كشف الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (المحتل عام 1948)أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلية تُسرِّع عمليات حفر شبكات الأنفاق الممتدة أسفل القدس الشريف، والمسجد الأقصى، باستخدامها "مواد كيميائية".
ونبَّه الخطيب في تصريحات لوسائل الإعلام العربية، إلى أن الهدف من استخدام المواد الكيميائية هو تشكيل حالة من "التآكل المتسارع جداً للطبقة الصخرية التي تحمي المسجد الأقصى المبارك، أو للعمدان الصخرية التي تقوم عليها أساسات هذا المسجد". وكما يرى الخطيب" فإن الهدف من كل هذا هو التخريب وزلزلة أساسات المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه لبناء الهيكل المزعوم محله."
حفريات تهويد..
وقال إن "شبكة الحفريات التي تم حفرها أسفل الأقصى جعلت الفجوة كبيرة تحت المسجد وأي عدوان بشري، أو مواد متفجرة، أو حالة طبيعية كهزة أرضية أو زلزال ولو بدرجات صغرى، من الممكن أن يشكل خطراً كبيراً ودائماً على المسجد"، لافتاً إلى أن "هذا ما تطمح له المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية ، حتى يكون الهدم بفعل الطبيعة، ولا يتهم الاحتلال الإسرائيلي بالتسبب في الهدم".
وتطرق نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني إلى ما حدث في عام 2004 حينما تصدع طريق باب المغاربة قبل أن يُهدم، إذ أعلن الإسرائيليون أن التصدع هذا جرى بفعل تراكم الثلوج التي سقطت في القدس.
ويعرف باب المغاربة الذي هو أحد بوابات القدس باسم باب حارة المغاربة، وباب البراق، وباب النبي، وهو أقرب الأبواب إلى حائط البراق.
إلى ذلك، أشار الخطيب إلى أن بعض الأنفاق باتت تستخدم "كنساً ومعابد"، ما يعني أنها بارتفاعات شاهقة، وبمساحات واسعة، مشدداً على أنها "تشكل خطراً حقيقياً على المسجد الأقصى".
وتابع إن "الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى هي حلقة متواصلة من خلالها تحاول المؤسسة الإسرائيلية الوصول إلى هدفها والذي ليس خافياً أو مجهولاً وهو هدم الأقصى المبارك من أجل بناء الهيكل الثالث على أنقاضه".
وأردف قائلاً إن "(إسرائيل) لم تتوقف عن استهداف المسجد الأقصى منذ احتلاله قبل 45 عاماً، حيث بدأت أولى الخطوات بأعمال الحفر على يد وزير الجيش الإسرائيلي موشي ديان، ومروراً بحريق المسجد الأقصى عام 69، ووصولاً إلى استمرار الأنفاق وبناء الحدائق التوراتية"، عاداً ذلك "خطورة حقيقية تهدف للوصول إلى مشروع أسود، الهدف منه هدم الأقصى لبناء الهيكل".
وشدَّد الخطيب على أن المشاريع الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة تخص التاريخ والجغرافيا، وقد طالت الإنسان والبنيان، منها ما هو فوق الأرض ومنها ما هو تحتها"، معتبراً ما يجري أسفل القدس من حفريات سرية هو الأهم بالنسبة للمشاريع التهويدية في القدس المُحتلة، التي باتت تشكل شبكة من الأنفاق المتواصلة مع بعضها البعض، وهناك أنفاق قريبة من أسفل قبة الصخرة المشرفة.
خطر متزايد..
وما يجري حول المسجد الأقصى- والقول للخطيب- تغيير لملامح القدس القديمة عبر بناء "الحدائق التوراتية" تحديداً في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى حيث القصور الأموية، ومن الجهة الشرقية كذلك، وحتى الهضاب المطلة على المسجد الأقصى مِثل سلوان والعامود.
وفيما يتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها باب المغاربة، أشار الخطيب إلى أن هذا الاستهداف قد "وصل ذروته"، لافتاً إلى أن إزالة طريق هذا الباب من أجل بناء جسر لا علاقة له بمرور المستوطنين- كما تدعي المؤسسة الإسرائيلية - بقدر ما هو جسر عسكري وأمني من الدرجة الأولى.
وبالنسبة للنوايا والتهديدات المستمرة باقتحام المسجد الأقصى، أشار إلى أنها لا تأتي من جماعات دينية فحسب، وإنما باتت تأتي وتُنفذ من جهات رسمية في المؤسسة الإسرائيلية الأمر الذي يرفع وتيرة الخطر الإسرائيلي اليهودي على المسجد الأقصى.
وكانت آخر النوايا لاقتحام المسجد الأقصى، نيِّة أحد أعضاء حزب "الليكود" الحاكم في اسرائيل، والذي كان يُنافس رئيس الحزب بنيامين نتنياهو في انتخابات رئاسة حزب الليكود التي عقدت مؤخراً.
