أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت كتاباً جديداً بعنوان "مرج الزهور: محطة في تاريخ الحركة الإسلامية في فلسطين".
ويستعرض مؤلف الكتاب، حسني محمد البوريني، فيه تجربة مبعدي مرج الزهور الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلية من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جنوب لبنان في أواخر سنة 1992، وأثر تلك التجربة في إبراز الحركة الإسلامية في فلسطين.
ويُعدّ هذا الكتاب، الواقع في 687 صفحة من القطع المتوسط، أكثر الكتب التي تناولت قضية المبعدين شمولاً؛ حيث يتحدث عن رحلة الإبعاد بالتفصيل الدقيق منذ اللحظة الأولى، بلغة علمية وبروح إنسانية، من خلال واقع معاش، إذ إن الكاتب، وهو عضو حالي في المجلس التشريعي الفلسطيني، كان من بين المبعدين الـ415 الذين أبعدوا إلى جنوب لبنان في 17/12/1992.
ويضم الكتاب ستة فصول، تحكي تفاصيل المعاناة التي مر بها المبعدون منذ لحظة اعتقالهم وتجميعهم على يد قوات الاحتلال، إثر عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتمكنت خلالها من أسر جندي إسرائيلي، ثم قامت بقتله، بعد رفض الاحتلال الاستجابة لشروط الإفراج عنه.
كما تتحدث عن إبداع المبعدين في التنظيم والإدارة وأهم منجزاتهم، كجامعة مرج الزهور ومؤتمر المبعدين، والتي أسهمت في إعطاء صورة مشرقة، ليس فقط عن الحركة الإسلامية، بل عن الشعب الفلسطيني كله، وفق ما يرى الكاتب.
وتتناول الفصول أيضاً المعركة الإعلامية التي نجح فيها المبعدون في تحريض الرأي العام العالمي على سياسات الاحتلال التعسفية، وتواصل المبعدين مع العالم الخارجي وتأثيرهم في الجماهير العربية عموماً، والفلسطينية واللبنانية خصوصاً، إلى جانب الحديث عن أثر الإبعاد في إبراز الحركة الإسلامية وجهادها وصمودها.