قال واصل ابويوسف أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف ، إن اللجنة التنفيذية للمنظمة ستجتمع الاثنين القادم لتحديد موقفها من لقاءات عمان الخمسة ، والتي لم تتمخض عن أي نتيجة تذكر، أو أي أساس يمكن ان يشكل نقطة ارتكاز لبدء مفاوضات جادة .
وأشار ابويوسف ان القيادة الفلسطينية ستبحث خلال هذا الاجتماع خياراتها المستقبلية خاصة بعد أن فشلت هذه اللقاءات بسبب تعنت حكومة نتنياهو ، وعدم تقديمها لأي تصور عملي في قضيتي الأمن والحدود ، كما ورد في بيان الرباعية الذي حدد السادس والعشرين الجاري موعدا لانقضاء فترة الثلاثة أشهر كي يقدم كل طرف تصوره ورؤيته حول هاتين القضيتين ، وكان الطرف الفلسطيني قد قدم تصور واضح بهذا الشأن .
ولفت ابويوسف إلى أن حكومة الاحتلال هدفت من وراء هذا التهرب والتسويف ، التفاوض من اجل التفاوض للاستفادة من الوقت لتكريس نهج الاستيطان والتوسع الاستعماري لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية ، وعلى الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية .
وقال أمين عام جبهة التحرير في تصريحات متلفزة لفضائية القدس ، إن "الضغوطات متواصلة على القيادة الفلسطينية ، ولم تتوقف لمواصلة هذه اللقاءات العبثية ، إلا ان القيادة الفلسطينية ورغم ذلك ثابتة على موقفها الذي سيؤكده اجتماع التنفيذية الاثنين القادم من فشل هذه اللقاءات".
وأضاف " وسوف يطرح هذا الموقف أمام اجتماع لجنة المتابعة في الجامعة العربية الذي سيعقد في الرابع من الشهر القادم على مستوى وزراء الخارجية ، وسيطرح معه توجه القيادة الفلسطينية وخياراتها المستقبلية والمتضمنة الإستراتيجية الوطنية الجامعة المبنية على أساس الإسراع بتنفيذ خطوات المصالحة واستعادة وحدة شعبنا ، وكذلك اتخاذ كل مايلزم لتعزيز صمود شعبنا بوجه الاحتلال وسياساته الفاشية والعنصرية ، والعمل على توسيع رقعة المقاومة الشعبية لتشمل كافة الأرض الفلسطينية المحتلة ، ومواصلة الجهد والمسعى السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي للحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة ، وفي كافة مؤسساتها الدولية على غرار ماتحقق في منظمة اليونسكو، وأيضا العمل على انتزاع قرار دولي ملزم بوقف العدوان والاستيطان والتوسع الاستعماري على أرضنا الفلسطينية ."
وحذر ابويوسف من ما وصفها بالمناورات والدسائس التي تحيكها حكومة نتنياهو من غلاة التطرف والعنصرية، للإفلات من الضغوطات الدولية التي ولدها صمود الشعب الفلسطيني واستحقاقات التحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة.
واعتبر أمين عام جبهة التحرير أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود نتيجة مضي الاحتلال في الاستيطان والحصار والعدوان واستمراره في اعتقال وتعذيب الأسرى وتنكره للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف الرابعة وهذا يتطلب عقد مؤتمر دولي جدي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ودعا ابويوسف المجتمع الدولي واللجان الحقوقية إلى محاسبة ومحاكمة إسرائيل على أفعالها، من خلال محكمة العدل والمحكمة الجنائية الدولية بشأن عدوانها واستيطانها اليومي في القدس والضفة وغزة،وإجراءاتها الاستفزازية التي تزيد من حدة التوتر في المنطقة، وأن تتخذ هيئات المجتمع الدولي إجراءات رادعة ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تعطل السلام، وتزيد الاحتقان، وتعتدي على سيادة وحقوق الشعب الفلسطيني، وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
وأكد ابويوسف أن موقف جبهة التحرير الفلسطينية كان وما زال معارضا لعقد اللقاءات التفاوضية في عمان ، لإدراكنا المسبق ان حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة والتي تتبنى نهج العدوان والتوسع الاستيطاني ، هي حكومة غير مؤهلة للمفاوضات ، ولن تقدم أي شيء للفلسطينيين مالم يمارس عليها ضغط حقيقي من المجتمع الدولي ، ولذلك نرى ان البديل هو توسيع رقعة المقاومة الشعبية لتشمل كافة الأرض الفلسطينية .
وشدد على أن موقف الجبهة واضح من خلال كافة اللقاءات للخروج من هذا الانسداد في الأفق السياسي وأضاف أن "أي لقاء تفاوضي دون تحديد مرجعية دولية قائمة على أساس قرارات الأمم المتحدة، يستنزف الرصيد الوطني الفلسطيني ويعيد الساحة إلى دوائر الأوهام والتهرب من مواجهة الحقائق الدامية التي يفرضها الاحتلال عبر الاستيطان والتهويد والحصار والتطهير العرقي والعدوان ، مما يستدعي الحفاظ على مشروعنا الوطني هو العودة لإستراتيجية الإجماع الوطني ، لمواصلة مسيرة كفاح شعبنا حتى تحقيق أهدافه وطموحاته الوطنية كاملة في الحرية والعودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ".