افتتح ربيح الخندقجي محافظ محافظة قلقيلية ووزير الزراعة احمد مجدلاني, اليوم الاثنين, مشروع " تطوير إدارة استغلال مياه الري الزراعية وإنشاء نظام نقل وتوزيع مياه الري الزراعية", والذي تنفذه وزارة الزراعة بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية، ضمن منحة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في شمال إفريقيا
ويتضمن المشروع الذي حضر افتتاحه كلاً من مدير الزراعة احمد عيد، وأعضاء المجلس التشريعي احمد هزاع ووليد عساف، ونعيم الأشقر رئيس اتحاد المعلمين، ومواطنون من بلدة عزبة الأشقر, بناء (7) خزانات للمياه بتكلفة مليون دولار.
وفي كلمته أشاد المحافظ بدور وزارة الزراعة من خلال المشاريع التي تقدم للمزارعين وتعمل على تطوير هذا القطاع الأصيل، مشيراً إلى أن مثل هذه المشاريع تعمل على تعزيز صمود المزارعين والتصاقهم بأرضهم، مطالباً وزارة الزراعة ببذل كل جهد ممكن من اجل تطوير هذا القطاع حتى يصبح قطاعاً أصيلاً يساهم في الاقتصاد المحلي ويعمل على حماية الأراضي من الاستيطان والتهويد خاصة في محافظة قلقيلية المحاطة بالجدار والمستوطنات.
بدوره وعد وزير الزراعة بتقديم كل المساعدة للمزارعين التي يمكن تقديمها ضمن إمكانيات الوزارة، مؤكداً على أن هذه الخزانات ستمكن المزارعين من استغلال المياه بشكل أفضل يحافظ على المياه الجوفية.
وفي كلمته نيابة عن أصحاب الأراضي في المنطقة توجه نعيم الأشقر بالشكر إلى المحافظ والوزير ومهندسي الوزارة الذين تواصلوا مع المزارعين حتى تمكنوا من إقامة هذه الخزانات ليتم استصلاح أجزاء أخرى من الأراضي التي تحدها المستوطنات من كافة الجهات، مطالباً بتقديم الدعم اللازم لقرى جنوب المحافظة والتي تحاول المستوطنات ابتلاع أرضها.
لقاء في الغرفة التجارية الصناعية:
وعقد الوزير والمحافظ لقاءً في الغرفة التجارية الصناعية مع ممثلين عن القطاع الزراعي بحضور أعضاء المجلس التشريعي احمد هزاع شريم، ووليد عساف، ورئيس بلدية قلقيلية عثمان داوود، وإبراهيم نزال رئيس الغرفة التجارية وأعضاء الغرفة التجارية.
وفي كلمته رحب المحافظ بالوزير والوفد لمرافق له, مشيداً بجولاته على المحافظات كوزير زراعة، مقدماً شرحاً مفصلاً عن واقع التحديات التي تواجهها محافظة قلقيلية من سياسات تهجير وتهويد ومصادرة لأراضيها وعن التحدي الوطني الذي يمارسه المواطنون في التصدي لسياسات الاحتلال والاستيطان ومحاولة سرقة أراضي المحافظة والسعي للسيطرة على مصادر المياه.
وقال المحافظ أن قطاع الزراعة قطاع أصيل في محافظة قلقيلية وبدعمنا لهذا القطاع نحافظ على صمود المواطنين ونحمي الأرض، مشيراً إلى أن محافظة قلقيلية تمتاز بخصوبة أرضها وفرة مياهها وملائمة مناخها للعديد من المزروعات مما يرشح إنتاجها الزراعي بالتحول إلى إنتاج صناعي يعتمد على الزراعة للمساهمة في زيادة الدخل وتوفير فرص عمل للكثير من المواطنين ويعزز صمودهم.
وطالب المحافظ بأن يكون هنالك تمييز ايجابي تجاه المحافظة لما تعانيه من استهداف من قبل الاحتلال والعمل على توظيف كل الجهود الممكنة لدعم صمود المواطنين على أرضهم وإفشال مخططات الاحتلال بتهجير المواطنين والسيطرة على مصادر المياه.
