قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع (أبو العلاء)، إن الاستيطان الإسرائيلي يفتك بالأرض الفلسطينية وخاصة القدس، وسط حالة تسامح دولي معيب، ويعتبر جريمة حرب وهو غير شرعي ومرفوض على كافة الصعد الفلسطينية والعربية والدولية.
وأضاف أبو علاء خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها دائرة شؤون القدس، الأربعاء، في جامعة القدس تحت عنوان "الاستيطان الإسرائيلي في القدس"، "أحسب أنه لا يوجد كلمة في القاموس السياسي المعاصر أشد وحشية من مفردة الاستيطان في الوعي الفلسطيني العام، سوى مفردة المجازر الإسرائيلية ضد شعبنا من دير ياسين مرورا بصبرا وشاتيلا إلى غزة ورفح".
وأوضح أنه يمكن قراءة النزاع التاريخي المتفاقم على أنه سجل ضخم من المجازر الوحشية والجرائم الاستيطانية المرتكبة بحق شعب أعزل، استضعفته في غفلة من الزمن قوة احتلال غاشمة لا رادع لها".
وقال أبو علاء: "ليس من شك في أن سياسات اللامبالاة إن لم نقل سياسات النفاق وغض البصر والتساهل الدولي مع جريمة الاستيطان المنظمة، قد منح هذه الأفعال العدوانية السافرة قوة دفع راحت تستثمر جيدا في حالة الصمت وعدم الاكتراث، وتتغذى من عوامل داخلية وخارجية مواتية إلى أن صار الاستيطان عملا منهجيا تقوم به على رؤوس الأشهاد، بل وتتفاخر به علنا الحكومات الإسرائيلية المتتالية التي كانت كل واحدة منها تسجل لنفسها السبق بتنفيذ خطط التوسع الاستيطاني المبرمج والتوسع به أكثر من سابقتها".
وأضاف: "إننا نجد أنفسنا اليوم وجها لوجه غول الاستيطان البشع، الذي كان أحد أشكال الحرب والعدوان الزاحف على أرضنا وحقوقنا وحريتنا منذ أن بدأ غازيا لأرضنا في أوائل القرن الماضي، مستندا إلى كل أشكال الخبث والمراوغة، ومتنكرا بزي الثعالب الماكرة قبل أن يسفر عن وجهه القبيح، وأنيابه البشعة".
وأكد أبو علاء على أن "إسرائيل تقوم جهارا في النهار وهي على عجلة من أمرها بمحاولة محمومة لحسم مصير القدس من جانب واحد، مبينا أنها ماضية بقوة اندفاعا لعزل هذه المدينة المحتلة عن محيطها الفلسطيني، وحسم معركتها وضمها من خلال الإجراءات والممارسات والانتهاكات، ومن خلال القوانين والتشريعات الاستيطانية العنصرية تارة بإقامة أطواق متلاصقة من الأحياء الاستيطانية وبمقولة "الحوض المقدس"، وتارة أخرى من خلال التشريع لمصادرة الأرض وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني المستمر.
وقال إن ما تتعرض له القدس في هذه المرحلة بالذات يعتبر بمثابة هجوم شامل تجاوز مداه كل ما سبقه من عدوان منهجي منظم، ونطاقه سائر ما درجت عليه إسرائيل من مخططات تهويد وأسرلة تم اعتمادها في عهود مختلف الحكومات الإسرائيلية السابقة.