مع تفاقم أزمة الكهرباء والوقود..غزة كيف تعيش .. ؟

في كل يوم يحل على الشعب الفلسطيني في غزة نجد أن المعاناة والمأساة تلازمه أينما تواجد وفي كل وقت وذلك نتيجة تفاقم وتأزم قضية انقطاع التيار الكهرباء على غزة خلال هذه الآونة رغم أنها ليست بالجديدة عليه, إلا أن تزايد انقطاعها في هذه الأيام والتي تشهد برودة قاسية في فصل الشتاء خلق لديه الضجر والضيق فبات لا يدرك ليله ونهاره , لتصبح مشكلة الكهرباء أزمة الفلسطيني الحقيقة فهو يريد حلا لا أكثر لتلك المعاناة التي تأرق مضاجعه .


 


بدورها أكدت سلطة الطاقة في غزة أن أزمة الكهرباء هي بسبب محدودية مصادر الكهرباء التي تصل في أقصى حالاتها إلى 217 ميجاوات بالقطاع، وأن ازدياد الأزمة في الآونة الأخيرة نابع من ازدياد استهلاك المواطنين في ظل موجة البرد، حيث تبلغ الأحمال في ذروتها إلى حوالي 350 ميجاواط –أي بنسبة عجز تصل لـ 35%-.


 


وأوضحت أن محدودية مصادر الطاقة مشكلة احتلال من ناحية، ومشكلة سياسية من ناحية أخرى ناتجة عن رفض "حكومة رام الله" ربط غزة بمنظومة الربط الإقليمي , مطالبة بإدراج موضوع ربط غزة مع مصر على طاولة مفاوضات المصالحة وطرح الموضوع مع مصر الشقيقة لتوفير البديل العربي وإنهاء معاناة أهل غزة، وعدم ارتهان هذه القضية بموافقة حكومة رام الله أو غيرها من العقبات.


 


وأكدت سلطة الطاقة أنها تتحمل مسئولية إدارة الأزمة ولا تتحمل الأزمة التي هي نتاج الواقع السياسي والديني في توزيع الطاقة المتوفرة وضمن برنامج عادل على المواطنين, داعية المواطن الفلسطيني إلى ترشيد استهلاك الكهرباء بتقليل استخدام السخانات الكهربائية والدفايات.


 


كما وأشارت إلى أن برنامج القطع الصباحي ناتج عن الزيادة الهائلة في استخدام الطاقة الكهربية من قبل المواطنين في الفترة الصباحية, مشددة على أن توريد السولار للمحطة تأثر بحالة الأنفاق على الحدود مع مصر؛ مما تسبب في تقليل إنتاجية محطة التوليد لبعض الأوقات.


 


وبينت "الطاقة" أن برامج قطع الكهرباء المنتظمة، وجدت للتغلب على العجز، قائلة: "هي عملية شاقة وتضر بالشبكة، ومطلوب تعاون المواطنين وعدم التحايل على ذلك بالقلابات وخلافه", منوهة إلى أن زيادة أوقات القطع عن الجدول المعتاد هي بسبب الأعطال المتكررة في الخطوط الرئيسية وأحيانا بسبب تعدي المواطنين على السكاكين والشبكة، موضحة أن نسبة الفاقد في الشبكة بلغت 32% بسبب حاجة الشبكة للصيانة والتطوير بالإضافة للسرقات.


 


يذكر أن إجمالي العجز في الطاقة الكهربائية في قطاع غزة يتراوح من 30-40 % (70-100 ميجاواط)، وزيادة الأحمال المتزايد –وفق سلطة الطاقة- يفاقم من الأزمة، كاستعمال المكيفات وعدم الترشيد في الاستهلاك.


استياء وضجر


المواطنة أسماء محسن  سكان مدينة غزة وهي طالبة ماجستير صحافة وإعلام بكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية, تتجرع كأس هذه المعاناة فتقول لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ياسمين ساق الله:"نعاني ونتذمر من قطع الكهرباء وهذا أثر على حياتنا وبشكل كبير , فمن ناحية أمورنا اليومية مثلا أعمالنا المنزلية تتوقف في ظل قطع الكهرباء كما أن حياتنا الدراسية تتأثر كثير كثير حيث نحاول أن ننظم جدولنا ووقتنا بناء على الكهربا واليوم أصبحت أسوء بكثير من قبل".


