بعث قرابة 300 أكاديمي من كبار أساتذة الجامعات الإسرائيلية عريضة إلى وزير التربية والتعليم غدعون ساعر من حزب الليكود الحاكم طالبوه فيها بإلغاء عملية تحويل المركز الجامعي في مستوطنة "أريئيل" الواقعة جنوب نابلس في عمق الضفة الغربية إلى جامعة وأكدوا على أنها تكرس الاحتلال.
وأفادت صحيفة "هآرتس" اليوم الثلاثاء بأن "لجنة المتابعة في مجلس التعليم العالي في الضفة الغربية" قررت أن كلية "أريئيل" تستوفي الشروط المطلوبة لتحويلها إلى جامعة.
وتبين من معطيات نشرتها الصحيفة أن كلية "أريئيل" أجرت تغييرات كثيرة بينها زيادة عدد الطلاب الذين يدرسون للحصول على لقب الدكتوراه وطلاب الأبحاث كما رفعت نسبة الأبحاث الصادرة عن الكلية ب50% وتمت زيادة عدد السلك الأكاديمي في الكلية بنسبة 30%.
وأضافت الصحيفة أن حكومة إسرائيل صادقت على زيادة ميزانية الكلية في مستوطنة "أريئيل" ب15 مليون شيكل (حوالي 4 ملايين دولار) وأنه سيتم رفع هذه الميزانية بشكل كبير على حساب ميزانيات الجامعات السبع في إسرائيل.
وكتب الأكاديميون المعارضون لتحويل الكلية في المستوطنة إلى جامعة أن "زج المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية في أيديولوجية الاحتلال والقمع تقوض العلاقات بين الأكاديمية الإسرائيلية و المؤسسات الأكاديمية في العالم، ومن هنا فإنها تهدد بإلحاق أضرار جسيمة بقدرة المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية على العمل".
وأضافت عريضة الأكاديميين الإسرائيليين أن "استمرار الاحتلال والاستيطان يهدم القاعدة الديمقراطية لإسرائيل، والديمقراطية هي متنفس المؤسسة الأكاديمية ولذلك فإننا نرى أن من واجبنا وقف محاولة تجنيد المؤسسة الأكاديمية في خدمة الاحتلال".
وأكد الأكاديميون في عريضتهم على أن "إقامة كلية أريئيل نابع من اعتبارات سياسية لا علاقة لها بالحاجة إلى تطوير المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل... وحالات سابقة حدثت في التاريخ تم خلالها تجنيد المؤسسة الأكاديمية أو تعاونها لخدمة أهداف سياسية للنظام انتهت بانهيار المؤسسة الأكاديمية وتدهور مستواها وإلحاق ضرر جسيم بمصداقيتها".
وبادر إلى العريضة مجموعة من الباحثين الذين يحملون لقب بروفيسور من معهد وايزمان في مدينة رحوبوت، والذي يعتبر معهد أبحاث مرموق على المستوى العالمي، وعلى رأسهم الباحث في دائرة الفيزياء الكيميائية البروفيسور نير غوف.
وقال غوف ل"هآرتس" إن محفز الحكومة والمستوطنين لتحويل كلية "أريئيل" إلى جامعة "هو أمر واضح ويهدف إلى إظهار مشهد مضلل لوجود حياة طبيعية في المستوطنات".