كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر صباح اليوم أن زعماء الجاليات اليهودية في بريطانيا ألغوا لقاءً كان مقرراً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن خلال زيارته الأخيرة للندن الأسبوع الماضي, وذلك في أعقاب ضغوط مارسها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والسفارة الإسرائيلية في لندن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية رفيعة مطلعة على تفاصيل الحدث, أنه خلال محاولات عقد اللقاء وإلغاءه جرى صراع بين الحكومتين الإسرائيلية والبريطانية حيث حاولت الأخيرة التأثير على مواقف مسئولي الجالية اليهودية في بريطانيا من خلال عقد اللقاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن أبو مازن يحاول خلال العامين الأخيرين التقرب من الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم واللقاء مع قادة اليهود, وجرت لقاءات كهذه في بيونس إيرس, وباريس, ونيويورك, وغيرها, وسط افتراض فلسطيني بأن توطيد العلاقات مع الجاليات اليهودية سيؤدي إلى زيادة الضغط على نتنياهو.
ولففت الصحيفة إلى ان الاتصالات لإجراء لقاء لندن بدأت قبل عدة أسابيع إلى جانب الترتيبات لزيارة أبو مازن لبريطانيا, حيث توجهت جهات في الخارجية البريطانية والسفير الفلسطيني في لندن بطلب لزعماء الجاليات اليهودية للقاء أبو مازن, مقابل عقد لقاء لزعماء الجاليات اليهودية للقاء أول من نوعه مع رئيس الحكومة ديفيد كاميرون لأول مرة منذ فوزه في الانتخابات البريطانية.
وبعد تعرضهم لضغوط من جانب الخارجية البريطانية توجهت جهات في الجالية اليهودية للسفارة الإسرائيلية في لندن وطلبوا استيضاح موقف الحكومة الإسرائيلية من اللقاء مع أبو مازن.
وقال أحد الموظفين الرفيعين في الحكومة الإسرائيلية أن ديوان نتنياهو نقل رسالة إلى زعماء الجالية اليهودية في بريطانيا بعد مشاورات حثيثة بألا يمنحوا أبو مازن مثل هذا اللقاء, وقالوا "إن أبو مازن لا يريد عقد لقاء مع نتنياهو وليس هناك سبب بأن تعطي الجالية اليهودية لأبو مازن شرعية دون مقابل".
ورغم إلغاء اللقاء فقد استطاع عباس عقد لقاءين شخصيين مع مسئولين في الجالية اليهودية, بينهم رجل الأعمال "رونالد كوهين" رئيس مؤسسة الاستثمار "بورتلاند" الذي دعا إلى تشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واللقاء الثاني كان مع المياردير اليهودي "بوف زبلدونتش" الذي يقف على رأس اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في بريطانيا, ويشار إلى أن هذا الرجل كان قد استضاف في منزله قبل شهرين لقاء سري بين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ومحمود عباس في لندن, وكان برفقتهم رئيس المؤتمر اليهودي العالمي "رون لاودر".