 


وتتابع محسن:" بالنسبة للماتورات التي يعتبرونها بديل عن الكهرباء فهي مصدر إزعاج لنا فأنا شخصيا لن أتمكن من الدراسة بسبب أصوت الماتورات حيث منزلنا على شارع عمومي  ", مؤكدة على أن الحياة بدون كهرباء  لن تعد حياة.


 


كما وطالبت شركة الكهرباء بعدم قطع الكهرباء ,قائلة:" نطالبهم بزيادة وقت مد الكهرباء على الشعب بغزة والتدخل بشكل فوري للحد من تلك المشكلة التي أسفرت عن موت الكثير من المواطنين بسبب سوء استخدام الماتورات ", مؤكدة على أن في هذه الفترة يصعب الحصول على الوقود " البنزين" في محطات الوقود ما يشكل مشكلة جديدة نظرا لاعتمادنا عليه في تشغيل المولدات أثناء انقطاع الكهرباء.


 


بدوره , أوضح المهندس أحمد أبو العمرين مدير مركز معلومات الطاقة في تصريحات سابقة لـوكالة قدس نت للأنباء أن محطة التوليد بغزة، تنتج ما نسبته 80 ميجاواط، وفي أفضل أحوالها لا يزيد إنتاجها عن 100 ميجاواط، وما تبقي -17 ميجاواط- تأتي من الجانب المصري، ما يعني اضطرار غزة إلى زيادة الكهرباء من خارج القطاع, قائلا:"ليس هناك حل سوى البديل العربي المتمثل بجمهورية مصر العربية، خصوصاً أن الإمكانات الفنية متوفرة في محطة التوليد بسيناء".


 


وكشف أن سلطة الطاقة أجرت اتصالات مكثفة مع الجانب المصري بعد الثورة، وقد تلقت وعوداً "أكيدة" بزيادة الكهرباء المصرية التي تصل القطاع، إلا أن ذلك اصطدم بموافقة "حكومة رام الله" التي تشترطها مصر", متابعا :"مصر تشترط موافقة السلطة لتنفيذ الزيادة المطلوبة، ولم تترجم الوعود على أرض الواقع".


 


في حين المواطن ساهر فلسطين , يقول :" أن مشكلة الكهرباء تكمن في التجار والبنزين والمواتير ولن تحل هذه الأزمة إلا بتحقيق المصالحة الوطنية , بالإضافة إلى أننا نعيش في سوق سوداء ",متابعا:" انقطاع التيار الكهرباء بشكل متزايد رغم وجود الوقود اعتبره حجة من أجل التسول على حساب الشعب الفلسطيني وإظهار بأن غزة محاصرة وجلب مزيد من الأموال ", مطالبا بتحرك شعبي وجماهيري تشرف عليه كافة الفصائل والتنظيمات الفلسطينية للوصول إلى حلا فوريا لمشكلة الكهرباء.


 


كما تعرب المواطنة سلفيا الشنطي من غزة عن استيائها الشديد من تلك المشكلة , لتقول :" انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي سبب لي أزمة نفسية كوني موظفة وأعمل خارج البيت وطول فترة داومي تكون الكهرباء موجودة في البيت وحين أعود تكون مقطوعة بالتالي لا أعمل شي فتتعطل كافة المسؤوليات البيتية من غسيل وكي وكافة الأعمال التي أقوم بها ويستلزمها البيت".


 


وختمت حديثها قائلة :" بكفي عذاب لأننا تعبنا كثيرا من تلك المشكلة التي نطالب بإيجاد حلا لها بأسرع وقت ممكن ".


 


ليبقى الوجع والألم والمأساة لسان حال كل مواطن غزي مازال يتذوق كأس معاناة انقطاع الكهرباء .