في خبر أوردته صحيفة الجورسلم بوست يوم 20/1/2012 أن (فرقة جيش الدفاع الإسرائيلي) للقرصنة الكمبيوترية نجحت في التسللل إلى سيرفرات البنك العربي بغزة، وبنك الإمارات وأنها ستشلُّ عمل المصرفين بالكامل في الساعة العاشرة صباح اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفرقة تحذر قراصنة غزة ممن اخترقوا صفحة سلطة مكافحة الإدمان الإسرائيلية ووضعوا فوقها صورة مسلح فلسطيني يزحف نحو القدس وهو يردد: الموت لإسرائيل وكُتِبَ الشعارُ باللغة العبرية والعربية، بأن الفرقة سوف تقوم بإيقاف عمل البورصة المالية والصفحات الإلكترونية الحكومية الفلسطينية.
من المعروف أن الحرب الإلكترونية بدأها إكس عمر من السعودية قبل أيام، عندما كشف عشرات آلاف بطاقات الإئتمان والفيزا كارت الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، ثم أعقب ذلك استنفار إسرائيلي وصل إلى رئاسة الوزراء وإلى وزارة الداخلية التي اعتبرت عمل إكس عمر إرهابا!
فقامت إسرائيل على إثر ذلك بتجنيذ ثلاثمائة قرصان كمبيوتر قبل أيام ليقوموا بالرد على عمليات الاختراق والقرصنة الكمبيوتريةّ !
لقد بدأت بالفعل حرب الإلكترونات، وهذه الحرب هي أخطر من الحروب السابقة لأنها توقف الحياة في الحياة نفسها، وتعطل مسارات الآوطان، وخسائرها أكبر بكثير من خسائر الحروب، حتى وإن لم تُرقْ فيها نقطة دمٍ واحدةٌ !
وهناك فروق بين حروبنا الإلكترونية( الاجتهادية)، وبين حروب إسرائيل( المدروسة) فقد اعتادت إسرائيل أن توظِّفَ كل الأحداث في مصلحتها ، وهذا التكتيك لم نستفد منه نحن العرب بعد، فقد ظللنا نتصرف ونعمل بدافع الحماسة وردات الفعل، وليس بالحساب الدقيق للأسف!!!
فإسرائيل بدأت منذ أكثر من عام التخطيط لهذه الحروب الإلكترونية، تخطيطا علميا مدروسا، وقد أنتجت مئات الفايروسات التي يمكنها أن تتسلل إلى شبكات الإنترنت، وقد جرَّبت هذه الفيروسات على كل المواقع ، بما في ذلك موقع ديمونا لإنتاج القنابل الذرية، واستخدمت فايروسات خاصة ضد برامج مفاعلات إيران النووية في ناتانز،وهي اليوم تسعى لتحتكر تجارة بيع برامج مكافحة الفايروسات الرقمية، فهي تراهن اليوم على الغد التجاري المربح!ّ
فبعد أن ضعف الإقبال على ( الدرونز) الإسرائيلية ، وهي الطائرات بلا طيار، فإنها تسعى اليوم لتكون رائدة في مجالات مكافحة القرصنة، أو استحداث تجارة جديدة بعنوان:القرصنة الرسمية، ومن ثَمَّ احتكارها!
أما نحن فسوف نظل إلى وقت طويل نصفق لبطولاتنا الفردية، والتي لم ننجح في جعلها بطولاتٍ مؤسساتية أو تجارية ، يمكننا بها أن ننافس العالم، وان نوظفها في نهضتنا وتطورنا!!
وأخيرا فهل يستطيعُ العرب بجلالة قدرهم، وبعددهم وعتادهم، أن يفتحوا ملفا (قضائيا) لإسرائيل كدولة معترف بها من الأمم المتحدة ، وقعت على بروتوكولات التعاون الدولي،هذه البروتوكولات التي تحظر المس بحياة الآخرين وخدماتهم، قد اعترفت في كل وسائل إعلامها طوعيا، بمحض إرادتها، بأنها تقوم بالقرصنة المحظورة على أنظمة المعلومات في كل أنحاء العالم، وتوظِّف فرقا خاصة بالقرصنة، وتمنحهم المرتبات، ولم تقم أية جهة عربية أو دولية حتى الآن برفع شكاوى قضائية ضدها، أمام محكمة العدل الدولية؟ !!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت