معاناة أصحاب المنازل التي وعدت الأونروا ببنائها في غزة

 


أثار سقوط أحد جدران منزل المواطن الفلسطيني ماهر شعبان النمروطي "50عاما" والذي يسكن مخيم البريج وسط قطاع غزة من جديد تسليط الأضواء على  معاناة أصحاب المنازل التي وعدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ببنائها قبل عدة سنوات وقامت بهدم العشرات منها .


 


منزل النمروطي والذي لا يتجاوز مساحته 90 مترا ويتكون من غرفتين ومطبخ وحمام وشرفة تعرض لسقوط أحد جدران غرفه قبل يومين   بفعل  الأمطار الغزيرة  وعوامل التعرية التي نحتت الجدران وفسختها منذ سنوات، ولولا  الرعاية الإلهية لحدثت كارثة لأن أحد سكان المنزل كان خارج غرفته وقت الانهيار،  ولحظة سقوط  الجدار كان أطفال الشارع يلعبون خلفه في  وقت اشتداد الأمطار.


 


ونظرا لضعف وتفسخ جدران المنزل والخوف من سقوطه في أي وقت قررت دائرة الهندسة  في وكالة الغوث سابقا بأن المنزل لا يصلح للسكن وأنه  يحتاج إلى إعادة بناء من جديد، وذلك منذ عام 2007 وحصل وقتها أحد المقاولين على عطاء البناء.


 


صاحب المنزل النمروطي والذي يعاني من غطروف وعاطل عن العمل ويتلقى مساعدات من الوكالة  قال بنوع من الغضب :"إنه في تاريخ 14- 6 من نفس العام أبلغتنا الوكالة بإخلاء المنزل تمهيدا لإعادة بناؤه من جديد، إلا أن الأمر اختلف بعد ساعات الظهر من نفس اليوم، حيت أبلغتنا الوكالة بأنه ثم وقف جميع مناقصات البناء، ومنذ ذلك التاريخ ونحن ننتظر على أحر من الجمر إعادة البناء".


 


ويوجد حوالي 72  أسرة من المحافظة الوسطى من أصل 171 حالة في قطاع غزة يشتكون سياسة الوعود والمماطلة والتسويف التي تطلقها "الأونروا" لهم في كل مرة حسب قولهم، وتعاني هذه الأسر من طول المدة ومن ارتفاع أجرة المنازل ومن عدم اتساعها لساكنيها بحكم زيادة عدد أفراد الأسرة، إضافة إلىظروف  البيوت الصعبة والتي لا تصلح للسكن ولا تقيهم من برد الشتاء وحر الصيف .


 


وتعاني أسرة الأسير المحرر ياسر النمروطي والذي أفرج عنه من سجون الاحتلال الاسرائيلي ضمن صفقة "وفاء الأحرار" مؤخرا من مشكلتين، الأولي خوفها من سقوط جدران أخرى من بيتها ويقع مالا يحمد عقباه، والمشكلة الثانية هي عدم مقدرتها على دفع أجرة منزل ترغب في استئجاره بسبب عدم دفع  "الأونروا "  الأموال اللازمة لذلك، كباقي الأسر التي خرجت من بيوتها بأمر منها.


 


وفي هذا الصدد يضيف رب الأسرة النمروطي وهو يشير إلى الفتحات التي أحددتها التفسخات قائلا :"الوكالة لها عدة سنوات وهي تماطل وتسوف وتراوغ تحت مبررات واهية في إعادة البناء"، متسائلا في نفس الوقت بالقول" لو لا سمح الله سقط الجدار على ابني أو على أحد الأطفال الذين يلعبون في الشارع كيف سيكون رد الوكالة على ذلك.. !!!


 


وحمل المواطن النمروطي والذي كان يحاول أن يزيح الأحجار التي أغلقت الشارع وكالة الغوث تبعات ما سيحدث للمنزل وساكنيه في حالة سقوط جدران أخرى، مطالبا إياها في نفس الوقت بسرعة إعادة بناؤه أو إعطائه ثمن أجرة لكي يقوم باستئجار منزل آخر لحين بناء منزله،  ودعا اللجان الشعبية لممارسة المزيد من الضغط على الوكالة من خلال الإعتصامات والمسيرات .


