قال مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في رام الله عبد الناصر فروانة ، أن الأسير المقدسي " جهاد عبيدي " قد دخل عامه الـ 25 بشكل متواصل في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وأضاف فروانة " بأن الأسير " جهاد احمد مصطفى عبيدى " ( 45 عاماً ) أعزب ، وتقطن عائلته حالياً في ارض السمار بالشيخ جراح " التلة الفرنسية " ، واعتقل بتاريخ 22 كانون ثاني / يناير عام 1988 ، بتهمة الانتماء لـ " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " وطعن جنود ومحاولات قتل ومقاومة الاحتلال ، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة ( 25 عاماً ) وذلك غيابيا بعدما رفض الوقوف للقضاة فطردوه من المحكمة ، وأمضى منها 24 عاما بالتمام ، ولم يتبق له سوى أقل من عام ، وهو موجود الآن في سجن عسقلان ".
وأوضح فروانة بأن الأسير " جهاد " يُعتبر واحد من " عمداء الأسرى " وثاني أقدم أسير مقدسي ، وأحد قيادات الحركة الأسيرة والجبهة الشعبية في السجون ، ويتمتع بعلاقات وطنية واسعة ، ويحظى باحترام الجميع وشارك في كافة الخطوات النضالية والإضرابات عن الطعام التي خاضتها الحركة الأسيرة على مدار سنوات اعتقاله الطويلة ، وآخرها مشاركته بالإضراب عن الطعام لـ22 يوما متواصلة احتجاجاً على استمرار سياسة العزل وسوء الظروف المعيشية ، وذلك أواخر سبتمبر الماضي .
وذكر فروانة بأن الأسير " جهاد " كان قد حصل على شهادة الثانوية العامة " التوجيهي " للمرة الثانية وهو في السجن ، وإلتحق بالجامعة العبرية حيث كانت تسمح إدارة مصلحة السجون للأسرى بالالتحاق فقط بالجامعة العبرية عبر المراسلة وذلك منذ الإضراب الشهير عن الطعام عام 1992وكان يدرس سياسة وإقتصاد قبل أن توقفها إدارة السجون في يونيو / حزيران من العام الماضي 2011 .
وقد مكث خلال سنوات اعتقاله في عدة سجون كالمسكوبية و بئر السبع و الرملة وهشارون و شطة، أما الآن فهو يقبع في سجن عسقلان .
ويرى شقيقه خلال اتصال هاتفي أجراه معه " فروانة " بان الحدث الأهم بالنسبة للأسير " جهاد " خلال سنوات اعتقاله الأخيرة كان استشهاد ابن شقيقته الشهيد " ميلاد عياش " ( 16 عاماً ) من سكان بلدة سلوان شرق مدينة القدس الذي استشهد بتاريخ 14-5-2011 ، خلال فعاليات إحياء ذكرى النكبة والذي اعتبر أول شهداء الانتفاضة الثالثة " انتفاضة العودة " ، مع العلم أن والده " سعيد عياش " كان أحد محرري صفقة التبادل عام 1985 .
وفي اتصال آخر طالبت والدته الحاجة " أم إياد عبيدي " ( 74 عاما ) كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية إلى تفعيل دورها واهتماماتها بالأسرى عموماً وبالأسرى المقدسيين خصوصاً .
وقالت : قضى " جهاد " أكثر من نصف عمره في سجون الاحتلال ، وخلال 24 عاما مضت عانينا الكثير الكثير جراء بُعد المسافات والبرد والمطر وسوء المعاملة ، والأهم أنني عانيت المرض ولم أتمكن من زيارته سوى لمرة واحدة في السنة ، ولكن بعد نقله إلى سجن عسقلان وقرب المسافة بدت الأمور أسهل وتمكنت من زيارته آخر مرة قبل شهر وهو بخير ويتمتع بمعنويات عالية .
وأضافت : أحسب الفترة المتبقية باليوم والساعة وهي أصعب علىّ من الـ 24 عاماً التي مضت ، وانتظر انقضاء السنة المتبقية بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر ، وأتمنى أن يتحرر قبل انقضائها كي يعود إلينا وأكحل عيناي برؤيته وأحضنه وأضمه إلى صدري وأفرح به دون قضبان ومراقبة السجان .