في ظل طفو الزبد الجفاء على سطح فلسطين النقية ، الرافضة للانتهازيين أصحاب المصالح الرأسمالية الخاصة ، وفي ظل تنامي طبقة الكومبرادور المرتبطة بمصالحها واقتصادها مع الاحتلال ، يحاول البعض الانتهازي مرة أخرى وضع العصا في دولاب المصالحة ، وكلما يرتفع مقياس بارومتر الضغط التصالحى ، يظهر (عبد الزقوم بن الأسود الغرابي ) لينعق بصوته القذر ، متحالفا مع صديقه (ثعبان بن الأرقط) ، الأول ينعق ليعكر صفو الأجواء الفلسطينية المبشرة بطقس صافى ، والثاني ينفث سمومه ليسمم المناخ بعناصره الحرارة والرياح وأخواتها ..
أمام كل هذه التخرصات التي تجلب إلينا ريحا صرصرًا ضارا ، نرى انه من الضروري اللازب أن نوجه صرخة فلسطينية مخنوقة تخرج من عمق مقهور ،، صرخة شعبية مدوية ، تحمل شعار ( زهقنا)
زهقنا انقسام وتشتت وضياع ، القدس تبتلع كل يوم والحدائق التلمودية تلفها من كل صوب ، ونحن نضيع أوقاتنا في اجتماع حول قضايا اقل ما يقال عنها أنها تافهة واخص بالذكر ( جواز السفر – المعتقلين ) علما أن حلها لا يحتاج إلا تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية ، وهاتين الملفين ممكن حسمها بيد وزير الداخلية المتفق عليه فلسطينيا ..
أما فيما يتعلق بقضية الصلح المجتمعي ، فنرى أن شعبنا الفلسطيني ، وبالتحديد قطاع غزة طيب في طبعه ، لأنه متمسك في أعرافه وعاداته وتراثه وتقاليده التي اكتسبها عبر التاريخ ، والممزوجة بفلسفة الحب والإخاء والتسامح والنسيان ، بل والصفح لكل من أساء إليه ، وبعبارة أكثر صراحة أننا أبرمنا اتفاقية سلام مع الصهاينة وشهدت مدننا استقرار نسبي ردحاً من الزمن ، ألا يمكن أن ينسحب هذا القول لإبرام تصالح بين الإخوة ابناء الشعب الواحد ..؟!
انطلاقا من الرؤى والطرح السابق ، يتوجب علينا كشعب مثقف وطليعي بين الأمم أن نطرق جدار الخزان ليسمعنا كل المخلصين ، ويقرع كل مواطن شريف طنا جره في وقت واحد أو نعلن سويا عن موعد محدد لإطفاء نور الكهرباء في بيوتنا ، لننتظر أن ياتى علينا نور فلسطين المتصالحة مع ذاتها وشعبها ..
وان انتظرنا جولات الحوارات واللجان ، ربما نهرم ويهرم أطفالنا ، ونحن ننتظر ألاعيب ( الثعبان والغراب )
أطفالنا تنظر أن تأكل العجة الفلسطينية ، ومن يرد أن يأكل العجة لابد له أن يكسر البيض ، وتكسير البيض يحتاج إلى دجاجة بلدية فلسطينية ، تتربي فئ حظيرة فلسطينية ، مسقوفة بألوان العلم الفلسطيني الواحد ، براعي واحد ، يعلوها عصافير الدويرى الفلسطيني المتوج بهالة تشبه ارض فلسطين الخضراء ، المتغذي على حبوبه وقمحته الصفراء ( أفلا تعقلون ) ؟
كتب د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
الأمين العام لمبادرة وفاق ( شئون قطاع غزة )
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت