إجراء عملية جراحية نادرة هي الأولى من نوعها في فلسطين

رغم الحصار و الظروف الصعبة التي يعاني منها المجال الصحي خاصة المرضى في قطاع غزة, أجريت عملية جراحية نادرة بأيدي فلسطينية لمريضة عمرها 48عام كانت تعاني من التبول اللاإرادي الناتج عن الجهد مثل العطس, الكحة, الضحك أو البكاء, وتم خلال العملية تركيب ما يسمى الشريط الآمن (T.V.T. secure system) تحت القناة البولية لتدعيمها والحد من حركتها الزائدة, علماً بان هذا الشريط حديث الاستخدام عالمياً.


 


وقد قام بإجراء العملية فريق من الأطباء من مركز فودة التخصصي لجراحة الكلى والمسالك البولية في مستشفى الخدمة العامة, يترأسه الدكتور يوسف خميس فودة الحاصل على درجة الدكتوراه من أكاديمية سانت بطرسبرغ, يساعده الدكتور رائد سعد السعودي أخصائي النساء والولادة, و أطباء التخدير وائل أبو رمضان و الدكتور أحمد الداعور, وترأس طاقم التمريض الحكيم زياد عبد الجواد والحكيم إسماعيل مشتهى.


 


ومن المعلوم أن هذه العملية تعتبر حديثة عالميا, فقد بدأت بالانتشار إكلينيكيا قبل عامين فقط ولها بعض المزايا بالمقارنة مع العملية التي يستخدم فيها الشريط الكلاسيكي (T.V.T procedure), حيث لا يتم خلالها إجراء جرح عن طريق البطن أو الحوض لإخراج الشريط وتثبيته ويكفي لإتمام العملية إجراء جرح  طوله 1.5 سم فقط عن طريق المهبل, ومن مميزاتها أيضا أقل المضاعفات بالمقارنة مع العملية الكلاسيكية لبعد المجال الجراحي عن المثانة البولية, وبذلك لا تحتاج لمنظار خلال إجرائها.


 


وفي سؤال للدكتور يوسف فودة عن العملية قال " الحمد و الشكر لله الذي وفقنا لإجراء هذه العملية الجراحية لما لها من دور كبير في وقف معاناة مرضانا, ففي هذه الحالات تكون المعاناة مضاعفة, فبالإضافة للمرض العضوي تكون للإضرابات النفسية دور كبير في زيادة آلام المريض ", وأضاف أن " مثل هذه الحالات تعاني منها كثير من السيدات وهى ناتجة عن كثرة الولادات الطبيعية بالإضافة لأسباب أخرى, يحصل فيها ترهل في أنسجة وعضلات الحوض تودي إلى زيادة مجال حركة القناة البولية مما ينتج عنه صعوبة التحكم في البول أثناء الجهد الزائد, وأكد أن نجاح العملية قد تبين داخل غرفة العمليات و المريضة أخرجت من المستشفى بصحة جيدة و تم متابعتها لمدة كافية بعد إخراجها من المستشفى, وأمام هذا يرى الدكتور يوسف فودة أن سر نجاح مثل هذه العمليات يكمن في التشخيص الدقيق و إختيار الحالات المناسبة لهذا النوع من العمليات ".


 


وأفاد أن أول استخدام عالمي لهذا الشريط الآمن كان في Clinic Las Condes, Santiago (Chile) العاصمة سانتياغو, وأول نشر في المجلات الطبية الرسمية لهذه العملية كان في سنة 2008 م.,وفي السؤال عن الصعوبات التي واجهت الفريق الطبي فقد كشف د. يوسف فودة عن وجود بعض العقبات كانت تكمن في الحصول على الأداة الطبية (T.V.T secure system), و نقص خاص في بعض الأدوات الطبية تكون بها إجراء العملية أكثر سهولة والتي تم الاستعانة ببدائل عنها.


 


وفي سؤال المريضة عن شعورها بعد نجاح العملية فقالت, " إني لم أذق طعم الراحة مند خمس سنوات كاملة, لك أن تتخيل انك تحبس الضحك والبكاء خوفا من تسريب البول, أما الآن فأقول أنا ولدت من جديد بعد إجراء العملية و الشكر لله وحده ثم للفريق الطبي و على رأسه الدكتور يوسف فودة وأتمنى له التوفيق والنجاح و التقدم ".


 


وأخيرا شكر الدكتور يوسف فودة الفريق الطبي المساعد, وتقدم بالشكر أيضا لإدارة مستشفي الخدمة العامة ممثلة بالأستاذ عوني العكلوك و الذي بدوره أشاد بهذه العملية النادرة وهنأ الفريق الطبي بهذا النجاح الباهر ".