نُظّم في مدينة الخليل بالضفة الغربية اعتصام ومسيرة حاشدة، اليوم الثلاثاء، وذلك احتجاجاً على اللقاءات "الاستكشافية" التي تجريها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، وإدانة لاستمرار انتهاك الحريات وخصوصاً الاعتقال السياسي والفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي كما قال المشاركين في شعاراتهم.
وشارك في الاعتصام والمسيرة التي انطلقت من دوار ابن رشد حشد كبير من الناشطين وذوي المعتقلين والمفصولين من وظائفهم على خلفية سياسية بمشاركة بعض الحقوقيين، ورفعت فيه شعارات تدين عملية التفاوض بين السلطة والاحتلال، منها "فلسطين تريد إيقاف المفاوضات والتنسيق الأمني"، "صائب عريقات.. قبل كشف المستور: كبير المفاوضين، بعد كشف المستور: كبير المستكشفين"، "أيها المفاوض، من خولك للتحدث باسم الشعب الفلسطيني؟"، إضافة إلى يافطات تدين استمرار الاعتقال السياسي والفصل الوظيفي منها "يفصل الموظف لسوء خلقه وأدائه، وليس لانتمائه السياسي".
وألقيت كلمة في الاعتصام باسم رابطة الشباب المسلم ولجنة الأهالي، جاء فيها : "السُلطة الفلسطينية وبدلًا من حل مشاكل المواطنين ومنحهم حرياتهم المشروعة، تفاوِض المحتل مديرةً ظهرها لحقوق المواطنين وحرّياتهم في الضفة الغربية، ومتنكرة للأولويات الوطنية التي تحتاجها عملية المصالحة وأهمها تحرير القرار الفلسطيني من الضغوط الخارجية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإطلاق الحريات وإنهاء الاعتقال السياسي وإعادة المفصولين إلى وظائفهم، والكفّ عن سياسة التشييك الأمني".وفقاً للمتحدث.
وأكدت كلمة أهالي المعتقلين على أن عدد المعتقلين السياسيين ارتفع إلى 140 معتقلاً، بينهم اثنا عشر معتقلا من حركة الجهاد الإسلامي، فيما لا زالت الاعتقالات مستمرة بشكل يومي، عدا عن استدعاءات بالعشرات في مختلف مدن الضفة.
وأشارت الكلمة إلى أن "المصالحة الحقيقية هي التي تكون مع أبناء الشعب وليس مع أعدائه، وهي التي تبدأ من الميدان وليس من الجلسات المغلقة، وهي التي تتجلى نبذاً للظلم وردّاً للحقوق وليس تنظيراً فارغاً عبر الإعلام".
وألقى أحد المفصولين كلمة أكد فيها على أن قضيتهم ذات بعد إنساني إضافة إلى السياسي، وطالب بحل عاجل وجذري لمشكلة المفصولين والمحرومين من التوظيف بسبب انتمائهم خصوصاً وأن معظمهم يحملون درجات امتياز في شهاداتهم، وتم فصلهم دون أيّ مسوّغ قانوني.حسب قوله.
واختتمت الفعالية بدعوة جميع القطاعات والفئات والأطياف إلى المزيد من الالتحام مع هذا الحراك الذي بدأ منذ نحو عشرة أشهر، مؤكدين أن الحقوق تنتزع انتزاعاً ولا تستجدى، ولا بد من استمرار النضال لتحصيلها.