يزال يتغاضى عن ذلك. مؤدة أن "علينا ألا ننسى الجرائم ضد شعب غزة المعروفة باسم الرصاص المصبوب".
والمحامية لانغر من مواليد 9 كانون الأول عام 1930 في تارنوف ببولونيا، وهي محامية إسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان معروفة بدفاعها عن الأسرى الفلسطينيين. كما أنها مؤلفة للعديد من الكتب التي تفضح انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وتنقل في كتبها بالتفصيل ممارسات التعذيب على نطاق واسع بحق الأسرى، فضلا عن الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الذي يحظر الترحيل والعقاب الجماعي.
نالت لانغر عام 1990 جائزة الحق في الحياة (المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة) "للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني"، وحصلت عام 1991 على جائزة "برونو كرايسكي" المستشار النمساوي الراحل، للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان.
وحصلت على شهادة في القانون من الجامعة العبرية عام 1965، وعملت لفترة قصيرة بمكتب للمحاماة في "تل أبيب"، عارضت الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بإنشاء مكتب خاص في القدس للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين.
وفي عام 1990 أنهت لانغر ممارسة المحاماة وغادرت إسرائيل، ملبية عرضا لمنصب تعليمي في إحدى الجامعات الألمانية.
وفي إحدى مقابلاتها الصحفية، قالت لانغر "قررت أنه لا يمكن أن أكون ورقة التين لهذا النظام بعد الآن، أريد ترك بلدي ليكون نوعا من التظاهر والتعبير عن اليأس والاشمئزاز من النظام... لأننا لسوء الحظ لا نستطيع الحصول على العدالة للفلسطينيين".
لا زالت لانغر تعيش في ألمانيا وتقوم بتأليف الكتب وتنشط في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومن مؤلفاتها "بأم عيني"، و"هؤلاء إخوتي"، و"من مفكرتي"، و"القصة التي كتبها الشعب"، و"الظاهر والحقيقة في فلسطين"، و"الانتفاضة الفلسطينية الجديدة".