وقد أعلن المسؤول الإسرائيلي، أول من أمس، نيته اقتحام المسجد الأقصى من أجل أداء الصلوات الدينية فيه، والإعلان عن بدء بناء "الهيكل الثالث" المزعوم.
وتتكرر الاقتحامات للمسجد الأقصى من قِبل المستوطنين اليهود تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما ينجح دائماً حراس الأقصى والمصلون والمقدسيون في التصدي لقطعان المستوطنين وإجبارهم على التراجع.
وفي سياقٍ آخر، تحدث نائب رئيس الحركة الإسلامية حول قضية إبعاد نواب القدس، إذ أشار إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف من خلال إبعادها لنواب القدس عن مدينتهم الأصلية استهداف الإنسان، كما يتم استهداف البنيان من خلال التهويد والتشريد والاستيطان في المدينة المقدسة.
وعدَّ الخطيب نواب القدس "قيادة المجتمع الفلسطيني في القدس، وهم الذين انتخبهم أهالي القدس ليكونوا مُمثلين عنهم".
ونبَّه إلى أنه إذا كان الأمر قد وصل إلى درجة تعمد اعتقال ونفي النواب بعد محاكم صورية لهم، فإن هذا يعني أن باقي أهل القدس يعيشون في خطر داهم، خاصة أن الكثير من المقدسيين يطردون من القدس وتهدم بيوتهم وتسحب هوياتهم، ويتم تقييدهم بقانون "منع لم الشمل" الإسرائيلي.
وبيَّن أن (إسرائيل) تسير في اتجاه تنفيذ "مخططها الرهيب" المتمثل بتقليل نسبة الفلسطينيين في القدس من 37% إلى أن تصبح 12% مع حلول عام 2030، منوهاً إلى أن المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية من خلال مشروعها، لديها رغبة في أن تصبح أعداد المقدسيين الفلسطينيين في القدس العربية أقلية بين أكثرية يهودية.
حشد عربي..
وحول دور الحركة الإسلامية في حشد الرأي العام وجلب الدعم العربي لصالح القدس المحتلة، قال: "نحن نعتز بدورنا في الماضي والحاضر والمستقبل لقرع الأذان الصماء العربية والإسلامية، الرسمية منها والشعبية"، مؤكداً على أن الحركة الإسلامية مستمرة في أداء دورها إعلامياً وفعليا أيضاً من خلال التواجد في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن تواجد فلسطينيي الـ48 داخل باحات المسجد الأقصى والرباط فيه كان سبباً رئيسياً لمنع الاحتلال الإسرائيلي محاولة اقتحام باحات المسجد الأقصى من قِبل المستوطنين والحاخامات خلال اليومين الماضيين.
وفي هذا السياق، أكد على أن قضية القدس والمسجد الأقصى ليست قضية فلسطينيي الداخل أو غيرهم من الفلسطينيين وإنما هي قضية الأمة كلها، لافتاً إلى أنها لا تحل إلا بزوال الاحتلال المرهون بحالة نهضة حقيقية في الأمة من أجل القضاء عليه.
وعبر عن أمله في أن تساهم المتغيرات في الدول العربية التي شهدت ثورات من قِبل الشعوب وما نتج عن "الربيع العربي" في البلدان المجاورة من "خلع بعض الأنظمة العميلة والفاسدة"، أن يتشكل حراك لمرحلة جديدة تلقي بظلال إيجابية على مستقبل القدس والمسجد الأقصى المُبارك.
وبشأن قضية رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ رائد صلاح المتواجد حالياً في بريطانيا، أوضح أنه في السادس والسابع من الشهر الجاري عقدت جلسات محاكمة في لندن للبث في الاستئناف الذي تقدم به محامو الشيخ رائد صلاح ضد قرار وزير الخارجية البريطانية بإبعاده عن بريطانيا.
وقال: "نحن شاركنا في هذه الجلسات، ووجدنا أن القاضي يحمل مفاهيم إيجابية حول ملف الشيخ صلاح، وهذا ما لمسه المحامون، ونأمل أن يكون قرار المحكمة البريطانية إيجابياً، وأن يعود الشيخ صلاح إلى أرض الوطن خارجاً من هذه القضية التي يقف خلفها اللوبي الصهيوني في بريطانيا مدعوماً بالمؤسسة الإسرائيلية في الداخل".
واعتقلت السلطات البريطانية الشيخ رائد صلاح في الثامن والعشرين من يونيو/ حزيران من عام 2011 الماضي، أثناء زيارته إلى لندن للمشاركة في فعاليات "يوم فلسطين" الذي عقد في الثاني من يوليو/ تموز من ذات العام في لندن، بتنظيم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا.