كتب محمد السويركي في مناشدة إلى فياض "بأي حق دمرت حياتي"

وجه محمد صبحي السويركي عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين مدير التدريب في وزارة العدل رسالة إلى رئيس الوزراء في حكومة رام الله طالبه فيها بالنظر إلى مسألة قطع راتبه منذ عدة أشهر دون " وجه حق ", داعياً سلام فياض لإيضاح الأسباب الحقيقية وراء قطع راتبه برفقة 18 موظف من وزارة العدل.


 


وجاء في نص الرسالة التي وصلت إلى قدس نت نسخة عنها معنونة بـ(معالي رئيس الوزراء سلام فياض: بأي حق دمرت حياتي..؟! ), لطالما جسدت أمامنا رمزا من رموز التقدمية في إدارة الأمور العامة، لذا فقد رأيناك وأنت تشارك الناس حياتهم، فتارة رأيناك تسير معهم في مسيراتهم ضد الجدار، وأخرى رأيناك تشارك في موسم قطف الزيتون.. الخ، لكن من وجهة نظري فإن هذا لا يساوي شيئا إذا ما قورن بالعذاب الذي أوقعتموه بي وبأمثالي من الموظفين الذين تم إيقاف رواتبهم بدون أية أسباب..


 


ويضيف  السويركي " لعل البعض يقول: لابد أن هناك سبباً وراء قطع راتب موظف ما، لكن الحقيقة المرة هي أنني كنت واحدا من 18 موظف في وزارة العدل أوقفت رواتبهم قبل عام دفعة واحدة، وهذا يعني أن السبب عاماً وليس خاصاً.. ولو لم أكن أعرف نفسي جيدا لشككت أنا أيضا أن الرواتب توقف على خلفية أمنية، والتهمة الأمنية هنا لا تعني العمالة للاحتلال..! بل تعني "شبهة التعامل مع حركة حماس".. لكن الحقيقة التي أعرفها جيدا وأكدتها الفحوصات الأمنية المتتابعة التي أجريت بصددي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن إيقاف راتبي واستمرار إيقافه لم يكن لأسباب أمنية (كما يحب البعض تسميته) فماذا يكون السبب يا ترى..؟! ".


 


تابع نص الرسالة ..


كعضو من أعضاء اتحاد الكتاب الفلسطينيين كان لي باستمرار كلمة واضحة في الوقوف مع ما اعتقدت بأنه صواب، وكثير من الشخصيات الفتحاوية تحديدا تعرف هذا، وليس أدل على ما أقول أفضل من حقيقة أن إحدى المؤسسات المقربة من حركة فتح في قطاع غزة قامت قبل عدة أعوام بإعادة نشر أحد مقالاتي في كتيب وزعته في الضفة الغربية وقطاع غزة بآلاف النسخ، كما أن للدكتور جمال نزال رأي أبداه تجاهي شخصيا حين تم سؤاله عن رسالتي المفتوحة الموجهة إلى السيدين هنية ومشعل، ويصب في نفس الاتجاه الجهد المشكور الذي بذله الكاتب المحترم الأستاذ يحيى رباح، ورغبة منه في مساعدتي فقد طلب مني قبل أربعة أشهر أن أوجه كتابا للأخ أبي مازن، على أن يقوم جميع أعضاء الهيئة الحركية العليا لحركة فتح في غزة بالتوقيع عليه..!


 


ولا أنسى ما بذله النائب المحترم الدكتور فيصل أبو شهلا، الذي بذل جهدا مشكورا، حيث أفادني قبل أكثر من ستة أشهر بأن الأمور منتهية بالنسبة لي وسيعود راتبي..!


 


ولا أنسى ما بذله إخوة كثيرون في الضفة الغربية بمن فيهم أفراد من جهاز المخابرات العامة، ومنهم أيضا وكيل وزارة محترم ودكتور محترم بدرجة سفير (أتحفظ على ذكر الأسماء بدون إذن)..


 


بالطبع هذا جزء بسيط من الجهد الذي بذلته وبذله معي العشرات من الطيبين الذين هالهم أن يقطع راتب شخص معروف بمواقفه مثلي..


 


ويجدر هنا أن أشير إلى أني تلقيت مكالمة هاتفية بتاريخ 25/11 من فتاة ادعت أنها من مجلس الوزراء، وقالت لي فيها بالحرف الواحد أن موضوعي منتهي بنسبة 99%، وبأنه سيتم وضع اسمي ضمن كشوف الرواتب..!