 


وكان العشرات من أصحاب المنازل وذويهم وأطفالهم ونسائهم والمصنفين  من ذوي الحالات الاجتماعية الصعبة من مخيمات المحافظة الوسطى قد نفذوا في وقت سابق اعتصاما  بمساندة اللجان الشعبية أمام مقر وكالة الغوث بغزة احتجاجا على ما وصفوه بسياسة"التسويف والمماطلة" التي تقوم بها الوكالة إزاء عدم إعادة بناء منازلهم التي هدمتها منذ أكثر من خمس سنوات، وحملوا اللافتات التي كتب عليها "مأوى ومسكن ثابت إلنا أفضل من إيجار يحكمنا، ووعدتونا بسقف دار صرنا ندور على الإيجار ، والمستوطنات بتنمو وتكبر وبيوتنا بتدمر، وبنادي كل يوم إحنا زهقنا الإيجار ويا وكالة الغوث وينك من حقوق الغير !!"


 


رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم البريج حسن جبريل أكد على أنه لا يوجد حجج ومبررات للوكالة في عدم إعادة بناء منازل المواطنين من ذوي الحالات الاجتماعية على مستوى قطاع غزة مشيرا إلى أن الميزانية موجودة والمواد تدخل بوفرة من قبل الجانب الإسرائيلي لصالح مشاريع الوكالة !! وتساءل لماذا هذا "التسويف والمماطلة والتلذذ بعذابات هؤلاء المواطنين الغلابة، حسب قوله


 


وشدد جبريل على أن اللجان الشعبية  لن يهدأ لها بال وستعمل كل ما بوسعها من أجل الإلحاح والضغط على إدارة الوكالة من أجل الإيفاء بتنفيذ وعودها في هذا المجال، مشيرا إلى أنها قامت ببعض الفعاليات والتي ستتواصل في تنفيذها في حالة بقيت الوكالة تماطل وتسوف وتضحك على الأسر الغلبانة، كما قال


 


ويضيف جبريل والذي شارك مع العديد من رؤساء اللجان الشعبية في المخيمات بالإعتصامات  أن الوكالة مخيرة اليوم أما أن تبدأ فورا بإعادة البناء، أو أن تعطي أمولا لأصحاب هذه المنازل لكي يقوموا بالبناء بأنفسهم !!متسائلا يكفينا مصائب  ونكبات أخرى !!


 


ويرى جبريل  أن أشكال التصعيد ستتكرر عدة مرات من أجل حل هذه المشكلة واستجابة الوكالة لمطالب هؤلاء المواطنين والذين طفح بهم الكيل من الوعود، مشيرا إلى معاناتهم وصعوبة حياتهم، وقد حان لهم أن يعيشوا حياة كريمة تضمن لهم حق المأوى والمسكن.


 


وكان عدنان أبو حسنة الناطق الإعلامي باسم الأونروا قال في تصريحات صحفية سابقة  إن "الوكالة تعمل على إنهاء معاناة المواطنين في اقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى أن الوكالة قامت بهدم المنازل لأنها لا تصلح للسكن".


 


وأضاف أبو حسنة: "نحن نصدق هؤلاء الناس وهناك ميزانية مرصودة، وكذلك نحن على اتصال على مدار الساعة مع الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر لإدخال مواد البناء ليس للأونروا فقط بل للقطاع الخاص كله حتى تنتهي الأزمة".


 


يذكر أن الأونروا هدمت عشرات المنازل قبل الحصار المفروض على قطاع غزة بسبب عدم صلاحيتها للعيش، ولم تتمكن من بنائها نتيجة عدم إدخال إسرائيل لمواد البناء بالكميات المطلوبة .


تقرير/ عبدالهادي مسلم