إجراء عملية تعديل الحاجز الانفي للأسير عبد الرؤوف الشلبي

أجرى د.منذر أهل رئيس قسم الأنف و الأذن والحنجرة بمجمع الشفاء الطبي عملية تعديل الحاجز الانفى مع استئصال جزئي لغضاريف الأنف تحت تخدير كامل للأسير المحرر عبد الرؤؤف أمين الشلبى من مخيم جنين و المبعد إلى غزة.


 


و قال د.أهل بأن المريض كان يعانى من شخير و إرهاق عند الاستيقاظ مبكرا ،و الذي نتج عن متلازمة انقطاع تنفس أثناء النوم مع جفاف فى الفم ،نتيجة التنفس الدائم من خلال الفم و ما يصحب ذلك من التهابات فى القنوات التنفسية العليا والسفلى.


 


و أوضح بأنه عند الفحص تبين أن الأسير المحرر الشلبى يعانى من انحراف شديد فى الحاجز الانفى مع تضخم دائم فى قرينات الأنف .


و قال د.أهل:"بأنه تم إجراء العملية للمريض دون انتظار حيث بقى فى المستشفى 48 ساعة بعد العملية تحت الملاحظة و المتابعة الطبية ،و من ثم غادر المستشفى دون حدوث أي مضاعفات ،و بعد المراجعة و الفحص تبين أن المريض بدأ يتنفس بصورة طبيعية و معظم الأعراض لسابقة قد اختفت.


 


خلال لقاء أجراه المكتب الاعلامى لوزارة الصحة مع الأسير المحرر عبد الرءوف الشلبى (42 عاما)، أوضح الأسير الشلبى بأنه كان يعانى من صداع و آلام شديدة فى الرأس خلال فترة الأسر مع حدوث شخير أثناء النوم،فى مقابل ذلك لا كان لا يأخذ أي نوع من أنواع السكنات و الأدوية التي كان يعطيها له طبيب السجن"


 


إهمال طبي متعمد


الأسير المحرر عبد الرءوف الشلبى من مخيم جنين و المبعد إلى غزة تحدث إلينا عن معاناته داخل السجن قائلا :" كنت أثناء فترة اعتقالي لا أثق بطبيب السجن نظرا لحوادث حصلت أمام عيني حيث كان الطبيب يعطى الأدوية للأسرى دون تشخيص للمرض،و كانت نتيجة ذلك أن العلاج أعطى نتيجة سلبية و خلف أمراضا أخرى فى جسم الأسير ،حيث كانوا يتعاملون مع الأسير بأنه حقل تجارب "


و أردف قائلا:"أثناء فترة الاعتقال كنت أعانى كثيرا من آلام فى الظهر ،توجهت لطبيب السجن مرات عدة،و فى كل مرة يعطيني أدوية تختلف عن سابقتها ،وفى كل مرة لا آخذ العلاج و أقول للطبيب أنني لا أشعر بتحسن، إلى أن وصلت معه أن حولني إلى تصوير أشعة سى تى للظهر،حيث تبين عدم وجود أية مشاكل فى ظهري،و هذا ما أكد لي بأن طبيب السجن يعطى الدواء للأسرى دون أي تشخيص للمرض".


 


كما و تحدث عن تجربة زميله فى السجن التي تدلل على سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي تنتهجه إدارة السجن ،حيث قال:"كان لي زميل فى السجن اسمه على عطاطرة أطلق سراحه و هو فى حالة مرضية صعبة،بعد خروجه تبين من خلال الفحوصات الطبية بأنه كان يأخذ أدوية كثيرة دون معرفة المرض،فبدأ الأطباء يعطونه أدوية مضادة إلى أن تعافى و تحسنت صحته ،مشيرا بذلك إلى أسلوب عدم اللامبالاة و الإهمال الذي يتبعه طبيب السجن مع الأسرى و الاستهانة بأرواحهم و حياتهم".


 


و أعرب الشلبى عن قلقه الشديد إزاء سياسة الإهمال الطبي الذي تنتهجه إدارة السجون بحق الأسرى المرضى معتبرا إياها أنها كارثية و مأساوية للغاية ،حيث خلفت أمراضا عديدة فى أجسادهم النحيلة و إصابتهم بأمراض مزمنة،لافتا إلى اشتراك الأطباء و الممرضين فى عمليات القمع و الضرب التي تقوم بها إدارة السجن من حين لآخر،الأمر الذي يجعل الأسير لا يؤمن على حياته من خلال هؤلاء".


 


توقع قرار الإفراج


الأسير المحرر الشلبى الذي تم أسره فى العام 1995 نتيجة طعن مستوطن فى أراضى 48 و حكم على أثرها بالمؤبد مدى الحياة ،حيث أمضى منها 17 عاما ،كان متوقع قرار الإفراج بمجرد نجاح عملية أسر الجندي شاليط و احتجازه لدى المقاومة لسنوات طويلة ،الأمر الذي ترك فى نفسه أملا كبيرا فى الإفراج فى أي يوم خاصة وأن الاستخبارات الصهيونية لم تعرف للجندي طريقا ،فكان متيقن تماما من أن يوم الحرية آت لا محالة بعد مشيئة الله.


 


و عن قرار الإبعاد الذي لم يتفاجأ به قال الشلبى:"سعدت كثير بشرف الحرية و تمنيته لزملائي الذين تركتهم خلف القضبان،و لم أحزن لابعادى لغزة لأنهم أبعدوني إلى بلدي ،و أي مكان فى الأرض أشرف من سجنهم الموبوء الذي لا يصلح للعيش الآدمي،معتبرا أن هذا القرار أخف وطأة على النفس من السجن"


و تابع حديثه والابتسامة بدأت ترتسم على وجنتيه فقال:"سعدت كثيرا بلقاء الأهل و الأقارب ،و شعرت بحزن و ألم شديدين لفراق والدتي و شقيقي اللذان توفيا و أنا فى الأسر ،و لكن أهلي فى غزة لم يشعروني بالغربة نهائيا،متمنيا أن يكرمه الله بلم شمله فى مسقط رأسه فى جنين كما أكرمه بنعمة الحرية".


 


و فى نهاية اللقاء وجه الأسير المحرر شكره العميق لطاقم الأطباء و التمريض داخل مجمع الشفاء الطبي الذين لم يتركوه لحظة و خاصة إلى د.أيمن السحبانى الذي كان رفيقا دائما ،كما قدم شكره الخاص إلى د.منذر أهل الذي أجرى له العملية و تابع حالته إلى أن شفى تماما و استعاد عافيته.