من جانبه شكر الوزير المحافظ والحضور على اللقاء, مشيراً إلى أن التوجه بشكل عام للسياسة الوطنية تجاه القطاع الزراعي، حيث أن القطاع الزراعي قطاع وطني هام في جوهر صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي في صراعنا على الأرض ولمن يثبت على الأرض ويثبت الوقائع، حيث أن صراعنا مع الاحتلال يعتمد على إستراتيجية بسيطة ومعادلة بسيطة، يريد الاحتلال الأرض بأقل عدد من السكان والاستيلاء على اكبر مساحة ممكنة من الأراضي ونحن نريد اكبر عدد ممكن من السكان على اكبر مساحة من الأراضي، وهذا الواقع يحول وزارة الزراعة إلى وزارة دفاع والمزارعين في الخندق الأول للدفاع عن الأراضي ضد سياسة الاقتلاع والتهجير التي تقوم بها كل الحكومات الإسرائيلية، وبالتالي تعزيز صمود المواطنين والمزارعين الفلسطينيين على أرضهم وتوفير متطلبات الصمود هو المسألة المركزية لدينا.
وأشار الوزير إلى أن محافظة قلقيلية هي المحافظة الوحيدة التي عزلها الجدار عن الأراضي الزراعية وهي محاصرة من كافة الجهات بالجدار والاستيطان لذلك سيتم تمييزها ايجابياً من خلال المشاريع المقدمة من وزارة الزراعة والتي تستهدف المناطق داخل الجدار والمناطق المهمشة.
وفي كلمته اعتبر إبراهيم نزال رئيس الغرفة التجارية أن هذه الزيارة عبارة عن لقاء وفاء لمحافظة صبرت، وقاومت منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم وان هذا اللقاء عبارة عن برنامج عمل للخروج بخطة لإنعاش محافظة قلقيلية، المرتبطة بالزراعة والأرض، داعياً إلى دعم هذا القطاع الأصيل لتزيد مساهمته في زيادة الإنتاج المحلي، مطالباً باعتبار الزراعة عنصر وطني وليس إنتاجي واعتباره قضية وطنية لارتباطه بالأرض والمياه والجدار، وبإلغاء الضرائب المفروضة على قطاع الزراعة وعمل صندوق لدعم الزراعة والتأمين الزراعي.
زراعة الأشجار في حديقة الحرية:
وقام المحافظ ووزير الزراعة بزراعة الأشجار في حديقة الحرية في بلدة حبلة جنوب مدينة قلقيلية وشارك في الفعالية رئيس بلدية حبلة محمد سليم وأعضاء البلدية ونائل غنام مدير دائرة تأهيل الأسرى والمحررين ولافي نصورة مدير نادي الأسير، ومجموعة من الأسرى المحررين ومواطنون من البلدة.
وشملت الفعالية على زراعة عدد كبير من الأشجار في حديقة الحرية التي تم افتتاحها العام الماضي على أراضي بلدة حبلة المحاذية لجدار الفصل العنصري.
وقال المحافظ "إن مشاركتنا اليوم في الزراعة في حديقة الحرية هي تعبير عن إستراتيجية السلطة الوطنية الفلسطينية لجعل فلسطين خضراء واستجابة لسياسة فخامة الرئيس محمود عباس بزراعة كافة الأراضي خاصة المناطق المهددة بالمصادرة والقريبة من المستوطنات والنهوض بالقطاع الزراعي وتدعيم صمود المزارعين".
وأشار المحافظ إلى أن هذه الفعالية نريد من خلالها إيصال رسالة إلى أسرانا القابعين في سجون الاحتلال لتعزيز صمودهم وللتأكيد على أننا سنبقى صامدين حتى يتحقق حلم شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس خالية من المستوطنات.
بدوره أكد الوزير بأننا هنا نحمل رسالة وفاء إلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال, مؤكدين من خلالها على التضامن الكامل مع الأسرى ومع مطالبهم العادلة وأننا نؤكد الدعم الكامل لهم والوقوف إلى جانبهم لتثبيتهم بأرضهم, أننا من خلال مشروع تخضير فلسطين قدمنا هذا العام مليون ونصف المليون شجرة سيتم زراعتها, وفي خطتنا خلال السنوات القادمة سنعمل على زيادة هذه الأعداد.
من ناحيته شكر رئيس بلدية حبلة المحافظ والوزير وكافة المشاركين في الفعالية، مؤكداً على أن الحديقة في رمزيتها تعبر عن أصالة شعبنا بالوقوف إلى جانب الأسرى، وهذه رسالة إلى حكومة الاحتلال والمستوطنين بأننا سنبقى منغرسين بأرضنا حتى يزول الاحتلال.
وقام المحافظ والوزير بجولة شملت مشاتل زراعية ومزارع فراولة، كما تفقدا مشاريع الثروة السمكية التي بدأ العمل بها في محافظة قلقيلية.