غزة: عيادة "القدم السكرية" تشهد قصص نجاح

 


كانت المريضة أ ، ح (47عاماً)على سرير غرفة العمليات في إحدى المستشفيات انتظاراً لبتر ساقها المقرحة بسبب مرض السكري، قبل أن يقرر أحد الأطباء إلغاء العملية وتقديم العلاج بالطرق الحديثة لتشفى تماماً من مرضها بعد معاناة استمرت نحو عامين .


 


هذه إحدى قصص النجاح لدى عيادة القدم السكرية التابعة للإغاثة الطبية في قطاع غزة، من بين عشرات الحالات التي شهدت تحسناً ملحوظاً ونجت من عمليات بتر في القدم والأصابع من مرضى السكر في القطاع.


 


وقال  الطبيب تيسير الطنة مسئول العيادة: لم يعد العلاج المقدم لمصابي القرح في الأطراف من مرضى السكر علاجاً تقليدياً، فهناك وسائل طبية متقدمة تستخدم في معالجة هؤلاء، تفادياً لعمليات البتر.


 


أضاف:" ترعى العيادة نحو 435 مريض بالسكر بينهم نحو 375 من المصابين بقرح والتهابات في الأطراف وهم بحاجة للمتابعة المستمرة من أجل عدم تفاقم جروحهم التي من المؤكد أنها تصل إلى مرحلة البتر في حال لم يتلقوا العلاج المناسب."


 


أوضح د. الطنة أن حالة السيدة "ح" كانت تستوجب البتر إذا لم تتلق العلاج بالطرق الحديثة، وهو ما قد ينطبق على الكثير من الحالات في قطاع غزة، لكن تدخل فريق الأطباء العامل في عيادة القدم السكرية ساهم بشكل كبير في تفادي البتر، وحدوث تحسن ملحوظ على حالتها.


 


وقال إن "من بين نحو 375 حالة مصابين بقرح والتهابات الأطراف من مرضى السكري نحو 65حالة مرضية، ممن شفوا تماماً، بينما يتلقى الباقي العلاج المتواصل بهذا لخصوص".


 


أشار إلى أن العيادة وهي الأولى من نوعها في القطاع أنشأت في شهر حزيران من العام 2010 وتقدم الرعاية الطبية الفائقة لمرضى السكر بوسائل حديثة تتمثل في وجود أجهزة طبية حديثة بتقنيات متقدمة، وفريق طبي متخصص، وتعمل وفق جدول زمني يراعى احتياجات المرضى، موضحاً أن الفريق الطبي المتابع لهم ممن تخصصوا علمياً بالقدم السكرية."


 


وقال: "أصبح تخصص دراسة أمراض القدم السكرية من العلوم الطبية الحديثة، والآخذة بالانتشار، مؤكداً أهمية أن يترافق ذلك مع الاستراتيجيات الطبية المعمول بها في المؤسسات الصحية ".


 


وحول بعض الإحصاءات عن مرضى السكر في القطاع قال د .الطنة إن "ما بين 200 إلى 220 ألف مريض بالسكر من سكان القطاع، من بينهم 35 ألف مصابون بقرح والتهابات الأقدام، وهو ما يعرف علمياً بالقدم السكرية، مؤكداً حاجة هؤلاء لتدخل علاجي حديث تفادياً لوصولهم لمرحلة البتر وهو أسوأ أحوال التعامل مع مرضهم والذي يعني الفشل الكامل في علاج القدم السكرية."


 


أشار إلى أن أعمار مرضى السكر تتراوح ما بين 35 إلى 60عاماً وذلك لا يعني عدم وجود أعمار متوسطة وصغيرة، فهناك المئات من الأطفال والمراهقين مصابون بمرض السكر، موضحاً أن أسباب انتشار المرض يعود إلى عوامل وراثة، أو السمنة، أو سوء في السلوك الغذائي، والظروف النفسية.


 


وقال: " إصابات هؤلاء بأمراض القدم السكرية ناجم أولاً عن غياب الوعي بخطورة مرضهم، وعدم التزامهم بعوامل تجنب الإصابة ، وكذلك حالة التلوث العام في البيئة المحيطة وعدم النظافة العامة والشخصية."


 


دعا د. الطنة إلى زيادة الوعي الصحي العام بمخاطر هذا المرض، ومضاعفاته لدى المصابين به، مؤكداً أن غياب الوعي يزيد من انتشاره بين المواطنين.


 


طالب أيضاً بتفعيل وسائل التنسيق بين المؤسسات الصحية كوزارة الصحة برنامج الصحي لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين"أونروا"  وكذلك القطاع الصحي الأهلي، من أجل زيادة الاهتمام بمرضى السكري، مشيراً إلى أن لدى عيادة القدم السكرية الإمكانات التي يمكن بموجها توسع نطاق عملها من حيث زيادة عدد الكادر الطبي، وزيادة أيام العمل فيها، مؤكداً أهمية ذلك في مكافحة انتشار تقرح القدم السكرية، وتقليل نسبة بتر الأطراف.