صور : حنين شهيدة وشاهد على جرائم الاحتلال

 


تركت سريرها الذي رقدت عليه أربعة أعوام في حالة غيبوبة عميقة في مستشفى "هداسا" العيسوية في القدس المحتلة، على أثر إصابتها بتليف في الرئتين، جراء استنشاقها الفسفور الأبيض الذي استعملته إسرائيل خلال الحرب على القطاع أواخر عام 2008 وبداية عام 2009 .


 


الفتاة حنين كمال أبو جلالة (17عاما), من مخيم البريج وسط قطاع غزة, استشهدت، صباح الأحد، لتكون شهيدة وشاهد في نفس الوقت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي ارتكبها بحق الفلسطينيين خلال حربه على غزة، لترك رسالة واضحة للعالم تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال.


 


وحمل والد الفتاة كمال أبو جلالة خلال حديث لـ وكالة قدس نت للأنباء جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن وفاة ابنته نتيجة استخدام الفسفور المحرم دولياً ، متهماً إدارة مستشفى هداسا بالإهمال والتقصير في معالجتها مشيراً إلى رفض إدارة المستشفى تزويده بنسخة مصورة عن الملف الطبي لابنته.


 


وأضاف أبو جلالة أن ابنته كانت في مستشفى المقاصد بالقدس ولسوء حالتها تم تحويلها إلى مستشفى "هداسا" بالعيسوية، على الرغم من أن مكتب الرئيس أبومازن أعطاني تحويلة إلى "هداسا" عين كارم، لافتا إلى أنه بالأمس دخلت عملية وصفها الأطباء بأنها بحاجة إلى 10 دقائق وتفاجأت بان العملية استغرقت ثلاث ساعات ونصف، وخرج الأطباء وقالوا إنها توفيت دون معرفتي للأسباب حتى اللحظة.


 


حنين في غيبوبة...


وكانت وكالة قدس نت في وقت سابق نشرت قصة حنين بعنوان" (حنين في غيبوبة عميقة بمستشفى "هداسا") استعرضت فيها معاناة الفتاة وأسرتها خلال فترة علاجها حيث قال والدها في حينه :"معاناة ابنتي بدأت مع الانتفاضة الثانية عام 2000 مع إطلاق الغازات السامة الكثيفة من قبل الجيش الاسرائيلي وبشكل مستمر على القطاع".


 


ويضيف: "بسبب استنشاقها لتلك الغازات السامة بدأت تشعر بصعوبة التنفس، وبعد النتائج الطبية في القطاع تبين بان حنين تعاني ضيق التنفس نتيجة استنشاق الغازات السامة قبل وبعد حرب غزة،  علما بان العائلة تقطن عند المنطقة الحدودية في القطاع".


 


وعانت الفتاة ومعها عائلتها في الرحلات العلاجية التي لم تنتهي من غزة إلى مصر ومصاريف باهظة للعلاج، ثم العودة إلى غزة مرة أخرى، ثم إلى مدينة القدس إلى مستشفى المقاصد، وهناك أكد احد الأطباء لوالد الفتاة على أن وضع حنين ازداد سوءا نتيجة استعمال الفسفور الأبيض أثناء الحرب على غزة.


 


والد حنين لم يقطع الأمل وبقي يعمل بجهد كبير حتى يوفر العلاج لابنته،حيث وصلت ديونه لإحدى الصيدليات مبلغ ( 38) ألف شيكل، قائلا:"شعرت حينها بأنني  أتسول وكأنني اسرق العلاج لحنين،إضافة إلى ذلك أجهزة التنفس التي تستعملها كان بعضها يحتاج لكهرباء والكهرباء غير متوفرة في غزة بشكل منتظم، فاضطررت إلى شراء (ماتور) كهرباء وثم أجهزة تعمل على الغاز، وبلغت التكلفة اليومية (240) شيكل وهذا رقم فلكي لمواطن لا يزيد دخله عن 800 شيكل شهري".


 


ويتابع :"ثم انتقلت إلى استعمال أجهزة تحتاج إلى بنزين وهذا أيضا مرتفع الثمن بغزة وليس دائما متوفر، فأضطررت لشراء جميع الأجهزة واستعمالها حسبما هو متوفر، فأحيانا بالكهرباء وإذا انقطع التيار الكهربائي فالغاز أو البنزين.


 


وبعد تلك الأوضاع الصعبة التي عاشتها الفتاة وعائلتها طالب والدها بتحويلها إلى مستشفى "هداسا" عين كارم في القدس المحتلة، ومرة أخرى تدخلت السلطة الفلسطينية والرئيس أبومازن شخصيا، إلا أنه تم تحويل الفتاة إلى مستشفى "هداسا" العيسوية التي لا تملك الإمكانيات الكافية، ورُفض تحويلها إلى مستشفى "عين كارم" صاحبة الإمكانيات الأكبر إلى أن فارقت الحياة هذا الصباح, وشرع بنقل جثمانها خلال إلى قطاع غزة لمواراته الثرى..!