دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي إلى تنفيذ عمليات سرية ضد إيران لوقف تطويرها برنامجها النووي، مؤكدا في الوقت ذاته على أن إمكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة بعد التغيرات العربية خاصة في مصر أصبح أكثر تعقيداً.
وقال أشكنازي قوله في محاضرة خلال مؤتمر في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الخميس "أعتقد أن الإستراتيجية الصحيحة بشأن إيران هي القيام بكل ما أمكن من تحت (تغطية) الرادار في موازاة عقوبات مؤلمة".
وأضاف أشكنازي أنه "في مقابل ذلك فإنه ينبغي الحفاظ على خيار عسكري واقعي على الطاولة مع جهوزية واستعداد لاستخدامه في حال إضطررنا لذلك".
ودعا إلى تنفيذ عمليات سرية ضد إيران لوقف تطويرها برنامجها النووي، إلى جانب تفعيل العقوبات الإقتصادية الفروضة عليها.
وتابع أن "مشكلتنا الآن مع خطة العقوبات هي أن ساعة البرنامج (النووي الإيراني) تدق بأسرع ما يمكن ومهمتنا هي تسريع ساعة العقوبات وأن نأمل بأنها ستؤثر"، ورأى أن "إستراتيجيتنا الحالية صحيحة".
رغم ذلك إنتقد أشكنازي تزايد التصريحات في إسرائيل بشأن إيران، والتي دارت خلال الشهور الأخيرة حول احتمال شن هجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وقال في هذا السياق "شخصياً لا أشعر بالراحة عندما يتحدثون عن قضايا أمنية، وأعتقد أن هذا من نوع الأمور، أي كيف نتحدث، التي علينا أن نكون حذرين جداً حيالها، وسأقول بصورة عامة علينا أن نتحدث أقل وأن نركز على الأفعال".
وتطرق أشكنازي إلى "الربيع العربي" واصفا التغيرات الحاصلة بأنها زلزال، وأن "الألواح الأساسية جداً في الشرق الأوسط قد تحركت، ويحظر أن نتجاهل التغيرات التي حدثت قبل ذلك.. ثمة أهمية أن ندرك أن التغيرات لم تنته".
وأضاف "أنصح بأن نكون متواضعين جداً حيال قدرتنا على تقييم إلى أين يقود هذا"، وتابع "لماذا؟ بصراحة نحن لم نتوقع هذا، وهو قد حدث خلال ورديتي (خلال وجوده في منصبه)، وإذا كان في ذلك عزاء لأحد ما فإن زملاءنا المصريين لم يتوقعوا ذلك".
وقال أشكنازي إن الإستخبارات لم تتوقع التغيرات في العالم العربي "لأن الإستخبارات لا تعرف ما لا يعرفه الجيش المصري"، آملاً "ألا يحدث تغيراً في مصر، لكنه قد يكون تغيرا يشكل تحديا أكبر لدولة إسرائيل".
من جهة أخرى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق إن "إمكانية شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة أصبحت أكثر تعقيداً في أعقاب أحداث العام المنصرم في مصر وتغيير الحكم فيها، وأنا أعتقد أن البيئة الجديدة لن تتصرف مثل (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك".
وحول مبارك قال أشكنازي "لا أعتقد أنه كان صهيونياً، لكن لا يمكن تجاهل حقيقة أنه كان مرساة للإستقرار في المنطقة وذلك على خلفية إمتحانات ليست سهلة التي نجح فيها، وبينها حرب لبنان أو الإنتفاضة".
وفي ما يتعلق بسوريا قال أشكنازي "أعتقد أن سوريا قد تشكل نوعاً من الفرص، وأنا إلى جانب الذين يعتقدون بأنه حتى بعد ذهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد، فإن أي حكومة سُنية لن تسير بعيداً إلى هذا الحد خلف إيران وحزب الله مثلما سار بشار".
وأضاف "أعتقد أنه توجد تقديرات شائعة وليست صحيحة بأن مزودة السلاح الرئيسية لحزب الله هي إيران، لكن مزودة الأسلحة الأساسية لحزب الله هي سوريا، ومن الجائز أن ينشأ في سوريا نظام غير فعّال أو حرب أهلية أو تكون دولة فاشلة، وهذا سيضع أمامنا تحديات غير بسيطة، فخلافاً لمصر، الجيش السوري يحارب على حياته".