أعلن رئيس الوزراء بحكومة غزة إسماعيل هنية أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تبنى موضوع إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على غزة موضحا أن الإجراءات العملية لتنفيذ هذا المشروع قد بدأت.
وأشاد هنية خلال كلمة ألقاها أمام الجالية الفلسطينية في احتفال مهيب نظم بمناسبة وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة بالموقف القطري الكريم من أمير دولة قطر. ونقل تحيات الشعب في فلسطين إلى إخوانهم في قطر، والحب والالتزام والعهد مع الله ثم مع أبناء شعبهم ألا يفرطوا بأرض فلسطين والحقوق.
وأوضح أن "ذلك رسالة إخوانكم في فلسطين جميعهم الأسرى وعلى رأسهم د. عزيز دويك، ورسالة الشهداء الأبرار الذين قضوا من أجل فلسطين وعلى رأسهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين"، مشيراً إلى أهمية اللقاء الذي يجمع بين شرف المكان والزمان والرسالة.
وأضاف "نحن نلتقيكم في شهر ربيع الأول شهر ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو النور والعزة لهذه الأمة والذي كان يعني ميلاد القيادة والمنهج والدولة، وجاء به حتى يخرج البشرية من الظلمات إلى النور، وعلى خطاه سار الصالحون إلى يومنا هذا".
وتابع "ونلتقيكم في قطر الخير التي جئناها ضيوفاً على سمو الأمير والشعب القطري الشقيق، وهي قطر التي وقفت مع فلسطين دعماً على كل المستويات، وهذا الدعم يتحرك على وقع الالتزام بالمبادئ وعلى أساس أن فلسطين قضية محورية للأمة، وهذا ما سمعناه من سمو الأمير وولي العهد، وعرفناه يوم الحرب على غزة يوم تآمر الكثير على غزة وتواطأ الكثير على غزة، ليقوم سمو الأمير بدعوة إلى عقد قمة عربية طائرة من أجل غزة".
وأكد أن هذا الدعم السياسي لقطر والإعلامي من خلال فضائية الجزيرة التي لعبت دوراً بارزاً ومهماً في كشف فضائح وجرائم الاحتلال، "كنا نقاتل ونقاوم داخل غزة وكانت الجزيرة تقاوم خارج غزة عبر هذا الإعلام الذي فضح الاحتلال وحشد الأمة من أجل فلسطين".
وأشار إلى تعهد سمو الأمير لإعادة إعمار قطاع غزة، "وهذا سمعناه من الأمير وبدأت خطوات عملية لإعادة كل ما دمره الاحتلال في غزة"، موضحاً أن هذا الدعم بالإضافة إلى احتضان عدد من المحررين بكل حب واحترام، "من هنا زيارة قطر كان لتقديم الشكر لقطر أميراً وقيادة وشعباً ولأبناء الشعب الفلسطيني في قطر الذين يعيشون معنا دقائق الأمور والمحنة والشدة ".
وقال :"جئناكم من غزة المحاصرة ولكنها حرة، جئناكم من قلب الجرح من بين براثن الاحتلال ومن بين أنقاض البيوت التي دمرها العدو، لكني أقول أن غزة المحاصرة والجريحة والتي لا زالت تعاني من الحصار والعدوان إن غزة انتصرت على المؤامرة وستكون أقصر الطرق إلى القدس".
وأكد على أن الحصار بات يترنح أمام الصمود الفلسطيني، وأنه حاصر من حاصر غز، وبعض الزعماء العرب شارك في حصار غزة ليس فقط من فوق الأرض بل من تحته من خلال بناء جدار فولاذي، موضحاً أن الشعب المصري الشقيق لم يحاصر فلسطين ولم يتخل عن الشعب الفلسطيني بل أسقط من حاصر غزة".
وأوضح أن غزة انتصرت على الحصار لكن لا زال الشعب الفلسطيني يعاني من آثاره، ومن الجيد استثمار الربيع العربي أو ربيع القدس، مشيراً إلى أن الشعوب العربية تنادي بتحرير القدس، "وهذا لأن قضية فلسطين ليست قضية تراب وطين إنما قضية عقيدة ودين".
وقال :"من هنا ومن دوحة الخير أوجه النداء لكل إخواننا العرب وخاصة إلى الشقيقة مصر يجب كسر الحصار نهائياً عن غزة "، موضحاً أن كل ما تعرضت له فلسطين لأخذ ثلاثة أمور الاعتراف بإسرائيل ووقف المقاومة والاعتراف بالاتفاقيات "ولكن قلنا باعتمادنا على الله ثم مقاومتنا وأمتنا أن لن نقبل بذلك وسنستمر بالصمود والمقاومة حتى تحرر فلسطين".
وأكد أن ذلك يطال فلسطين كل فلسطين وكل الفلسطينيين، وسيعمل الجميع لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، موضحاً أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين المحتلة عام 48، فلم يفقد هويته ولا عروبته ولا إسلامه بل وقفت قياداته في كل ميدان وعلى رأسهم الشيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح للذود عن القدس والأقصى.
وتابع "كما أن شعبنا في الشتات يخدم قضيته بكل ما يستطيع"، مؤكداً ضرورة استثمار هذه المرحلة من خلال التمسك بالقدس وتربية جيل إيماني راشد يتربى على حب الله والجهاد، وكل في مجال عمله يستطيع خدمة قضية فلسطين، مبيناً أن الجهاد في سبيل الله له أكثر من وسيلة وأكثر من طريق".
وقال :" إن لكم علينا عدم التفريط بالقدس والثوابت، ولا نخون ولا نفرط ولا نلقي البندقية ولنا عليكم النصر والتأييد".
بدوره؛ أكد عبد الجبار سعيد الأمين العام لرابطة علماء فلسطين بالخارج في كلمة عن الجالية الفلسطينية في قطر، استمرار الجالية الفلسطينية على النهج والصمود، وبقائهم جند أوفياء للقضية الفلسطينية والعمل حتى تحرير فلسطين والأقصى المبارك.