روسية تجسد معاناة الفلسطينيين بالألوان

 


شتاء غزة – هو عنوان لوحتها الفنية التي تخلوا من زرقة السماء، وحبات المطر، وتطاير أورق الشجر مع الرياح العاصفة؛ وتحمل أصوات يعرفها الفلسطينيون بوضوح، ويعتبرونها جزء من معاناتهم اليومية، والتي شكلتها في ألوان قاتمة سببها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة في نهاية 2008وبداية 2009.


 


وجمعت (شتاء غزة) التي عُلقت اليوم في صدر معرض فني نظمه مركز تأهيل المرأة الفلسطينية بغزة  بعنوان "دفء الشتاء"، كافة أشكال معاناة المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، ابتداءا من وجود الاحتلال على أرض فلسطين وحتى اللحظة، مبرزةً بشكل واضح حجم المأساة التي تعيشها الفلسطينيات.


 


أرينا ناجي روسية الأصل ومتزوجة في الفلسطيني ماهر ناجي ولديها أربعة أطفال وتقيم معهم في معسكر جباليا شمال قطاع غزة حاولت بريشتها أن تجسد معاناة الشعب الفلسطيني بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص.


 


وتبين أرينا في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر أن الفنان لديه مشاعر وأحاسيس قائلة:" حضوري لمعاناة الشعب الفلسطيني ومواكبتي لها منذ نهاية الانتفاضة الأولي وبداية الانتفاضة الثانية، ووصولاً للحرب الأخيرة وما يجرى من انتهاكات يومية، يجعلني أعبر عن ذلك من خلال اللوحات الفنية".


 


لديه مشاعر...


وتوضح السيدة أرينا أنها حاولت من خلال لوحتها إظهار تشرد الأطفال الذين تيتموا خلال الحرب والزوجات الثكالى اللواتي فقدن أطفالهن وأزواجهن، والمنكوبين في بيوتهم والشجر الذي تم حرقه والمساجد التي دمرها الاحتلال ولم يحترم مكانتها الدينية.


 


وتقول :" في أخر أيام الحرب على غزة كانت هناك عملية إجلاء لنا بناء على طلب سفارتنا لان الوضع كان صعب جدا وطال القصف البيت الذي أسكن فيه، وفور وصولنا المطار كان هناك عدد كبير من الصحفيين فتحدثت عن حجم الألم في غزة بسبب الحرب، فذهل الجميع".


 


أرينا هي فنانة تشكيلية أنهت دراستها في أكاديمية بارو شتجلز في سان بطرس بورك في روسيا الاتحادية ، وتعرفت على زوجها ماهر ناجي في العام 1984م والذي أكمل رسالة الدكتورة في العمارة، وعاد إلى غزة مع عودة السلطة الفلسطينية 1994م.


  


أخبرها عن...


ويقول ماهر زوج أرينا:" كنت أخبرها عن ما يحدث من انتهاكات من قبل إسرائيل وأنا جزء من الشعب الفلسطيني وهي كزوجة لي وعندما حضرت في  العام1994 شاهدت هذه المعاناة وعايشتها ولمستها بأيديها، وعاشت الانتفاضة الثانية والحرب الأخيرة على قطاع غزة من خلال شظايا القذائف التي سقطت على منزلنا".


 


ويشير إلى أن الفنان لايمكن أن يبقى صامت تجاه هول المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون، فمسكت أرينا ريشتها وألوانها وحاولت أن تسجد ذلك بلوحة فنية لأنها أصبحت جزء من التكوين الفلسطيني بعد 17 عاما من الحياة في المجتمع، وهي ليست فقط فلسطينية في الهوية إنما في المعاناة أيضا هي شريكة .


 


يتكلمون اللغتين...


ويتابع ماهر :" أطفالنا يتكلمون اللغتين العربية والروسية ولكنهم أفضل بالعربية بحكم طابع الحياة والمدارس التي يتلقون فيها التعليم، ولكن زوجتي تعلمهم الروسية للمحافظة على لغتها الأم، وتحاول أن تعلمهم الرسم كشيء جميل وإنساني".


 


وحول تأقلم الفنانة التشكيلية الروسية مع واقع الحياة بغزة في ظل وجود الاحتلال تقول أرنيا:" عشت فترة ليست بالقليلة هنا وفي كل زيارة كنت أذهب فيها إلى أهلي في روسيا، كنت أنقل حجم معاناة الشعب الفلسطيني بغزة وخاصة المرأة ونظرتي للمرأة الفلسطينية بأنها إنسانة صبورة وبطلة".


 


وتضيف :" المرأة الفلسطينية من خلالها يستمد الشعب الفلسطيني قوته فهي الأم الولادة، ومن تعيش الألم بفقدانها الطفل والزوج وهي متجذرة في وطنها وعادتها وتقاليدها"، معبرةً عن سعادتها لأنها تقيم بغزة، ومؤكدة أنها سعيدة في المخيم رغم كل الصعاب، وتري بان المخيم هو الذي يخرج الفنانين والشعراء والثوار وكل قيادات الشعب الفلسطيني .


 


لوحة فنية آخرى...


وعلى الجهة المقابلة من لوحة أرينا جسدت الفنانة التشكيلية حنان خالد لوحة فنية آخرى تعكس حياة المرأة الفلسطينية فأبرزتها بهدوء ألوان الطبيعة في أسلوب لأول مرة تستخدمه قائلة:" مزجتها في ألوان الشتاء الباردة والتي تدل على الهدوء التي تتميز به المرأة".


 


وتابعت واصفة إحدى اللوحات بالقول:" صورت المرأة في جزء مهم في حياتها وهو المطبخ بطريقة فنية تحاكى التطور والتقدم لدى المرأة الغربية في حدود الحفاظ على هوية المرأة الفلسطينية"، مشيرة إلى أنها أبرزت في اللوحة الثانية هدوء كحالة نفسية أكثر منها حالة اجتماعية.