 


ما الذي يحدث إذن.. لماذا قطعت رواتب 18 موظف من وزارة العدل فيما لا يتجاوز العدد الكلي المائة موظف وبدون ان تتعب السلطة نفسها وتتحمل حتى عناء إبلاغنا بالقرار، أو وجود جهة واضحة يمكن التظلّم أمامها، فوزارة العدل التي نحن موظفون فيها نفت آنذاك صلتها بالموضوع، وتركتنا لمصيرنا وكأن الأمر لا يعنيها..!!


 


سيدي رئيس الوزراء، لن أسال أحدا بعد الآن أن يُرجع لي راتبي، لكن من حقي أن أتوجه لمعاليكم شخصيا بالسؤال: ما هي التهمة التي تم تدمير حياتنا بمقتضاها؟ ولماذا لم تلجأ وزارتكم الموقرة لإبلاغنا بالقرار بطريقة محترمة، ولماذا لا يوجد جهة نتوجه إليها بتظلماتنا، وأخيرا: لماذا لم نسمع كلمة من وزير العدل الذي يفترض أن يكون المدافع الأول عن موظفيه؟ أم أن أمر موظفيه لا يعنيه؟


 


سيدي رئيس الحكومة، لقد كنا طوال الوقت ملتزمين بقرارات وزاراتنا التي قضت بمقاطعة العمل الرسمي، فما هو سبب إيقاف رواتبنا؟ هل رحنا ضحية العجز في موازنة حكومتكم الموقرة؟! وهل يفترض أن أدفع شخصيا ثمن العجز في موازنة السلطة من أعصابي وصحتي التي تضطرب دوريا كل شهر؟ هل يفترض أن أخرج أبنائي من مدارسهم وابنتي من جامعتها لأنني لم أعد قادرا على إعطائهم حتى مصروفهم اليومي؟ وهل توجب علي أن أغادر وطني باحثا عن لقمة عيش ( كما حصل معي بالفعل) لأتلافى مصيرا أسود لا يقود إلا إلى التسول؟ وماذا يفترض بي أن أفعل الآن؟ هل يفترض بي أن أطلب اللجوء السياسي في إحدى الدول التي تحترم كرامة الإنسان؟ أو أن أقف متسولا في أحد شوارع غزة حتى يرى العالم كله ما تمارسه حكومتكم الموقرة في حق كتّاب ومثقفي ومفكري الشعب الفلسطيني؟ أو لعل ما يجب علي عمله هو أن أحرق نفسي احتجاجا على السياسة العقيمة التي انتهجتموها بحق الموظف والمواطن الفلسطيني الذي يدفع بشكل مستمر ثمن سياسة تعميق الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني؟!


 


سيدي رئيس الوزراء.. منذ هذه اللحظة سأتوقف عن مطالبتكم بإرجاع راتبي، فلم تعد الكلمات والتوسلات تجدي مع من لا يجد نفسه ملزما بحقوق وكرامة أبناء شعبه، كل ما أطالبكم به هو أن تخرجوا ببيان للشعب الفلسطيني تبرئون به حكومتكم من دمائنا التي أهرقت، وكرامتنا التي أريقت، وتوضحون فيه: بأي حق دمرتم حياتي وحياة أمثالي..! فهل لديكم إجابة؟!


 


وإنني وبصفتي عضواً في اتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ العام 1991، لأناشد جميع الكتاب الفلسطينيين في كافة مواقعهم وعلى اختلاف توجهاتهم، ألا يمروا صامتين إزاء ما مورس ويمارس بحق زملاء لم يعرفوا عنهم إلا المواقف التي تشرّف أصحابها. كما وأتوجه لنقابة الموظفين العموميين وأقول: كفاكم صمتا، وكفاكم تجاهلا لحقيقة أن رواتب أبناء قطاع غزة تحديدا إنما تقطع للتغطية على فشل السياسة المالية للحكومة، فمهمتكم الحقيقية هي المحافظة على كرامة الموظف الفلسطيني.. فمتى تستيقظون؟!


 


كما وإنني -وبشكل خاص- أدعو الكاتب المحترم السيد يحيى رباح أن يقدم شهادة مكتوبة تنجيه عند الله وعند الناس، ويدافع فيها عن زميل وإنسان عرفه جيدا..