شمس: أبيض وأسود يعكس معاناة الفلسطينيين

 


(صدفة) كانت شمس، هي الحروف الأولى من أسماء الفنانين التشكيليين الفلسطينيين شادي صقر، ومحمد تمراز، وسلوى السباخي، الذين عبروا بلوحاتهم عن معني "الشمس" كرمزاً للحرية التي حاولوا أن يجسدوها من خلال فنهم بالأوان والأخشاب والحديد.


 


الأسود والأبيض هي الألوان التي سيطرت على معظم الأعمال الفنية التي عرضها التشكيليون على جدران مقر محترف شبابيك بمدنية غزة، معتبرين كما يقولوا لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر، أن تلك الألوان الأبلغ في نقل المعاناة والحلم الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة.


 


أرض واحدة...


يقول الفنان شادي صقر الذي شكل خارطة فلسطين من الأخشاب وطلاها بألوان العلم الوطني إن :" هدفى من ذلك إيصال رسالة إلى العالم العربي والدولي والإسلامي أن فلسطين أرض واحدة، وخارطة واحدة، وأنه من الصعب تقسيمها، وتضم كل المدن والبلدات الفلسطينية".


 


ويوضح أنه تعمد أن يلون باقي الخرائط المعروضة باللون الأسود، وكتب عليها باللون الأبيض، قائلاً:"هنا كانت رسالتي الثانية أن الشعب الفلسطيني من داخله هو شعب طيب وصبور، فرمزت لذلك بالأبيض، والأسود كان رمزاً للمعاناة التي يعيشها بسبب الاحتلال الإسرائيلي".


 


ويرى الفنان صقر الإنسان أنه بطبيعته مرتبط بفلسطين وينتمي إلى شعبه ووطنه ومتمسكاً بأرضه الذي يحاول الاحتلال تغير معالمها بكل الأشكال، مبيناً أنه يعش حالة معاناة اتجاه الأشخاص الذين يتركون فلسطين ويهاجروا منها نتيجة الأوضاع التي يعيشونها.


 


غصن الزيتون...


وتساءل باستغراب عن الدوافع التي تدفع هؤلاء الفلسطينيون إلى الهجرة؟؟، مؤكداً على أنه من خلال الفن حاول أن يجسد أعمال خشبية تعزز أمور أساسية في تاريخ الشعب، كالخريطة والعلم وحنظلة، معتبراً إياها رموزاً مفصلية تعكس مراحل وأمنيات عاشها الفلسطينيين .


 


ويقول صقر إن "صاحبة الفضل عليه بعد الله عز وجل في تنمية قدراته هي زوجته التي شجعته على أن ينتقل من ممارسة الأعمال الفنية كهاوي إلى أن يقيم ورشة بالمنزل لصناعة الأشكال الحرفية من الأخشاب"، منوهاً إلى أنه إستخدم غصن الزيتون الذي تجرفه إسرائيل في تشكيل أعمال فنية تعكس نضال وحرية الشعب الفلسطيني. 


 


مدينة أسدود...


وعلى الجهة الأخرى من معروضات الفنان صقر بدأت الفنانة سلوى السباخي تشرح لوحاتها الفنية للزائرين، قائلة لمراسلنا:" كانت الفكرة في البداية أن نقيم معرضاً عن مدينة أسدود إلى أن تطورت لتصبح معرضاً يحكى عن المعاناة التي نعيشها، فدمجنا ما بين الأشغال الفنية الخشبية واللوحات الملونة، والتشكيلات الحديدية".


 


وتوضح السباخي أن لوحاتها عبرت بشكلاً مباشر عن معاناة الشعب الفلسطيني، وحاولت من خلال ألوانها الأبيض والأسود أن تظهر مدى التيه الذي وصل إليه الشعب الفلسطيني، نتيجة عدم معرفته إلى أين تسير الأمور, قائلة:" الشعب تايه مش ملاقي مكان يسكن فيه".


 


سلسلة حديدية ...


وتظهر السباخي بلوحتها تجمعاً سكنياً يلتف حوله سلسلة حديدية مغلقة عند نهايتها بإحكام، ومجموعة من المواطنين ينتظرون بشكل مباشر اتجاه هذا التجمع، على أمل ان تنقطع تلك السلسلة ليحصلوا على حريتهم، كباقي شعوب العالم.


 


وتبين الفنانة السباخي أن لوحتها الثانية وصفت وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، مستخدمة في ذلك الخزانة (المكتبة التي يوضع فيها الكتب) فارغة من الكتب الملقاة على الأرض، ويجلس بدلاً منها أشخاص"، مظهرة في لوحتها الأخرى وصول الشعب لمرحلة اليأس.


 


وتؤكد أن اللون الأبيض والأسود يحملان قوة كبيرة في التعبير، معتبرة إياهم أكثر الألوان التي يعيش معها الشعب الفلسطيني، متأملة بان تكون الحياة في غزة أفضل من ذلك، وتتمكن من استخدام باقي الألوان لتعكس جمال الروح الفلسطينية بألوان الطيف.


 


الموت شنقاً ...


ويظهر الفنان محمد تمراز من خلال أشكالاً شكلها باستخدام الحديد مدى استخفاف إسرائيل بحياة الإنسان الفلسطيني وقتله على مراحل، من خلال حصاره في قطاع غزة، وحرمانه من تلقي العلاج وفرض ظروف حياتية صعبة توصله في النهاية إلى الموت.


 


وبين تمراز بشكلاً فني مواطن فلسطيني عُلق على مشنقة حديدية وترك عليها، في إشارة منه إلى سياسة الموت البطيء التي تمارسها إسرائيل ضد الغزيون، ومظهراً في الوقت ذاته موطنين عُلقوا من أقدامهم بوسيلة توضح مدى المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون.


 


ويؤكد تمراز أنه حاول أن يبين مدى الحقد الإسرائيلي للفلسطينيين، وعدم احترام إسرائيل لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات التي تُلزمها بضرورة احترام كرامة الإنسان، مشدداً على أن الفن يحمل رسالة يفهمها الجميع، ويجب أن تكون قوية في توصيل الحقيقة.